العالم يترقب أطول رحلة تجارية جوية في التاريخ

تفادياً لـ«المجال الروسي»

تخطط شركة طيران كاثي باسيفيك لأطول رحلة تجارية في العالم لتجنب الأجواء الروسية (رويترز)
تخطط شركة طيران كاثي باسيفيك لأطول رحلة تجارية في العالم لتجنب الأجواء الروسية (رويترز)
TT

العالم يترقب أطول رحلة تجارية جوية في التاريخ

تخطط شركة طيران كاثي باسيفيك لأطول رحلة تجارية في العالم لتجنب الأجواء الروسية (رويترز)
تخطط شركة طيران كاثي باسيفيك لأطول رحلة تجارية في العالم لتجنب الأجواء الروسية (رويترز)

قالت شركة طيران كاثي باسيفيك مساء الثلاثاء إنها تخطط لأطول رحلة تجارية في العالم من خلال مسار رحلتها بين نيويورك وهونغ كونغ، والتحليق فوق الأطلسي بدلاً من المحيط الهادئ، لتجنب الأجواء الروسية.
وقالت كاثي باسيفيك في بيان لوكالة الصحافة الفرنسية إن مسار الرحلة سيغطي «أقل بقليل من 9000 ميل بحري» (10357 ميلا) - أو 16668 كيلومترا - في غضون 16 إلى 17 ساعة. وستتجاوز رحلة الخطوط الجوية السنغافورية من هذه المدينة الواقعة في جنوب شرقي آسيا إلى نيويورك، التي تقوم برحلة أقصر في وقت أطول - حوالي 15343 كيلومتراً (9534 ميلاً) في 18 ساعة.
ورفضت كاثي باسيفيك الخوض في أسباب تغيير مسار رحلتها تفادياً للمجال الجوي الروسي الذي حلقت فيه سابقاً، وفقاً لبلومبرغ. وألغت العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى المدن الروسية أو تتجنب مجالها الجوي بسبب غزو موسكو الدموي لأوكرانيا الشهر الماضي.
ورداً على عقوبات فرضت عليها، أغلقت روسيا أجواءها الشهر الماضي أمام العديد من الدول الأوروبية وجميع الرحلات المرتبطة بالمملكة المتحدة. وتسعى كاثي باسيفيك حالياً للحصول على إذن للرحلة التي ستحلق فوق المحيط الأطلسي وأوروبا وآسيا الوسطى.
وعلى الجانب الآخر، قال تيم كلارك رئيس شركة طيران الإمارات يوم الثلاثاء إن الشركة ستواصل تسيير الرحلات الجوية إلى روسيا إلى أن يطلب أصحابها عدم القيام بذلك.
وترفض دولة الإمارات الانحياز لأي طرف بين الحلفاء الغربيين وروسيا. وأبلغ كلارك القمة العالمية للحكومات: «نحن نحمل السلع الإنسانية. لدينا منظمات غير حكومية تسافر من روسيا وإليها. لدينا المجتمع الدبلوماسي الذي يتوجه من وإلى روسيا... لذلك فإن كل ما علينا القيام به أن نكون عامل تمكين وتسهيل دون اتخاذ موقف سياسي في الوقت الراهن».
وقال للصحافيين في وقت لاحق على هامش القمة إن طيران الإمارات لا تسمح بأي بضائع خاضعة للعقوبات على طائراتها. وعندما سئل عن أفراد مشمولين بالعقوبات، قال: «أنا لست في موقف يجعلني أقول من أو ماذا بشأن الأفراد الخاضعين للعقوبات. هم عليهم عقوبات فرضها الغرب وربما أنهم لا يخضعون لعقوبات هنا».
وقال إن الصراع في أوكرانيا سيمثل تحولاً نموذجياً للاقتصاد العالمي بما في ذلك الطيران المدني، ما لم تتم تسويته قريباً. وأضاف: «إذا تم حل الصراع عاجلا وليس آجلا فسيتم التعامل مع ضغط العولمة وضغط الطلب من قطاعات متعددة داخل الاقتصاد العالمي بحيث يمكننا تجاوز ذلك. وكلما طالت مدة الصراع زادت صعوبة التعامل معه».
وقال كلارك إن طيران الإمارات تشهد انتعاشا في الطلب عبر الدول التي تشملها شبكاتها. وأضاف قائلاً: «نحقق أرباحا، نحن إيجابيون للغاية من حيث السيولة النقدية، الأمور تسير بشكل جيد للغاية».


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.