رسوم الأراضي البيضاء في السعودية توفر 3 ملايين متر في السوق للشراء

عقاريون يؤكدون أنها البداية.. وانخفاض الأسعار لا يؤثر سلبيًا على الاقتصاد

سجل المؤشر العقاري نهاية الأسبوع المنصرم أكبر صفقات بيع لستة مخططات («الشرق الأوسط»)
سجل المؤشر العقاري نهاية الأسبوع المنصرم أكبر صفقات بيع لستة مخططات («الشرق الأوسط»)
TT

رسوم الأراضي البيضاء في السعودية توفر 3 ملايين متر في السوق للشراء

سجل المؤشر العقاري نهاية الأسبوع المنصرم أكبر صفقات بيع لستة مخططات («الشرق الأوسط»)
سجل المؤشر العقاري نهاية الأسبوع المنصرم أكبر صفقات بيع لستة مخططات («الشرق الأوسط»)

تأكيدا لما نشرته «الشرق الأوسط» في تقرير سابق لها عن قرب ضخ كميات كبيرة من الأراضي البيضاء في عدد من المدن الكبرى في السعودية تهربا من فرض الرسوم على الأراضي، سجل المؤشر العقاري نهاية الأسبوع المنصرم أكبر صفقات بيع لستة مخططات أراض سكنية كاملة بحجم قدر بـ3.3 مليون متر مربع، وهو رقم كبير لم يسبق أن سجلت السوق حجما مماثلا له منذ سنوات طويلة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يدفع بالعرض إلى مستويات كبيرة بانتظار انعكاسه على القيمة العامة للعقار بشكل عام والأراضي بشكل خاص، نظرا لارتفاع العرض بنسب مهولة أمام الطلب الذي ظل معلقا ينتظر انخفاض الأسعار.
وأكد مختصون عقاريون أن هذه العملية الكبرى لن تمر دون أي عواقب أو مضاعفات على القطاع، خصوصا أن تسييل هذه الملايين من الأمتار في وقت واحد أمر من شأنه أن يصف حالة السوق التي بدأت تضخ الكميات تلو الأخرى، خصوصا من الأراضي المتهمة بالتسبب في ارتفاع أسعار العقار، خصوصا أن القيمة الكبرى من العقار تتمثل بقيمة الأرض، حيث تزيد قيمة الأرض من العقار أكثر من نصف قيمته وهي نسبة كبيرة لم تصل لها أي دولة في العالم.
وقال لـ«الشرق الأوسط» عبد الرحمن الصالح، الذي يمتلك شركة عقارية «إن بيع ملايين الأمتار في صفقة واحدة أو صفقات متتالية أمر غير طبيعي، ولا يمكن أن يكون قرارا ارتجاليا من رجل أعمال أو مجموعة مستثمرين، بل هو قرار تم بعد دراسة متعمقة للسوق، لأن من يمتلك هذه المساحات الشاسعة من المستحيل أن يكون أحد المستثمرين الصغار، بل هو ممن يمتلكون فريقا كاملا من المستشارين والخبراء الذين أشاروا عليه بالتخلص من هذه المساحات قبل أن تفرض الرسوم العقارية أو لأي أمر آخر يعتقد أنه سيلقي بظلاله سلبا على الأسعار، مما يعني أن طرح هذه الكميات للبيع أمر إيجابي ومؤشر جيد بأن القطاع العقاري يتجه نحو الانخفاض».
وحول إمكانية تكرار مثل هذه العمليات الضخمة مستقبلا، أكد الصالح أن القطاع العقاري وخلال الفترة القريبة المقبلة سيكشف المزيد من هذه الصفقات الكبرى، حيث إن ملاك الأراضي لا يمكنهم الاحتفاظ بهذه الكميات ودفع رسوم سنوية عليها مهما كانت بسيطة أو مؤقتة، لأن نهاية دفع هذه الرسوم ستظل مجهولة، ولن يتم دفع فاتورتها عن طريق المستهلك الذي سيستمر عازفا عن الشراء، مما يعني استمرار تحمل المستثمر لهذه الرسوم، وهو السيناريو الأقرب واقعية لطرح مثل هذه المنتجات، خصوصا أن قطاع بيع الأراضي سيكون الأعلى من بين الأذرع العقارية الأخرى.
وكانت السوق العقارية المحلية قد اختتمت نشاطها خلال أبريل (نيسان) 2015، بإتمام أكبر صفقات بيع لستة مخططات أراض سكنية كاملة في مدينة جدة (منها مخططان في حي الأجاويد، وأربعة مخططات في حي الهدى)، تمت خلال الأسبوع الأخير من الشهر.
ووصل إجمالي قيمة تلك الصفقات العقارية الضخمة إلى 10.3 مليار ريال (2.7 مليار دولار)، بمساحات شاسعة جدا وصلت إلى نحو 3.3 مليون متر مربع، متوسط قيمة المتر 3163 ريالا (843 دولارا)، شكلت نحو 36 في المائة من إجمالي قيمة الصفقات السكنية الشهرية لأبريل 2015.
وكانت صفقات الشهر الماضي قد شهدت أيضا خلال الأسبوع ما قبل الأخير بيع مخطط أراض تجاري بالكامل في أحد الأحياء المميزة فيها (حي الزهراء)، وبلغت قيمة الصفقة 3 مليارات ريال (800 مليون دولار)، بمساحة مخطط ناهزت 245 ألف متر مربع، وبلغ متوسط سعر المتر 12.3 ألف ريال (3280 دولارا)، شكلت بدورها نحو 24.2 في المائة من إجمالي قيمة الصفقات التجارية الشهرية لأبريل 2015.
وفي الاتجاه ذاته، استبشر علي التميمي، المستثمر العقاري بهذه الأنباء، حيث أكد أن ضخ كميات كبيرة من الطلب سيكون ذا انعكاسات كبيرة على أرض الواقع في المستقبل القريب، حيث أبدى تعجبه من اختيار هذا التوقيت بالذات لضخ الكثير من المخططات الضخمة والأحياء.
وتساءل «هل استيقظ أصحابها ليكتشفوا أنهم يمتلكون هذه الكميات من الأراضي»؟!، معلقا بأن القطاع العقاري على وشك النزول نحو مستويات جديدة تناسب العزوف الحاصل في عمليات الشراء، مؤكدا أن القطاع العقاري السعودي يسير نحو النزول رغم المحاولات المستميتة من قبل بعض المستثمرين لإبقاء الأسعار مرتفعة، وفصل الأسعار عن أداء القطاع، وهو ما تمكنوا من تحقيقه خلال السنوات الأخيرة ولن يستطيعوا الاستمرار عليه طويلا.
وحول النسبة المتوقعة للانخفاض، كشف التميمي أنها مبهمة حتى الآن، إلا أنه يتوقع أن تراوح الـ18 في المائة لتصل إلى 40 في المائة بحسب المعطيات والعرض، لافتا إلى أن التحديد الصحيح للنسبة سيظهر فور إعلان النسبة وموعد تطبيق القرار، وأن هذا الأمر سيكون الفيصل في تحديد حال السوق، إلا أنه يعتقد أن ترك النسبة مجهولة سيزيد من توتر العقاريين الذين يجهلون حتى الآن النسبة المقترحة، إذ كلما ارتفعت النسبة انخفضت الأسعار، كما أن هناك أمورا أخرى تؤخذ في الحسبان مثل طريقة فرض الرسوم وتضييق الخناق على المتلاعبين ومحاربة تدوير الأراضي، مشيرا إلى أن بيع هذه المخططات في هذا التوقيت بالذات دليل على سقوط وشيك للقطاع لكن بشكل تدريجي ليعود كما كان قبل عقد من الزمان.
وبالنظر إلى القيمة الضخمة للصفقات السكنية التي بلغت 10.3 مليار ريال (2.7 مليار دولار)، وإلى المساحات الشاسعة التي جرى بيعها 3.3 مليون متر مربع، وكونها تمت من خلال ست صفقات فقط، خلال يومي عمل فقط (الأحد والخميس)، وكون تلك المخططات تقع في مناطق متقاربة جدا، فليس من المتوقع أن يكون الطرف المشتري مجموعة أفراد أو حتى شركات تطوير عقاري، وهي التي تعاني كثيرا من شح السيولة، مما يشير في احتمال كبير إلى أن الطرف المشتري قد لا يتعدى أطرافا حكومية معنية بالإسكان.
وفي صلب الموضوع، أكد ناصر التويم، الذي يدير شركة للاستشارات العقارية، أن هذه الصفقة وغيرها من الصفقات الكبرى التي رفعت أداء السوق إلى مستويات قياسية، توضح أن الانخفاض آت لا محالة، بدليل الارتفاع الكبير في العرض الذي شهده القطاع خلال الأسابيع الماضية فور صدور القرار، حيث أكد أن هناك عروضا سجلت خلال الفترة الأخيرة لم تبلغها السوق منذ سنوات طويلة، مما يعكس تخوفا حقيقيا لدى المستثمرين. وقد يجري إغراق السوق بالمعروضات التي تزيد على عشرات الملايين من الأمتار التي كانت محتكرة منذ عهد طويل، مما يعني أن العرض سيزيد أضعاف ما هو عليه، الأمر الذي سينعكس لا محالة على الأسعار التي يحاول كبار المستثمرين الإيهام بأنها لم تتأثر، إلا أن الأيام المقبلة كفيلة بأن تظهر السوق على حقيقتها.
وأضاف «أعلم جيدا أن تحركات قيمة القطاع العقاري صعبة للغاية بعكس الاستثمارات الأخرى مثل الأسهم، إلا أن ما يروج له بعض المستثمرين عن تأثير السوق العقارية على القطاع الاقتصادي للدولة أمر عار عن الصحة، حيث إن قوة السوق الاقتصادية تقاس بقوة حركتها وليس في قيمتها بالمنظور الاقتصادي، مما يعني أن القطاع العقاري بدأ يستنزف ما يمتلكه كبار المستثمرين من مخططات سكنية لا أعلم لماذا توقفت لسنوات ومن ثم قرروا ضخها في السوق».
ولفت إلى أن الأمر ليس مجرد صدفة، بل إن هناك تخوفا كبيرا من فرض الرسوم دون إنذار مسبق، وتحديدا النسبة عليها تصدم كبار الملاك الذين يتخوفون من انعكاس القرار على ما يمتلكون.
وكان المؤشر العقاري قد سجل ارتفاعا قياسيا في قيمة إجمالي صفقات السوق العقارية خلال الأسبوع الماضي، حيث بلغت نسبته 83.5 في المائة، لتستقر قيمتها بنهاية الأسبوع عند 17.4 مليار ريال (4.6 مليار دولار)، مقارنة بمستواها الأسبق عند 9.5 مليار ريال (2.5 مليار دولار).
ويُعزى هذا الارتفاع القياسي للارتفاع الكبير الذي طرأ على صفقات القطاع السكني كما تمت الإشارة إليه أعلاه، والذي سجل نموا لافتا بلغت نسبته 279.8 في المائة، ليرتفع من 3.9 مليار ريال (1.04 مليار دولار) نهاية الأسبوع الأسبق، حتى ناهز 14.7 مليار ريال (3.9 مليار دولار) نهاية الأسبوع الماضي، متأثرا كما سبق ذكره أعلاه بإتمام صفقة بيع ستة مخططات سكنية في مدينة جدة، وصل إجمالي قيمتها إلى 10.3 مليار ريال (2.7 مليار دولار)؛ أي 70.2 في المائة من إجمالي قيمة صفقات القطاع السكني، في المقابل سجلت صفقات القطاع التجاري تراجعا أسبوعيا كبيرا بلغت نسبته 51.0 في المائة، لتستقر عند 2.8 مليار ريال (740 مليون دولار).



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.