صلاح وناديه مناسبان لبعضهما... لكن ليفربول يمكنه التأقلم من دون نجمه المصري

هل من الصواب دفع 400 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع للحفاظ على هدّاف الفريق؟

محمد صلاح لعب دوراً بارزاً في فوز ليفربول بدوري أبطال أوروبا عام 2019 (غيتي)
محمد صلاح لعب دوراً بارزاً في فوز ليفربول بدوري أبطال أوروبا عام 2019 (غيتي)
TT

صلاح وناديه مناسبان لبعضهما... لكن ليفربول يمكنه التأقلم من دون نجمه المصري

محمد صلاح لعب دوراً بارزاً في فوز ليفربول بدوري أبطال أوروبا عام 2019 (غيتي)
محمد صلاح لعب دوراً بارزاً في فوز ليفربول بدوري أبطال أوروبا عام 2019 (غيتي)

يتمثل التفكير الفوري في أنه لا يجب على ليفربول بأي حال من الأحوال أن يتخلى عن خدمات نجمه محمد صلاح، الذي يجسد هذه الفترة الرائعة من تاريخ ليفربول، وأنه يتعين على النادي أن يعطي اللاعب المصري ما يريد. ويرى كثيرون أنه يتعين على الريدز الإبقاء على صلاح بأي ثمن، لأنه اللاعب الذي يحرز 20 هدفاً أو أكثر كل موسم - كثير من هذه الأهداف مذهل - ويُسعد ويُمتع مشجعي النادي، بل وعشاق كرة القدم ككل، بمهاراته الكبيرة وخياله الجامح.
لكن التفكير الفوري قد لا يكون مفيداً تماماً، لأنه لا يوجد في عالم كرة القدم لاعب لا يمكن تعويضه على الإطلاق. بالطبع، هناك جاذبية عاطفية لفكرة أن هناك علاقة خاصة بين اللاعب والنادي، خصوصاً عندما يكون هذا اللاعب فعالاً للغاية في صعود وتطور النادي، كما يفعل صلاح مع ليفربول تحت قيادة المدير الفني الألماني يورغن كلوب. لكن الظروف تتغير، ويمكن القول إن تاريخ ليفربول عبارة عن دراسة في أهمية عدم التعلق المفرط باللاعبين البارزين، والتخلي عن اللاعبين في الوقت المناسب.
وقد اعترف بيل شانكلي بأنه سمح للاعبي فريق ليفربول العظيم الذي تولى قيادته بأن يتقدموا في السن معاً، حتى شعر بالصدمة وضرورة العمل على تغيير هذا الأمر بعد الهزيمة أمام واتفورد في كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1970. لكن خليفته، بوب بيزلي، الذي كان أكثر هدوءاً لكن أكثر قسوة، لم يرتكب الخطأ نفسه. وعندما قرر كيفن كيغان الهروب من ضريبة الدخل المرتفع في المملكة المتحدة التي تبلغ 83 في المائة عام 1977، تعاقد ليفربول مع كيني دالغليش. إن أهم شيء في نجاح الإدارة على المدى الطويل هو أن تعرف متى تستغني عن اللاعبين - وهذا أحد الأسباب التي تجعل كرة القدم تبدو رياضة قاسية وناكرة للجميل.
وبالمثل، لم يترك المدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون اللاعبين يستمرون مع الفريق لفترة أطول من اللازم أبداً، فقد استغنى عن كل من مارك هيوز وأندريه كانشلسكيس وبول إنس في عام 1995، وكان سريعاً بالقدر نفسه في الاستغناء عن روي كين بعد عقد من الزمن. وحتى اللاعبين الاستثنائيين في تاريخ اللعبة ربما يكون استمرارهم مع أنديتهم لفترة أطول من اللازم مضراً للفريق، وخير مثال على ذلك ما حدث مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، فعلى الرغم من كل النحيب والحزن والعصبية عندما رحل ميسي عن برشلونة، فقد أظهرت المؤشرات الأخيرة أنه كان يجب إعادة هيكلة الفريق منذ فترة طويلة. وبالتالي، لا يمكن لفرق النخبة أن تعتمد على نجم واحد متقدم في السن. وعلاوة على ذلك، فإن إلقاء نظرة سريعة على ما يقدمه نادٍ مثل آرسنال في الوقت الحالي يجعلنا ندرك مخاطر الشعور بالذعر ومنح النجوم المسنين عقوداً ضخمة وأموالاً طائلة.

                              صلاح ومدربه كلوب... هل حقاً حان وقت الانفصال؟ (أ.ف.ب)

هذا لا يعني أن ليفربول يجب أن يتطلع لبيع صلاح، لكن يجب أن يكون هناك تقييم دقيق لما إذا كان يستحق تكلفة الاحتفاظ به أم لا. وعندما ننظر إلى العناصر التي يضمها ليفربول حالياً، سنجد أن الفريق يدار بشكل جيد للغاية في الآونة الأخيرة. لقد تمكن الفريق من أن يكون نداً قوياً لمانشستر سيتي، على الرغم من أن صافي نفقاته يقل عن مانشستر سيتي بمقدار 220 مليون جنيه إسترليني خلال المواسم الخمسة الماضية، وهو أمر رائع. لقد كان ليفربول جيداً للغاية في الحفاظ على الميزانية تحت السيطرة، فهل يُعقل الآن تعريض ذلك للخطر من خلال تلبية مطالب صلاح بمضاعفة راتبه إلى 400 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع؟
لا تكمن المشكلة فيما إذا كان صلاح يستحق الحصول على هذا المبلغ أم لا. وعلاوة على ذلك، فمن حق صلاح بالطبع أن يتفاوض للحصول على أفضل عقد ممكن. ونظراً لأنه أحد أفضل اللاعبين في العالم، فمن المنطقي أن يكون أحد أعلى اللاعبين أجراً في العالم. سوف يكمل صلاح الثلاثين من عمره في يونيو (حزيران) المقبل، وقد يكون هذا هو آخر عقد كبير بالنسبة له - فلماذا لا يحاول ضمان الحصول على مقابل مادي يجعله مرتاحاً قدر الإمكان بقية حياته؟
هناك إجابة رومانسية تتمثل في أن صلاح ربما قد يكون قد ارتبط عاطفياً بليفربول وكلوب وزملائه في الفريق وجماهير الريدز. ألن يستمتع بالحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى مع ليفربول، ويحتفل باللقب هذه المرة مع الجماهير؟ ألن يستمتع بالفوز مرة أخرى بدوري أبطال أوروبا، ويكون هذه المرة على أرض الملعب في مناسبة أخرى تعادل ما حدث خلال «الريمونتادا» الشهيرة والفوز برباعية نظيفة على برشلونة على ملعب آنفيلد؟ وفي أي مرحلة تتفوق هذه الذكريات الرائعة على بضعة ملايين أخرى من الجنيهات في البنك، أو على ميدالية الفوز بالدوري المحلي مع يوفنتوس أو باريس سان جيرمان، وهما الناديان اللذان يسعيان للتعاقد معه؟
لكن هناك أيضاً إجابة أكثر واقعية تكمن في السؤال عما إذا كان صلاح هو من جعل ليفربول نادياً عظيماً أم أن ليفربول هو من جعل صلاح لاعباً عظيماً. من الواضح إلى حد ما أن الإجابة تتمثل في أن كلاً منهما جعل الآخر عظيماً. صلاح لاعب رائع ومراوغ استثنائي، ولديه قدرة فائقة على إنهاء الهجمات وإحراز الأهداف من أنصاف الفرص. لكن كما يعلم أي شخص رآه وهو يتجول بائساً مع منتخب مصر خلال نهائيات كأس الأمم الأفريقية الأخيرة، فمن الواضح أنه مناسب تماماً لأسلوب لعب ليفربول، وهو ما يعني أنه ليس مضموناً أن يكون بالجودة نفسها مع أي فريق آخر غير ليفربول. لقد كان صلاح لاعباً جيداً للغاية في فيورنتينا وروما، لكنه لم يتحول إلى لاعب استثنائي إلا منذ انتقاله إلى ليفربول في عام 2017.
لقد كان روبرتو فيرمينو، ثم ديوغو جوتا، بارعين في التحرك في عمق الملعب من أجل خلق مساحات ينطلق فيها صلاح، كما ساعدت انطلاقات وتحركات ترينت ألكسندر أرنولد في خلق مساحات كبيرة للاعب المصري. لكن الأمر يتعلق أيضاً بطريقة اللعب ككل، وبالضغط العالي والمتواصل على الفريق المنافس، ووجود خط وسط قوي قادر على استعادة الكرة فور فقدانها، وهي الأمور التي تساعد صلاح بالطبع. ومن دون حدوث تغييرات شاملة في طريقة اللعب، لا يمكن الافتراض بأن صلاح سيقدم الأداء نفسه مع باريس سان جيرمان (الذي يعتمد على خط وسط متراجع لتعويض عدم قيام المهاجمين البارزين بأدوارهم الدفاعية كما ينبغي)، أو يوفنتوس (ليس أسلوب ماسيميليانو أليغري). وعلاوة على ذلك، هناك كثير من اللاعبين البارزين الذين لم يقدموا المستويات نفسها عندما انتقلوا إلى أندية أخرى، مثل إيدن هازارد وروميلو لوكاكو وأنطوان غريزمان وفيليب كوتينيو.
هناك ميل لافتراض أن جودة اللاعبين هي جودة مطلقة، لكنها في حقيقة الأمر تعتمد على كثير من الظروف المختلفة، وعلى قيمتهم ومستواهم كجزء من فريق بالكامل. قد يحقق صلاح مستويات جيدة في حال انتقاله لفريق آخر، لكن لا توجد ضمانات على ذلك. وعلى الرغم من أن ليفربول سيفتقده، فإن المستويات التي يقدمها لويس دياز منذ وصوله إلى آنفيلد في يناير (كانون الثاني) تشير إلى أن الفريق سيكون قادراً على التأقلم مع رحيل صلاح. في الحقيقة، يبدو النظام قوياً بما يكفي الآن لتحمل رحيل أي لاعب!


مقالات ذات صلة

الكوري يانغ ينضم إلى توتنهام للعب إلى جوار سون

رياضة عالمية يانغ مين - هايوك (رويترز)

الكوري يانغ ينضم إلى توتنهام للعب إلى جوار سون

غادر الجناح الكوري الجنوبي يانغ مين - هايوك سيول متجهاً إلى لندن الاثنين للانضمام لتوتنهام هوتسبير المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا (رويترز)

ماريسكا: تشيلسي يجب أن يتعلم كيفية التعامل مع المواقف العصيبة

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن فريقه يجب أن يدير المباريات بشكل أفضل، ويتعلم كيفية التعامل مع المواقف العصيبة، بعد طرد مارك كوكوريا في نهاية الفوز 2-1.

«الشرق الأوسط» (تشيلسي)
رياضة عالمية راسل مارتن (رويترز)

خماسية توتنهام تُطيح بمدرب ساوثامبتون من منصبه

أعلن ساوثامبتون إقالة مدربه راسل مارتن، بعد فترة وجيزة من الخسارة 5-0 أمام توتنهام هوتسبير في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، أمس الأحد.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية محمد صلاح (إ.ب.أ)

محمد صلاح ينعى الممثل نبيل الحلفاوي

نشر محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي وقائد منتخب مصر (الفراعنة) رسالة حزينة، نعى بها الممثل المصري القدير نبيل الحلفاوي الذي توفي، اليوم (الأحد).

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية فرحة لاعبي مانشستر يونايتد بهدف قائد الفريق برونو في مرمى السيتي (رويترز)

البريمرليغ: يونايتد يعتلي قمة مانشستر في دقيقتين 

قلب مانشستر يونايتد الطاولةَ على مضيفه مانشستر سيتي وهزمه بنتيجة 2-1 بسيناريو درامي في ديربي المدينة بقمة منافسات الجولة السادسة عشرة بالدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».