امتثال آسيوي للعقوبات الأميركية ضد روسيا

الكونغرس يحقق مع «كريدي سويس»

الولايات المتحدة لم ترصد أي مؤشرات على عدم امتثال في آسيا لضوابط التصدير التي تستهدف روسيا (رويترز)
الولايات المتحدة لم ترصد أي مؤشرات على عدم امتثال في آسيا لضوابط التصدير التي تستهدف روسيا (رويترز)
TT

امتثال آسيوي للعقوبات الأميركية ضد روسيا

الولايات المتحدة لم ترصد أي مؤشرات على عدم امتثال في آسيا لضوابط التصدير التي تستهدف روسيا (رويترز)
الولايات المتحدة لم ترصد أي مؤشرات على عدم امتثال في آسيا لضوابط التصدير التي تستهدف روسيا (رويترز)

قال مسؤول أميركي كبير يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة لم ترصد أي مؤشرات على عدم امتثال في آسيا لضوابط التصدير التي تستهدف روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، بل إن الشركات تتبنى عقوبات من تلقاء نفسها.
وقال ماثيو بورمان، وهو نائب مساعد أمين عام إدارة الصادرات بوزارة التجارة الأميركية، في مؤتمر أجري عن بعد عندما سئل عن ردود الفعل الآسيوية: «القيود سارية منذ ما يزيد قليلا على شهر... ولم نر بالتأكيد أي مؤشر على عدم امتثال... في الواقع رأينا العكس»... وأضاف «أعتقد أن هناك قدرا لا بأس به من العقوبات الإضافية المفروضة ذاتيا، إذا صح التعبير، من جانب شركات متعددة الجنسيات عاملة في روسيا».
وقال بورمان إن الأطراف الرئيسية تعرف أن هناك خطرا كبيرا على أعمالها إذا لم تمتثل بسبب الإجراءات التي يمكن أن تتخذها الولايات المتحدة، والتي تشمل غرامات أو عقوبات جنائية. وأضاف «نعلم أن روسيا تعتمد اعتمادا كبيرا على واردات بعض المدخلات الرئيسية مثل أشباه الموصلات من الخارج، لذا أعتقد أنه سيتضح بشكل سهل نسبيا ما إذا كان هناك عدم امتثال».
وانضم من آسيا لجهود العقوبات التي يقودها الغرب كل من اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وتايوان. بينما عبرت الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم والصديق المقرب لروسيا، مرارا عن معارضتها للعقوبات، ووصفتها بأنها غير فعالة وتصر على مواصلة التبادل الاقتصادي والتجاري الطبيعي معها. وقال بورمان إن الولايات المتحدة أجرت محادثات مع مسؤولين بالحكومة الصينية لتوضيح «نطاق الضوابط» بشأن روسيا، ويمكن أن تتخذ إجراءات ضد أي شركة صينية يتبين أنها انتهكت الحظر الأميركي.
وفي غضون ذلك، قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني هيروكازو ماتسونو يوم الثلاثاء إنه سيُطلب من الشركات اليابانية الرد بالرفض إذا طلبت روسيا الدفع بالروبل في المعاملات الاقتصادية، خاصة في قطاع الطاقة.
كما قالت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية في بيان يوم الثلاثاء إن اليابان ستحظر تصدير السلع الفاخرة إلى روسيا اعتبارا من الخامس من أبريل (نيسان)، وذلك في أحدث تحركاتها ردا على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقالت الوزارة إن العناصر المحظورة تشمل سلعا فاخرة من السيارات والدراجات النارية والمشروبات الكحولية ومستحضرات التجميل والأزياء والقطع الفنية.
وفي مقابل الامتثال الآسيوي، فإن هناك شكوكا حول التزام أطراف في قلب أوروبا نفسها. وذكرت تقارير صحافية أن إحدى لجان الكونغرس الأميركي، استجوبت مجموعة كريدي سويس المصرفية السويسرية العملاقة بشأن الالتزام بالعقوبات الأميركية والدولية المفروضة على روسيا، خاصة أن المجموعة تدير ثروات عدد من الأثرياء الروس.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن كارولين مالوني رئيسة لجنة المراقبة والإصلاح بمجلس النواب الأميركية وستيفن لينش رئيس اللجنة الفرعية للأمن القومي في المجلس، طلبا في خطاب من توماس غوتستاين الرئيس التنفيذي للمجموعة السويسرية معلومات خاصة بإدارة ثروات الأثرياء الروس.
وأشارت بلومبرغ إلى أن دور سويسرا كملاذ لثروات الأثرياء الروس أصبح تحت الفحص الشديد، في أعقاب انتقاد فولوديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا لعدم تعاون سويسرا مع العقوبات الدولية المفروضة على روسيا.
وكان غوتستاين قد قال في وقت سابق من الشهر الحالي إن حوالي 4 في المائة من الأصول التي يديرها ذراع إدارة الثروات في المجموعة المصرفية السويسرية تخص أشخاصا من الروس، سواء كانوا يعيشون في روسيا أو في خارجها. ويأتي ذلك في الوقت الذي أوقفت فيه مجموعة كريدي سويس أي أنشطة جديدة لها في روسيا، في حين تقلص حجم أعمالها واستثماراتها القائمة هناك بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وبحسب مذكرة داخلية اطلعت عليها بلومبرغ، فإن المجموعة السويسرية تساعد عملاءها أيضا في تقليص حجم استثماراتهم المعرضة للخطر في روسيا. وأشارت كريدي سويس إلى أنها نقلت العديد من الوظائف والأعمال إلى خارج روسيا وتساعد موظفيها هناك في الانتقال إلى أماكن أخرى.



تعريفات ترمب الجمركية تضع شركات عالمية في المكسيك تحت المجهر

ترمب يلقي خطاباً خلال تجمع انتخابي في أرينا سانتاندر في ريدينغ بنسلفانيا (رويترز)
ترمب يلقي خطاباً خلال تجمع انتخابي في أرينا سانتاندر في ريدينغ بنسلفانيا (رويترز)
TT

تعريفات ترمب الجمركية تضع شركات عالمية في المكسيك تحت المجهر

ترمب يلقي خطاباً خلال تجمع انتخابي في أرينا سانتاندر في ريدينغ بنسلفانيا (رويترز)
ترمب يلقي خطاباً خلال تجمع انتخابي في أرينا سانتاندر في ريدينغ بنسلفانيا (رويترز)

مع تعهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على أكبر ثلاثة شركاء تجاريين للولايات المتحدة -كندا والمكسيك والصين- من المرجح أن تشهد بعض الصناعات والقطاعات الرئيسة تأثيرات كبيرة نتيجة لهذه السياسات. ومع تزايد المخاوف من اندلاع حرب تجارية، ستواجه العديد من الشركات التي لديها حضور تصنيعي في المكسيك تحديات جديدة، وخاصة تلك التي تصدر إلى الولايات المتحدة.

وتشمل هذه الشركات مجموعة واسعة من الصناعات، بدءاً من صناعة السيارات وصولاً إلى التكنولوجيا والإلكترونيات، وكذلك شركات السلع المعبأة، وفق «رويترز».

وفيما يلي الشركات التي لها وجود صناعي في المكسيك والتي قد تتأثر بهذه السياسة:

- شركات صناعة السيارات

«هوندا موتور»: تصدر 80 في المائة من إنتاجها في المكسيك إلى السوق الأميركية. وقد حذر مدير العمليات شينجي أوياما في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) من أنه سيتعين على الشركة التفكير في نقل الإنتاج إذا فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية دائمة على السيارات المستوردة من المكسيك.

«نيسان موتور»: تمتلك مصنعين في المكسيك حيث تصنع طرازات «سنترا» و«فيرسا» و«كيكس» الموجهة للسوق الأميركية. وقد أنتجت نحو 505 آلاف سيارة في المكسيك في الأشهر التسعة الأولى من 2024، لكن الشركة لا تكشف عن عدد السيارات التي تم تصديرها إلى السوق الأميركية.

رجل يلتقط صوراً داخل سيارة «نيسان أرمادا 2025» في معرض لوس أنجليس للسيارات (رويترز)

«تويوتا موتور»: لديها وجود أصغر في المكسيك، حيث تصنع فقط شاحنة «تاكوما» في مصنعين هناك. باعت أكثر من 230 ألفاً منها في الولايات المتحدة في 2023، ما يمثل نحو 10 في المائة من إجمالي مبيعاتها في السوق الأميركية. وكانت «تويوتا» تنتج «التاكوما» في الولايات المتحدة ولكنها الآن تشحنها جميعاً من المكسيك.

«مازدا»: صدرت نحو 120 ألف سيارة من المكسيك إلى الولايات المتحدة في 2023. وقال رئيس «مازدا»، ماساهيرو مورو، في 7 نوفمبر إن قضية الرسوم الجمركية «ليست مشكلة يمكن حلها من قبل الشركات الفردية»، وإن الشركة ستدرس التفاصيل بعناية قبل اتخاذ قرارها.

«كيا كورب»: التابعة لشركة «هيونداي موتور» الكورية الجنوبية، تمتلك مصنعاً في المكسيك يصنع سياراتها الخاصة وعدداً قليلاً من سيارات «سانتا في» لتصديرها إلى الولايات المتحدة.

- شركات صناعة السيارات الألمانية

«فولكس فاغن»: مصنعها في بويبلا هو أكبر مصنع سيارات في المكسيك وأحد أكبر مصانع مجموعة «فولكس فاغن». تم إنتاج نحو 350 ألف سيارة في 2023، بما في ذلك طرازات «غيتا» و«تيغوان» و«تاوس»، وكلها مخصصة للتصدير إلى الولايات المتحدة.

مصنع «فولكس فاغن» في ساو برناردو دو كامبو ولاية ساو باولو البرازيل (رويترز)

«أودي»: مصنعها في سان خوسيه تشيابا يصنع طراز «كيو 5» ويعمل فيه أكثر من 5 آلاف شخص. وقد أنتج نحو 176 ألف سيارة في 2023، وفقاً لموقع الشركة، في النصف الأول من 2024، وتم تصدير نحو 40 ألف سيارة إلى الولايات المتحدة.

«بي إم دبليو»: مصنعها في سان لويس بوتوسي ينتج طرازات «3» و«2 كوبيه» و«إم 2»، مع تصدير معظم الإنتاج إلى الولايات المتحدة والأسواق العالمية الأخرى. واعتباراً من عام 2027، ستنتج خط طراز «نيو كلاس» الكهربائي بالكامل.

- موردو «تسلا»

شجعت «تسلا» مورديها الصينيين على إقامة مصانع في المكسيك في 2023 لتزويد مصنعها العملاق في المكسيك. وكانت «تسلا» تخطط لبدء الإنتاج في المكسيك في بداية 2025 لكنها قامت بتوجيه خطط التوسع بشكل كبير إلى مصنعها في تكساس.

سيارات «تسلا سايبرترك» متوقفة خارج معرض لوس أنجليس للسيارات (رويترز)

- شركات صناعة السيارات والموردون الصينيون

تعد بعض شركات تصنيع مكونات السيارات الصينية، مثل شركة «يانفينغ للسيارات الداخلية» المتخصصة في صناعة المقاعد، من الشركات التي كانت قد أقامت منشآت إنتاجية في المكسيك على مدار سنوات عدة. وقد تم ذلك لتوريد مكونات لصالح شركات تصنيع السيارات الكبرى مثل «جنرال موتورز» و«تويوتا»، اللتين نقلتا جزءاً من طاقتهما الإنتاجية إلى المكسيك بهدف تقليل التكاليف.

أما شركة «بي واي دبليو»، الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية في الصين، فقد كانت تبحث عن مواقع لإنشاء مصنع في المكسيك. ولكنها أكدت مراراً أن هذا المصنع سيكون موجهاً فقط لخدمة السوق المكسيكية المحلية ولن يكون مخصصاً لإنتاج سيارات يتم تصديرها إلى الولايات المتحدة.

من جهة أخرى، دخلت شركة «جاك موتورز»، منذ عام 2017، في مشروع مشترك مع شركة «جاينت موتورز» في المكسيك لتجميع السيارات تحت علامة «جاك» التجارية. وفي أغسطس (آب)، أعلنت شركة «إم جي»، المملوكة لشركة «سايك» موتور، عن خطط لبناء مصنع في هذا البلد.

- «فوكسكون»

تقوم شركة «فوكسكون»، أكبر شركة لتصنيع الإلكترونيات في العالم، ببناء مصنع ضخم لخوادم الذكاء الاصطناعي في المكسيك بالتعاون مع شركة «إنفيديا». ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج في أوائل عام 2025، حيث سيتم تصنيع خوادم مبردة بالسوائل تحتوي على رقائق الذكاء الاصطناعي من عائلة «بلاكويل» الجديدة والمتطورة من «إنفيديا».

- «لينوفو»

تنتج شركة «لينوفو» الصينية، المتخصصة في صناعة الكمبيوتر، الخوادم ومنتجات مراكز البيانات الأخرى في منشأة كبيرة في مونتيري التي قامت بتوسيعها في عام 2021. وقالت الشركة في ذلك الوقت إن جميع منتجات مراكز البيانات الخاصة بها للسوق في أميركا الشمالية يتم تصنيعها في هذه المنشأة.

- «إل جي إلكترونيكس»

تصنع شركة «إل جي إلكترونيكس» الكورية الجنوبية أجهزة التلفزيون والأجهزة المنزلية وقطع غيار السيارات الكهربائية في منشآتها بالمكسيك. وفي 26 نوفمبر، أكدت الشركة أنها تراجع خياراتها بما في ذلك التعديلات المحتملة في السياسات التجارية المتعلقة بالرسوم الجمركية.

- «سامسونغ إلكترونيكس»

تقوم شركة «سامسونغ إلكترونيكس» الكورية الجنوبية بتصنيع أجهزة التلفزيون والأجهزة المنزلية في المكسيك، وتصدر هذه المنتجات إلى الولايات المتحدة.

جناح سامسونغ خلال معرض «سي إي إس 2023» في لاس فيغاس نيفادا (رويترز)

- شركات السلع المعبأة

تُظهر البيانات أن شركتي «بروكتر آند غامبل» و«يونيليفر» من بين الشركات الكبرى في قطاع السلع المعبأة التي قد تتأثر بالرسوم الجمركية على الواردات من المكسيك. ووفقاً لمزود بيانات الاستيراد «إمبورت ييتي»، فإن نحو 10 في المائة من شحنات «بروكتر آند غامبل» في الأشهر الثلاثة حتى نهاية سبتمبر (أيلول) كانت من المكسيك. كما أن نحو 2 في المائة من واردات «يونيليفر» البحرية إلى الولايات المتحدة تأتي من المكسيك.

وقد استثمرت كل من هذه الشركات، بالإضافة إلى مجموعات استهلاكية كبيرة أخرى مثل «بيبسيكو» وشرائح «ليز»، مئات الملايين من الدولارات في سلاسل التوريد المكسيكية الخاصة بها.