تصاعد المعارك بين قوات النظام السوري و«داعش» في الشمال والشرق .. ومسلحو المعارضة يستهدفون تحركاته في محافظة إدلب

مقتل ضابطين برتبة «لواء» في دير الزور وريف دمشق

تصاعد المعارك بين قوات النظام السوري و«داعش» في الشمال والشرق .. ومسلحو المعارضة يستهدفون تحركاته في محافظة إدلب
TT

تصاعد المعارك بين قوات النظام السوري و«داعش» في الشمال والشرق .. ومسلحو المعارضة يستهدفون تحركاته في محافظة إدلب

تصاعد المعارك بين قوات النظام السوري و«داعش» في الشمال والشرق .. ومسلحو المعارضة يستهدفون تحركاته في محافظة إدلب

تصاعدت وتيرة المعارك بين قوات النظام السوري ومقاتلي تنظيم داعش أمس، على محاور مطار دير الزور العسكري (شرق البلاد) ومطار كويرس العسكري في ريف محافظة حلب الشرقي، ومحافظة الحسكة في شمال شرقي البلاد، في حين استهدف مقاتلو المعارضة قوات النظام في سهل الغاب بريف محافظة حماه الغربي، وريف مدينة جسر الشغور، حيث تحاول قوات النظام التقدم لاستعادة السيطرة على المدينة الاستراتيجية الواقعة في محافظة إدلب. وتفيد التقارير عن سقوط عدد من الضباط بينها اثنان من رتبة لواء في شرق البلاد وجنوبها.
في جبهات الشرق، أفاد ناشطون أمس، بأن الطيران الحربي النظامي، نفّذ عدة غارات على مناطق في أحياء العرضي والحويقة والشيخ ياسين في دير الزور، إضافة إلى مواقع في منطقة حويجة صكر، عند أطراف المدينة، بموازاة اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وعناصر تنظيم «داعش» من طرف آخر في المنطقة المحيطة بالمدينة. ويذكر أن قوات «داعش» كانت قد أطلقت هجومًا أول من أمس للسيطرة على مواقع خاضعة لسيطرة النظام في مدينة دير الزور ومحيطها، أسفرت عن تقدمها على محور حاجز جميان، الذي هاجمه انتحاري من «داعش» قبل بدء الاشتباكات.
وأسفرت الاشتباكات في مدينة دير الزور، التي تعد كبرى مدن الشرق السوري، عن مقتل 34 عنصرا على الأقل في صفوف الطرفين، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس. وتابع «المرصد» أنه ارتفع إلى 19 على الأقل عدد عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها الذين قتلوا خلال اشتباكات في جنوب شرقي مطار دير الزور العسكري وفي محيط حاجز جميان الواقع عند أطراف حي الصناعة في جنوب شرقي المدينة، بينهم «ضابط برتبة لواء ركن وهو قائد لواء الدفاع الجوي في مطار دير الزور العسكري، إضافة إلى أربعة عناصر فصلت رؤوسهم عن أجسادهم من قبل عناصر التنظيم».
ووفق المصدر نفسه مكّنت هذه السيطرة مقاتلي التنظيم من «التقدم باتجاه مطار دير الزور العسكري»، ووقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين استمرت ليل الخميس الجمعة تزامنا مع قصف متبادل طال مواقعهما في ضواحي المدينة.
هذا، وتزامنت التطورات شرقًا، مع وقوع اشتباكات بين قوات النظام وقوات الدفاع الوطني وعناصر تنظيم داعش في الريف الغربي لمدينة الحسكة، بشمال شرقي البلاد، ترافق مع قصف الطيران الحربي لمناطق الاشتباك، في حين تواصل الهجوم على مطار كويرس العسكري بريف حلب الشرقي الخاضع بأكمله، باستثناء المطار المحاصر لسيطرة «داعش».
وأيضا في شمال سوريا استهدفت الكتائب الإسلامية حاجز المنطار قرب مدينة جسر الشغور التي تحاول قوات النظام استعادة السيطرة عليها، في حين نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في قرية إبلين بجبل الزاوية القريب هو الآخر.
وتشهد هذه المنطقة من ريف محافظة إدلب، حسب معلومات «المرصد»، اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر، في حين تواصلت الاشتباكات العنيفة في محيط حاجز العلاوين وتلال محيطة بقرية فريكة في محيط جسر الشغور.
وعلى مسافة قريبة من جنوب ريف محافظة إدلب نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في بلدة المنصورة بسهل الغاب في ريف محافظة حماه الشمالي الغربي، في حين استهدفت الكتائب الإسلامية تمركزات لقوات النظام في منطقة البحصة، بريف حماه الجنوبي، ووردت أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها. كذلك أفاد ناشطون بأن «جبهة النصرة» استهدفت بعدة عبوات ناسفة آليات، قالت إنها لقوات النظام على طريق سلمية - حماه في ريف محافظة حماه الشرقي، في حين فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في بلدة عقرب بريف حماه الجنوبي. وفي المنطقة ذاتها قصف الطيران المروحي مناطق في محيط قرية جنى العلباوي التي يسيطر عليها تنظيم داعش، كما نفذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في قريتي أبو حنايا ومسعدة.
أما في محافظة حلب، فدارت اشتباكات في محيط بلدة حندرات وقرية باشكوي بريف محافظة حلب الشمالي، بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية و«جبهة النصرة» وجبهة أنصار الدين من جهة، وقوات النظام مدعومة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة أخرى، بالتزامن مع تجدد الاشتباكات في منطقة جمعية الزهراء وفي حي العامرية بجنوب مدينة حلب. وللعلم، تتقاسم قوات النظام والكتائب المعارضة السيطرة على مدينة حلب التي تشهد معارك مستمرة منذ صيف 2012. وتشن قوات النظام باستمرار غارات جوية على أحياء المدينة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة، وتستهدفها خصوصًا بالبراميل المتفجرة التي حصدت مئات القتلى، بينما يرد مقاتلو المعارضة بقصف الأحياء الغربية بالقذائف.
وأما في الجنوب، فلقد أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن 13 عنصرًا من قوات النظام قتلوا جراء انفجار طائرة في مطار بلي العسكري الواقع بين ريف دمشق ومحافظة السويداء، وإثر اشتباكات مع الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة، وكان بين القتلى 4 ضباط أحدهم برتبة لواء ركن هو قائد مطار بلي العسكري، و3 ضباط آخرون أحدهم برتبة عميد في الفرقة الرابعة.



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.