دراسة: فنجان قهوة في اليوم يطيل العمر ويحسّن صحة القلب

دراسة: فنجان قهوة في اليوم يطيل العمر ويحسّن صحة القلب
TT

دراسة: فنجان قهوة في اليوم يطيل العمر ويحسّن صحة القلب

دراسة: فنجان قهوة في اليوم يطيل العمر ويحسّن صحة القلب

تُجرى أبحاث جديدة لإثبات أن الاستهلاك اليومي للقهوة قد يكون له تأثير إيجابي على صحة القلب. وقد تم تقديم دراسات في الجلسة العلمية السنوية 71 للكلية الأميركية لأمراض القلب، وذلك حسبما نشر موقع «OnlyMyHealth» الطبي المتخصص.
وحسب الموقع، فقد تم إجراء البحث الأخير باستخدام بيانات من BioBank في المملكة المتحدة، إلى جانب معلومات من نصف مليون شخص تمت دراستهم في فترة زمنية مدتها 10 سنوات. وفقًا للباحثين.
ووفق الباحثين استنتج أن تناول القهوة يوميًا لا يرتبط فقط بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب ولكن أيضًا بعمر أطول.
وفي هذا الاطار، القهوة هي واحدة من أشهر المشروبات على مستوى العالم؛ إذ يحتاج الكثير من الناس حول العالم إلى فنجان من القهوة في الصباح ليقضوا يومهم. حيث يوفر الطاقة ويساعد في الاستيقاظ بشكل صحيح. وذلك لأن القهوة تحتوي على مادة الكافيين التي تساعد في توفير هذه المزايا. لكن الإفراط في تناول القهوة يمكن أن يكون ضارًا أيضًا؛ فقد قدم العديد من الخبراء أفكارًا حول التأثير السلبي للإفراط في استهلاك القهوة. إلّا ان تناولها باعتدال يمكن أن يكون مفيدًا للغاية للصحة العامة.
وقد ارتبط شرب ما يقرب من كوبين إلى ثلاثة أكواب من القهوة يوميًا بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب أو قصور القلب أو أي مشكلة قلبية أخرى أو الوفيات المبكرة بنسبة 10-15 %، وفقًا لثلاث ملخصات بحثية نُشرت (الخميس).
وفي هذا يقول الدكتور بيتر إم كيستلر كبير مؤلفي الدراسة الجديدة «لأن القهوة يمكن أن تسرع من معدل ضربات القلب، يشعر بعض الناس بالقلق من أن شربها يمكن أن يؤدي إلى مشاكل معينة في القلب أو يزيدها سوءًا. وهذا هو المكان الذي قد تأتي منه النصائح الطبية العامة للتوقف عن شرب القهوة».
وأضاف كيستلر «وجدنا أن شرب القهوة له تأثير محايد (بمعنى أنه لم يضر) أو أنه مرتبط بفوائد لصحة القلب». فبالنسبة لجميع الدراسات استخدم كيستلر والباحثون الآخرون بيانات من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، والتي تتبع النتائج الصحية لأكثر من 500000 شخص لمدة 10 سنوات على الأقل. وعند الانضمام إلى السجل، أبلغ المشاركون عن مكان انخفاض استهلاكهم للقهوة في نطاق يتراوح من كوب إلى ستة أكواب أو أكثر يوميًا.
وقد أجريت الدراسة الأولى على أكثر من 382500 من البالغين الذين لا يعانون من مشاكل في القلب وكان متوسط ​​أعمارهم 57 عامًا. أما المشاركون في الدراسة الذين شربوا 2-3 أكواب من القهوة يوميًا فكانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب في المستقبل. والأشخاص الذين لا يكادون يشربون فنجانًا واحدًا من القهوة في اليوم هم أقل عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية أو الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
ولم يؤكد البحث وجود علاقة سببية بين شرب القهوة والظروف الصحية. ومع ذلك «هناك مجموعة كاملة من الآليات التي من خلالها يمكن أن تقلل القهوة من معدل الوفيات ولها هذه الآثار الإيجابية على أمراض القلب والأوعية الدموية»، حسبما ذكر كيستلر في بيان صحفي.
من جانبه، قال الدكتور ديفيد كاو إن توفير الكافيين لأي فوائد صحية من خلال القهوة لا يزال غير واضح. مضيفا «هناك العديد من المركبات النشطة بيولوجيًا في القهوة على وجه التحديد والتي يمكن أن تلعب دورًا».


مقالات ذات صلة

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

TT

عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)
جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

بينما تتواصل جلسات «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»، بالعاصمة السعودية الرياض لليوم الثاني، أظهرت ردهات المكان، والمعرض المصاحب للمؤتمر بما يحتويه، تاريخاً من الريادة السعودية في هذا المجال على مدى 3 عقود، وفقاً لردود الفعل من شخصيات حاضرة وزوّار ومهتمّين.

جانب من المعرض المصاحب لـ«المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

 

على الجهة اليُمنى من مدخل مقر المؤتمر، يكتظ المعرض المصاحب له بالزائرين، ويعرّج تجاهه معظم الداخلين إلى المؤتمر، قُبيل توجّههم لحضور الجلسات الحوارية، وبين مَن يلتقط الصور مع بعض التوائم الموجودين ويستمع لحديثٍ مع الأطباء والطواقم الطبية، برزت كثير من المشاعر التي باح بها لـ«الشرق الأوسط» عددٌ من أشهر حالات التوائم السياميّة التي نجحت السعودية في عمليات فصلها خلال السنوات الأخيرة.

 

«أعمل في المستشفى حيث أُجريت عملية فصلنا»

السودانيتان التوأم هبة وسماح، من أوائل التوائم الذين أُجريت لهم عمليات الفصل قبل 3 عقود، وقد عبّرتا لـ«الشرق الأوسط» عن فخرهما بأنهما من أولى الحالات الذين أُجريت عملية فصلهما في السعودية.

قالت هبة عمر: «مَدّتنا عائلتنا بالقوة والعزيمة منذ إجرائنا العملية، وهذا الإنجاز الطبي العظيم ليس أمراً طارئاً على السعودية، وأرجو أن يجعل الله ذلك في ميزان حسنات قيادتها وشعبها».

 

التوأم السيامي السوداني هبة وسماح (تصوير: تركي العقيلي)

أما شقيقتها سماح عمر فتضيف فصلاً آخر من القصة :«لم نكن نعرف أننا توأم سيامي إلّا في وقت لاحق بعد تجاوزنا عمر الـ10 سنوات وبعدما رأينا عن طريق الصّدفة صورة قديمة لنا وأخبرنا والدنا، الذي كافح معنا، بذلك وعاملنا معاملة الأطفال الطبيعيين»، وتابعت: «فخورون نحن بتجربتنا، وقد واصلنا حياتنا بشكل طبيعي في السعودية، وتعلّمنا فيها حتى أنهينا الدراسة الجامعية بجامعة المجمعة، وعُدنا إلى السودان عام 2020 شوقاً إلى العائلة ولوالدتنا»، وبعد اندلاع الحرب في السودان عادت سماح إلى السعودية لتعمل في «مستشفى الملك فيصل ومركز الأبحاث»، وهو المستشفى نفسه الذي أُجريت لها ولشقيقتها فيه عملية الفصل.

ووجهت سماح عبر «الشرق الأوسط» رسالةً إلى التوائم السيامية طالبتهم فيها باستكمال حياتهم بشكل طبيعي: «اهتموا بتعليمكم وصحتكم؛ لأن التعليم على وجه الخصوص هو الذي سيقوّيكم لمواجهة صعوبة الحياة».

 

«وجدتُ العلاج في السعودية»

بوجهين تغشاهما البراءة، ويشع منهما نور الحياة، بينما لا يتوقع من يراهما أن هاتين الطفلتين قد أجرتا عملية فصل؛ إذ تظهرا بصحة جيدة جداً، تقف الباكستانيتان التوأم فاطمة ومشاعل مع أبيهما الذي يتحدث نيابةً عنهما قائلاً :«بحثت في 8 مستشفيات عن علاج للحالة النادرة لفاطمة ومشاعل، ولم أنجح في مسعاي، وعندما رفعت طلباً إلى الجهات الصحية في السعودية، جاء أمر العلاج بعد شهرين، وتوجهت إلى السعودية مع تأشيرة وتذاكر سفر بالإضافة إلى العلاج المجاني. رافقتني حينها دعوات العائلة والأصدقاء من باكستان للسعودية وقيادتها على ما قدمته لنا».

التوأم السيامي الباكستاني فاطمة ومشاعل (تصوير: تركي العقيلي)

 

«السعودية بلد الخير (...) فاطمة ومشاعل الآن بأفضل صحة، وأصبحتا تعيشان بشكل طبيعي مثل أخواتهما الثلاث الأخريات»؛ يقول الوالد الباكستاني... «أشكر القيادة السعودية والشعب السعودي الطيب والدكتور عبد الله الربيعة على الرعاية التي تلقيناها منذ كان عمر ابنتيّ عاماً واحداً في 2016».

وقبل أن تغادرا الكاميرا، فاضت مشاعر فاطمة ومشاعل بصوتٍ واحد لميكروفون «الشرق الأوسط»: «نحن فاطمة ومشاعل من باكستان، ونشكر السعودية والملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، والدكتور عبد الله الربيعة».

 

عُماني فخور بالسعودية

أما محمد الجرداني، والد العُمانيتين التوأم صفا ومروة، فلم يُخفِ شعوره العارم بالفخر بما وصلت إليه السعودية من استخدام التقنيات الحديثة في المجال الطبي حتى أصبحت رائدة في هذا المجال ومجالات أخرى، مضيفاً أن «صفا ومروة وُلد معهما شقيقهما يحيى، غير أنه كان منفرداً».

الجرداني وهو يسهب في الحديث لـ«الشرق الأوسط»، وسط اختلاط المشاعر الإنسانية على وجهه، أكّد أن صحة ابنتيه اليوم «في أفضل حالٍ بعدما أُجريت لهما عملية الفصل في السعودية عام 2007، وأصبحتا تمارسان حياتهما بأفضل طريقة، ووصلتا في دراستهما إلى المرحلة الثانوية»، وأضاف: «نعزو الفضل في ذلك بعد الله إلى الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، ثم الملك سلمان، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، اللذين واصلا المسيرة الإنسانية للسعودية... وصولاً إلى هذا المؤتمر، وتحديد يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عامٍ (يوماً للتوائم الملتصقة)».

الجرداني أشاد بجهود الدكتور عبد الله الربيعة في قيادة الفرق الطبية المختصة، وقال إنه «مدين بالشكر والعرفان لهذا المسؤول والطبيب والإنسان الرائع».

المؤتمر الذي يُسدَل الستار على أعماله الاثنين ينتشر في مقرّه وبالمعرض المصاحب له عدد من الزوايا التي تسلّط الضوء على تاريخ عمليات فصل التوائم، والتقنيات الطبية المستخدمة فيها، بالإضافة إلى استعراضٍ للقدرات والإمكانات الطبية الحديثة المرتبطة بهذا النوع من العمليات وبأنشطة «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية».