رسوم الأراضي البيضاء في السعودية توفر 3 ملايين متر في السوق للشراء

عقاريون يؤكدون أنها البداية.. وانخفاض الأسعار لا يؤثر سلبيًا على الاقتصاد

سجل المؤشر العقاري نهاية الأسبوع المنصرم أكبر صفقات بيع لستة مخططات («الشرق الأوسط»)
سجل المؤشر العقاري نهاية الأسبوع المنصرم أكبر صفقات بيع لستة مخططات («الشرق الأوسط»)
TT

رسوم الأراضي البيضاء في السعودية توفر 3 ملايين متر في السوق للشراء

سجل المؤشر العقاري نهاية الأسبوع المنصرم أكبر صفقات بيع لستة مخططات («الشرق الأوسط»)
سجل المؤشر العقاري نهاية الأسبوع المنصرم أكبر صفقات بيع لستة مخططات («الشرق الأوسط»)

تأكيدا لما نشرته «الشرق الأوسط» في تقرير سابق لها عن قرب ضخ كميات كبيرة من الأراضي البيضاء في عدد من المدن الكبرى في السعودية تهربا من فرض الرسوم على الأراضي، سجل المؤشر العقاري نهاية الأسبوع المنصرم أكبر صفقات بيع لستة مخططات أراض سكنية كاملة بحجم قدر بـ3.3 مليون متر مربع، وهو رقم كبير لم يسبق أن سجلت السوق حجما مماثلا له منذ سنوات طويلة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يدفع بالعرض إلى مستويات كبيرة بانتظار انعكاسه على القيمة العامة للعقار بشكل عام والأراضي بشكل خاص، نظرا لارتفاع العرض بنسب مهولة أمام الطلب الذي ظل معلقا ينتظر انخفاض الأسعار.
وأكد مختصون عقاريون أن هذه العملية الكبرى لن تمر دون أي عواقب أو مضاعفات على القطاع، خصوصا أن تسييل هذه الملايين من الأمتار في وقت واحد أمر من شأنه أن يصف حالة السوق التي بدأت تضخ الكميات تلو الأخرى، خصوصا من الأراضي المتهمة بالتسبب في ارتفاع أسعار العقار، خصوصا أن القيمة الكبرى من العقار تتمثل بقيمة الأرض، حيث تزيد قيمة الأرض من العقار أكثر من نصف قيمته وهي نسبة كبيرة لم تصل لها أي دولة في العالم.
وقال لـ«الشرق الأوسط» عبد الرحمن الصالح، الذي يمتلك شركة عقارية «إن بيع ملايين الأمتار في صفقة واحدة أو صفقات متتالية أمر غير طبيعي، ولا يمكن أن يكون قرارا ارتجاليا من رجل أعمال أو مجموعة مستثمرين، بل هو قرار تم بعد دراسة متعمقة للسوق، لأن من يمتلك هذه المساحات الشاسعة من المستحيل أن يكون أحد المستثمرين الصغار، بل هو ممن يمتلكون فريقا كاملا من المستشارين والخبراء الذين أشاروا عليه بالتخلص من هذه المساحات قبل أن تفرض الرسوم العقارية أو لأي أمر آخر يعتقد أنه سيلقي بظلاله سلبا على الأسعار، مما يعني أن طرح هذه الكميات للبيع أمر إيجابي ومؤشر جيد بأن القطاع العقاري يتجه نحو الانخفاض».
وحول إمكانية تكرار مثل هذه العمليات الضخمة مستقبلا، أكد الصالح أن القطاع العقاري وخلال الفترة القريبة المقبلة سيكشف المزيد من هذه الصفقات الكبرى، حيث إن ملاك الأراضي لا يمكنهم الاحتفاظ بهذه الكميات ودفع رسوم سنوية عليها مهما كانت بسيطة أو مؤقتة، لأن نهاية دفع هذه الرسوم ستظل مجهولة، ولن يتم دفع فاتورتها عن طريق المستهلك الذي سيستمر عازفا عن الشراء، مما يعني استمرار تحمل المستثمر لهذه الرسوم، وهو السيناريو الأقرب واقعية لطرح مثل هذه المنتجات، خصوصا أن قطاع بيع الأراضي سيكون الأعلى من بين الأذرع العقارية الأخرى.
وكانت السوق العقارية المحلية قد اختتمت نشاطها خلال أبريل (نيسان) 2015، بإتمام أكبر صفقات بيع لستة مخططات أراض سكنية كاملة في مدينة جدة (منها مخططان في حي الأجاويد، وأربعة مخططات في حي الهدى)، تمت خلال الأسبوع الأخير من الشهر.
ووصل إجمالي قيمة تلك الصفقات العقارية الضخمة إلى 10.3 مليار ريال (2.7 مليار دولار)، بمساحات شاسعة جدا وصلت إلى نحو 3.3 مليون متر مربع، متوسط قيمة المتر 3163 ريالا (843 دولارا)، شكلت نحو 36 في المائة من إجمالي قيمة الصفقات السكنية الشهرية لأبريل 2015.
وكانت صفقات الشهر الماضي قد شهدت أيضا خلال الأسبوع ما قبل الأخير بيع مخطط أراض تجاري بالكامل في أحد الأحياء المميزة فيها (حي الزهراء)، وبلغت قيمة الصفقة 3 مليارات ريال (800 مليون دولار)، بمساحة مخطط ناهزت 245 ألف متر مربع، وبلغ متوسط سعر المتر 12.3 ألف ريال (3280 دولارا)، شكلت بدورها نحو 24.2 في المائة من إجمالي قيمة الصفقات التجارية الشهرية لأبريل 2015.
وفي الاتجاه ذاته، استبشر علي التميمي، المستثمر العقاري بهذه الأنباء، حيث أكد أن ضخ كميات كبيرة من الطلب سيكون ذا انعكاسات كبيرة على أرض الواقع في المستقبل القريب، حيث أبدى تعجبه من اختيار هذا التوقيت بالذات لضخ الكثير من المخططات الضخمة والأحياء.
وتساءل «هل استيقظ أصحابها ليكتشفوا أنهم يمتلكون هذه الكميات من الأراضي»؟!، معلقا بأن القطاع العقاري على وشك النزول نحو مستويات جديدة تناسب العزوف الحاصل في عمليات الشراء، مؤكدا أن القطاع العقاري السعودي يسير نحو النزول رغم المحاولات المستميتة من قبل بعض المستثمرين لإبقاء الأسعار مرتفعة، وفصل الأسعار عن أداء القطاع، وهو ما تمكنوا من تحقيقه خلال السنوات الأخيرة ولن يستطيعوا الاستمرار عليه طويلا.
وحول النسبة المتوقعة للانخفاض، كشف التميمي أنها مبهمة حتى الآن، إلا أنه يتوقع أن تراوح الـ18 في المائة لتصل إلى 40 في المائة بحسب المعطيات والعرض، لافتا إلى أن التحديد الصحيح للنسبة سيظهر فور إعلان النسبة وموعد تطبيق القرار، وأن هذا الأمر سيكون الفيصل في تحديد حال السوق، إلا أنه يعتقد أن ترك النسبة مجهولة سيزيد من توتر العقاريين الذين يجهلون حتى الآن النسبة المقترحة، إذ كلما ارتفعت النسبة انخفضت الأسعار، كما أن هناك أمورا أخرى تؤخذ في الحسبان مثل طريقة فرض الرسوم وتضييق الخناق على المتلاعبين ومحاربة تدوير الأراضي، مشيرا إلى أن بيع هذه المخططات في هذا التوقيت بالذات دليل على سقوط وشيك للقطاع لكن بشكل تدريجي ليعود كما كان قبل عقد من الزمان.
وبالنظر إلى القيمة الضخمة للصفقات السكنية التي بلغت 10.3 مليار ريال (2.7 مليار دولار)، وإلى المساحات الشاسعة التي جرى بيعها 3.3 مليون متر مربع، وكونها تمت من خلال ست صفقات فقط، خلال يومي عمل فقط (الأحد والخميس)، وكون تلك المخططات تقع في مناطق متقاربة جدا، فليس من المتوقع أن يكون الطرف المشتري مجموعة أفراد أو حتى شركات تطوير عقاري، وهي التي تعاني كثيرا من شح السيولة، مما يشير في احتمال كبير إلى أن الطرف المشتري قد لا يتعدى أطرافا حكومية معنية بالإسكان.
وفي صلب الموضوع، أكد ناصر التويم، الذي يدير شركة للاستشارات العقارية، أن هذه الصفقة وغيرها من الصفقات الكبرى التي رفعت أداء السوق إلى مستويات قياسية، توضح أن الانخفاض آت لا محالة، بدليل الارتفاع الكبير في العرض الذي شهده القطاع خلال الأسابيع الماضية فور صدور القرار، حيث أكد أن هناك عروضا سجلت خلال الفترة الأخيرة لم تبلغها السوق منذ سنوات طويلة، مما يعكس تخوفا حقيقيا لدى المستثمرين. وقد يجري إغراق السوق بالمعروضات التي تزيد على عشرات الملايين من الأمتار التي كانت محتكرة منذ عهد طويل، مما يعني أن العرض سيزيد أضعاف ما هو عليه، الأمر الذي سينعكس لا محالة على الأسعار التي يحاول كبار المستثمرين الإيهام بأنها لم تتأثر، إلا أن الأيام المقبلة كفيلة بأن تظهر السوق على حقيقتها.
وأضاف «أعلم جيدا أن تحركات قيمة القطاع العقاري صعبة للغاية بعكس الاستثمارات الأخرى مثل الأسهم، إلا أن ما يروج له بعض المستثمرين عن تأثير السوق العقارية على القطاع الاقتصادي للدولة أمر عار عن الصحة، حيث إن قوة السوق الاقتصادية تقاس بقوة حركتها وليس في قيمتها بالمنظور الاقتصادي، مما يعني أن القطاع العقاري بدأ يستنزف ما يمتلكه كبار المستثمرين من مخططات سكنية لا أعلم لماذا توقفت لسنوات ومن ثم قرروا ضخها في السوق».
ولفت إلى أن الأمر ليس مجرد صدفة، بل إن هناك تخوفا كبيرا من فرض الرسوم دون إنذار مسبق، وتحديدا النسبة عليها تصدم كبار الملاك الذين يتخوفون من انعكاس القرار على ما يمتلكون.
وكان المؤشر العقاري قد سجل ارتفاعا قياسيا في قيمة إجمالي صفقات السوق العقارية خلال الأسبوع الماضي، حيث بلغت نسبته 83.5 في المائة، لتستقر قيمتها بنهاية الأسبوع عند 17.4 مليار ريال (4.6 مليار دولار)، مقارنة بمستواها الأسبق عند 9.5 مليار ريال (2.5 مليار دولار).
ويُعزى هذا الارتفاع القياسي للارتفاع الكبير الذي طرأ على صفقات القطاع السكني كما تمت الإشارة إليه أعلاه، والذي سجل نموا لافتا بلغت نسبته 279.8 في المائة، ليرتفع من 3.9 مليار ريال (1.04 مليار دولار) نهاية الأسبوع الأسبق، حتى ناهز 14.7 مليار ريال (3.9 مليار دولار) نهاية الأسبوع الماضي، متأثرا كما سبق ذكره أعلاه بإتمام صفقة بيع ستة مخططات سكنية في مدينة جدة، وصل إجمالي قيمتها إلى 10.3 مليار ريال (2.7 مليار دولار)؛ أي 70.2 في المائة من إجمالي قيمة صفقات القطاع السكني، في المقابل سجلت صفقات القطاع التجاري تراجعا أسبوعيا كبيرا بلغت نسبته 51.0 في المائة، لتستقر عند 2.8 مليار ريال (740 مليون دولار).



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»