وزير العدل المغربي يعترض على اتهام مسودة القانون الجنائي بالتراجع عن الحريات الفردية

الرميد ينفي صفة القداسة عن المشروع

وزير العدل المغربي يعترض على اتهام مسودة القانون الجنائي بالتراجع عن الحريات الفردية
TT

وزير العدل المغربي يعترض على اتهام مسودة القانون الجنائي بالتراجع عن الحريات الفردية

وزير العدل المغربي يعترض على اتهام مسودة القانون الجنائي بالتراجع عن الحريات الفردية

نفى مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات المغربي، صفة القداسة عن مسودة مشروع القانون الجنائي التي أعدتها وزارته، والتي أثارت الكثير من الجدل السياسي والإعلامي بسبب ما عده البعض مسا بالحريات الشخصية.
وقال الرميد مساء أول من أمس خلال «عشاء مناقشة»، نظمه «منتدى الكرامة»، الذراع الحقوقية لحزب العدالة والتنمية، متزعم التحالف الحكومي، إنها «لم تتجاوز بعد مراحل المسودة»، وتبقى قابلة للتعديل والتهذيب، مضيفا أنه تسلم في الأيام القليلة الماضية مجموعة من الاقتراحات والملاحظات من عدة جهات وهيئات، موضحا أن هذه الأخيرة «ستجد صداها في المشروع النهائي».
ونوه الرميد بمبادرة الجهات التي «فضلت تقديم التعديلات مباشرة إلى وزارة العدل بدل الخوض في المزايدة السياسية التي انخرطت فيها بعض الأصوات»، معتبرا أن هذه المزايدات التي أمعن فيها البعض مجرد اتهامات. كما اعترض الرميد على اتهام المسودة بالتراجع الحقوقي، متسائلا: «أين هي هذه التراجعات؟ هل في موضوع تجريم الإفطار في رمضان، أم تجريم العلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج، أم في تجريم زعزعة عقيدة المسلمين؟». وأضاف موضحا: «نحن لم نضف سوى جريمة واحدة هي ازدراء الأديان، مستجيبين في ذلك لحاجة تشريعية ولوجدان المغاربة، الذين احتجوا لما مس النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) برسومات كاريكاتيرية».
وأضاف الرميد أن الدولة ليست معنية بالحريات الفردية إلا فيما يمس المجتمع، مشددا على أن العقوبات المتعلقة بازدراء الأديان والإساءة للخالق والأنبياء، لن تطبق على من سماهم «الشباب الذي يخطئ في جناب الله»، بل تتعلق في الأساس بمن يسيئون للأديان السماوية عبر الرسم وغيره من الأشكال التعبيرية.
وشدد الرميد على أن مسودة مشروع القانون الجنائي قد أشرفت عليها لجان مستقلة من دون أن تتلقى أي إملاءات، أو توجيهات خارجية، متهما معارضي المشروع بالتواري وراء التبريرات الآيديولوجية أكثر من النقاش العلمي الموضوعي، ومبرزا في هذا السياق أن الانتقادات التي وجهت للمسودة على المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي «لم توضح التراجعات التي جاء بها المشروع».
ودافع الرميد بشراسة عن توجهاته الجنائية المتضمنة في مسودة مشروع القانون الجنائي، معتبرا أن هذا المشروع قلص من عدد الجرائم المحكوم فيها بالإعدام إلى 11 جريمة فقط، عكس القانون الجنائي المعمول به.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم