لورين قديح لـ «الشرق الأوسط»: أنا بعيدة عن «السائد» في الساحة الفنية

لورين مع أحد مؤلفي كتاب «الانحدار الفرنسي» الصحافي كريستيان شينو
لورين مع أحد مؤلفي كتاب «الانحدار الفرنسي» الصحافي كريستيان شينو
TT

لورين قديح لـ «الشرق الأوسط»: أنا بعيدة عن «السائد» في الساحة الفنية

لورين مع أحد مؤلفي كتاب «الانحدار الفرنسي» الصحافي كريستيان شينو
لورين مع أحد مؤلفي كتاب «الانحدار الفرنسي» الصحافي كريستيان شينو

موهبة جديدة كشفت عنها الفنانة لورين قديح مؤخراً بعد تداول اسمها في ترجمة كتاب فرنسي إلى العربية عنوانه «الانحدار الفرنسي». لورين معروفة بأنّها ممثلة سينما، وشاركت في بطولة أكثر من عمل سينمائي بينها «حبة لولو» و«شي يوم رح فل». كما اشتهرت بموقعها الإلكتروني «سيسرونا» فكانت أول من أطلق صفحة ساخرة تنتقد فيها مواقف وأحداث اجتماعية في عام 2012. كما لفتت مستمعي إذاعة «صوت الغد»، عندما خصصت فقرة «شرطة الموضة» (فاشين بوليس) واضعة أناقة الفنانين تحت المجهر.
اليوم يسجل للورين ابتعادها عن الساحة وانهماكها بالآداب وبقراءة الكتب. ولكنّها في الوقت نفسه تضع اللمسات الأخيرة لنص فيلم سينمائي جديد من كتابتها بعنوان «يا غالية». وتعلق لـ«الشرق الأوسط»: «لست بعيدة أبداً عن الساحة بل عن السائد فيها. ولعلني اليوم آخذ هذه الاستراحة، لأنّي لا أحب التراجع بل الحفاظ على ما وصلت إليه. أنا لا أعتاش من وراء مهنة التمثيل والسينما، وعندي ميل كبير لمتابعة دراساتي العليا». لورين حائزة على شهادة جامعية في الإخراج والتمثيل المسرحي والسينمائي من معهد الفنون في الجامعة اللبنانية. حصلت أيضاً على شهادات في الدراسات العليا بفنون الدراما، وحالياً تعد شهادة الماستر في إعداد الممثل. «أنا شغوفة بالعلم والآداب، وهو مبدأ تربينا عليه في منزلنا وكان أبي ملهماً لي ولإخوتي في هذا المجال. فكان أستاذاً يدرس الفرنسية ويتقنها. حلمت بممارسة مهنة الإعلام، سيما أنّ والدي كان ضد فكرة دخولي الفن. ولكن عندما يملك الإنسان نزعة ما تسكنه في العمق، لا بد أن يلحق بها في آخر المطاف».
وعن نص فيلمها الجديد، تقول في سياق حديثها: «سأتعاون فيه مع المخرجة رندلي قديح. لن أتحدث عن موضوعه وعن أبطاله سوى في الوقت المناسب».

                                                           تعمل لورين قديح حالياً على كتابة فيلم سينمائي بعنوان «الغالية»

تشدد قديح على أنّها اليوم أقرب إلى الفن من أي وقت مضى «لم أتوقف ولا يوم عن متابعة عملي الفني، ولكنني أقف على مسافة من التجاري السائد، واقتربت بصورة أكبر من صناعته. فالصناعة الفنية تلفتني وهناك من يجيدها في لبنان كالمنتج صادق الصباح، الذي كُرّم مؤخراً لإنجازاته الكبيرة في الصناعة الدرامية. صناعة الفن ليست بالأمر السهل أبداً، لأنّها شاملة وتضم تحت جناحها الممثلين والمخرجين والنص وعملية التسويق. وكوني لا أتكل على مهنة التمثيل في حياتي، ترينني أنتقي أعمالي، ومن هذا المنطلق رفضت مؤخراً عروضاً كثيرة».
في رأي قديح أنّ عالم السينما بات يتحول بدوره اليوم إلى المنصات الإلكترونية. فما عاد المنتجون السينمائيون يأملون كثيراً بهذه الصناعة، كما في السابق بل يشدّدون أكثر على الباب الإلكتروني. وتتابع: «لا أريد أن أكرر نفسي حتى لو اضطرني ذلك إلى الابتعاد عن الساحة. فالأهم أن أقوم بما أنا مقتنعة به وعلى المستوى المطلوب».
لورين قديح التي دخلت مجال التمثيل من اختصاص أكاديمي، تخبرنا أنّها مولعة بالفن بجميع أنواعه. وعن كيفية ولوجها عالم الآداب والكتب مؤخراً وتقول: «تواصلت معنا، أختي وأنا دار النشر (زمكان) التي أخذت حقوق نشر كتاب (الانحدار الفرنسي Le declassement Francais) للصحافيين الفرنسيين جورج مارلبرونو وكريستيان شينو في الوطن العربي. وبعد اختبار أجروه معنا ونجحنا، بدأنا بعمل دؤوب لترجمة هذا الكتاب إلى العربية. فكانت المدة المعطاة لنا لا تتجاوز الـ22 يوماً. هو وقت قصير جداً للقيام بهذا الإنجاز. لم أرغب في خذل الدار ووافقت عليها. كنا نعمل 18 ساعة يومياً، منكبين على استيعاب مضمونه الخطير، لأنّه يرتكز على معلومات مخابراتية. واليوم أنا فخورة بهذا الإنجاز لأنّه أدخلني عالم السياسة والاستخبارات من بابه الواسع. الكتاب موجود اليوم على غالبية مكاتب السياسيين من الصف الأول، وينقل وقائع وأحاديث جرت مؤخراً بين الإليزيه وقيادة الاستخبارات الفرنسية، وتنطوي على الكثير من الفضائح الخطيرة وخفايا السياسة. يمكنني أن أصف هذا الإنجاز بالحلم لأنّنا انخرطنا في العمل، وانكببنا على إنهائه في وقت قصير. هي تجربة تضاهي كل ما قمت به في حياتي. تمنيت لو أنّ والدي كان لا يزال حياً ليشهد على ذلك. كان يتمنى لي العمل في مجال الآداب وليس الفن».
لورين قديح ابنة منطقة عكار المحرومة، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بجذورها وأرضها، «عندما نزلت بيروت للتحصيل الجامعي كان الأمر شبيهاً إلى حد كبير بالاكتشاف. كنت أعد السيارات وأتفرج على العمارات كما أليس في بلاد العجائب. هذا الأمر لم يكن سهلاً علي أبداً، إذ تحملت التنمر والانتقاد الكبيرين لقراري بدراسة الفن. كنت من أوائل أبناء بلدة القبيات الذين نزلوا إلى بيروت ودرسوا فيها التمثيل والإخراج في الجامعة اللبنانية».
ترفض لورين قديح أن يعير أحدهم أهل الفن، لا سيما المتخصصين منهم بدور جريء يقدمونه، وهو ما واجهته شخصياً. «درسنا شكسبير وأوسكار وايلد وغيرهم من الأدباء العالميين الذين أسسوا للفن الراقي الأدبي. كنت رأس حربة أواجه كل من ينتقد خياري، سيما أن هؤلاء الأدباء مارسوا الجرأة في ترجمة أفكارهم الأدبية على المسرح. من المعيب أن يهان الفنان الأكاديمي أو أن يعير بأدوار جريئة يقدمها كما حصل معي. فهو يمارس عمله على ركائز وقواعد علمية، والدور الذي يجسده لا يعني أنّه جزء من شخصيته الحقيقية. ولا أنسى أنّ أول الأدوار التي قدمتها في الجامعة على المسرح كان لشخصية (سالومي) المذكورة في الكتاب المقدس. النص الأدبي كان ولا يزال يلفتني ومن بينها (روميو وجولييت) لشكسبير. أسهمت بشكل أو بآخر بهدم كليشيهات تتعلق بأدوار جريئة. وكذلك في إيقاف نزعة الأحكام المسبقة على الممثل، سيما أنّي أنتمي إلى مجتمع ملتزم وبيت لبناني أصيل ومحافظ. أهم كلمات ومواقف الحب كتبت في العصر الجاهلي، وهناك من يأتي اليوم لينتقد دوراً عاطفياً جريئاً من جهله بالأدب العالمي ليس أكثر».
وتعتبر لورين نفسها اليوم جاهزة للعودة إلى السينما بعد فترة انقطاع، ساهمت فيها عوامل كثيرة بينها الجائحة والأزمة الاقتصادية في لبنان. وفي المقابل تدعو شركات الإنتاج لتشجيع المواهب الفنية الأكاديمية الشابة، التي تستأهل إعطاءها الفرص اللازمة لإبراز طاقاتها.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)