طيارو مصر يستجيبون لدعوة السيسي ويسحبون استقالاتهم الجماعية

الرئيس المصري يصل إلى موسكو للمشاركة في احتفالات «أعياد النصر»

طيارو مصر يستجيبون لدعوة السيسي ويسحبون استقالاتهم الجماعية
TT

طيارو مصر يستجيبون لدعوة السيسي ويسحبون استقالاتهم الجماعية

طيارو مصر يستجيبون لدعوة السيسي ويسحبون استقالاتهم الجماعية

فيما وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى موسكو أمس، في زيارة إلى روسيا تستغرق يومين، للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والمشاركة في احتفالات الذكرى السبعين لعيد النصر، استجابت «رابطة الطيارين» في مصر لدعوة السيسي بـ«مراعاة الظروف التي تمر بها البلاد»، وقررت سحب الاستقالات الجماعية التي تقدم بها 224 طيارا للضغط من أجل تحسين أوضاعهم.
وكان 224 طيارا، يشكلون نحو 30 في المائة من عدد الطيارين بشركة مصر للطيران، قد تقدموا باستقالات جماعية قبل أيام، بعد رفض الشركة مطالبهم، والتي تشمل زيادات مالية وتغييرات في لائحة عمل الطيارين.
وتدخل الرئيس السيسي لحل الأزمة، حيث دعا الطيارين، خلال كلمة ألقاها أول من أمس بندوة تثقيفية أقامتها القوات المسلحة، إلى مراعاة الظروف التي تمر بها البلاد. وقال «أنتم تعرفون أن مصر للطيران بتكسب وبتخسر.. يعني وهي بتموت آخد منها برضه.. أنا بوجه كلامي لكل الناس، لازم نستحمل سوا، ونعبر من الأزمة اللي احنا فيها».
وقالت رابطة الطيارين في بيان لها أمس إنه «استجابة لتوجيهات رئيس الجمهورية قررنا نحن مجلس إدارة رابطة طياري الخطوط الجوية المصرية وجموع الطيارين، سحب جميع الاستقالات حرصًا على مصالح الشركة مع العلم أنه لم يقم أي طيار بتعطيل أي طائرة منذ بداية الأزمة». وأكد مجلس إدارة الرابطة وجموع الطيارين، أن طياري مصر للطيران على أعلى درجة من الوطنية وحب الوطن، ومستمرون في العمل على أعلى مستوى من التشغيل والسلامة.
من جهة أخرى، وصل الرئيس السيسي أمس إلى موسكو في زيارة إلى روسيا تستغرق يومين، تلبية لدعوة من نظيره الروسي للمشاركة في احتفالات الذكرى السبعين لعيد النصر. وعرض التلفزيون المصري لقطات حية لوصول السيسي لمطار فونوكوفا بالعاصمة الروسية.
كان في استقبال السيسي لدى وصوله ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي ومبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا وسفير روسيا السابق لدى مصر، ومحمد البدري سفير مصر في موسكو وأعضاء السفارة المصرية.
ويرافق السيسي، وزير الخارجية سامح شكري، فيما يعقد الرئيس خلال الزيارة لقاءً ثنائيًا مع بوتين، في إطار متابعة النتائج التي تمخضت عنها الزيارة الناجحة التي قام بها الأخير، إلى القاهرة في فبراير (شباط) الماضي.
ويشارك السيسي في احتفالات روسيا مع عدد من قادة الدول والمؤسسات الدولية، بينهم قادة بلدان رابطة الدول المستقلة، ورؤساء كل من الصين، والهند وجنوب أفريقيا، فضلاً عن رؤساء بعض الدول الأوروبية واللاتينية، وأمين عام الأمم المتحدة.
وبحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط فإنه من المقرر أن يحضر الرئيس السيسي حفل العشاء الذي يقيمه الرئيس الروسي مساء اليوم على شرف رؤساء الدول المشاركين في الاحتفالات.
وتتضمن فعاليات احتفالات روسيا هذا العام بعيد النصر إقامة عروض عسكرية في 150 مدينة، ليس فقط داخل روسيا، وإنما في بعض الدول الأخرى، بينها بيلاروسيا وأرمينيا وقيرغيزستان، كما سيشارك في العرض العسكري الرئيسي في موسكو اليوم (السبت) أكثر من 15 ألف شخص، ويتكون العرض من جزأين، أحدهما تاريخي والآخر معاصر. وقال علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة إن السيسي سيبحث مع نظيره الروسي سبل تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين في كل المجالات، بالإضافة إلى بحث عدد من المستجدات الإقليمية والدولية بما فيها الوضع في سوريا وليبيا واليمن وغيرها من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وتشهد العلاقات المصرية - الروسية، تناميا كبيرا منذ وصول الرئيس السيسي للحكم قبل نحو عام. حيث تبادل الرئيسان زيارة موسكو والقاهرة. كما وقعا اتفاقية لإنشاء محطة للطاقة النووية في مصر. وقال سفير مصر لدى روسيا الدكتور محمد البدري، إن السيسي سيكون أول رئيس دولة ممن وجهت لهم الدعوة لحضور الاحتفال، ضمن 17 رئيس دولة أجنبية أخرى، تقديرا لدور مصر الكبير وقيادتها السياسية على الساحتين الدولية والإقليمية، كما أن الجانب الروسى وافق على أن يمتد اللقاء لمدة إضافية.
ونوه السفير بتقارب العلاقات المصرية – الروسية بشكل عام، مشيرا إلى أن السيسي أول شخصية يلتقي بها بوتين أربع مرات خلال خمسة عشر شهرا، بداية من زيارته لروسيا حينما كان وزيرا للدفاع، ثم زيارته لمنتجع سوتشى في أغسطس (آب) 2014، وزيارة الرئيس الروسي للقاهرة في فبراير الماضي، وأخيرا زيارة الرئيس السيسي الحالية لموسكو.
ونفى البدري وجود أي فتور في العلاقات بين البلدين بسبب مشاركة مصر في عاصفة الحزم باليمن، موضحا أن هناك حوارا ممتدا مع الجانب الروسي حول هذه القضية يتم من خلاله تبادل وجهات النظر.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.