كيف تحول تامي أبراهام إلى آلة لا تتوقف عن إحراز الأهداف مع روما؟

المهاجم الإنجليزي يقدم مستويات رائعة تحت قيادة مورينيو ويقود فريقه إلى البطولات الأوروبية

أبراهام (وسط) يهزّ شباك لاتسيو (أ.ب)
أبراهام (وسط) يهزّ شباك لاتسيو (أ.ب)
TT

كيف تحول تامي أبراهام إلى آلة لا تتوقف عن إحراز الأهداف مع روما؟

أبراهام (وسط) يهزّ شباك لاتسيو (أ.ب)
أبراهام (وسط) يهزّ شباك لاتسيو (أ.ب)

صرح المهاجم الإنجليزي الشاب تامي أبراهام بأنه انضم إلى روما الإيطالي من أجل الاستمتاع بالشمس والحصول على أكبر قدر ممكن من فيتامين «د»! وروى عدة مرات كيف اتصل به المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو ليقنعه بالانضمام إلى روما الصيف الماضي وكيف بدأ حديثه معه بهذا السؤال البسيط: «هل تريد الاستمتاع ببعض الشمس أم تريد البقاء تحت المطر؟»، ومع ذلك، فإن السؤال الحقيقي كان أكثر عمقاً من ذلك بكثير، وهو كالتالي: هل كان أبراهام مستعداً للتخلي عن الراحة والألفة في إنجلترا من أجل الحصول على فرصة لصناعة اسمه في مكان آخر مختلف؟ لقد سجل أبراهام أهدافاً عديدة مع تشيلسي - 30 هدفاً في جميع المسابقات خلال الموسمين السابقين- لكنه رأى أن فرصة مشاركته في المباريات تتضاءل بعدما أعلن المدير الفني الجديد للبلوز، توماس توخيل، أنه لا يثق به ولن يعتمد عليه بشكل أساسي.
لكنّ الانضمام إلى روما كان يعني أن يكون أبراهام هو المهاجم الأساسي للفريق، وارتداء القميص رقم تسعة الذي كان يرتديه المهاجم البوسني إدين دزيكو. وكان مبلغ الـ40 مليون يورو (34 مليون جنيه إسترليني) المتفق عليه بين روما وتشيلسي هو أعلى مبلغ يدفعه أي نادٍ في الدوري الإيطالي الممتاز للتعاقد مع أي لاعب الصيف الماضي. وبقبول هذه الخطوة، لم يكن أبراهام يخطو نحو ضوء الشمس بقدر ما كان يخطو نحو الأضواء والنجومية.
لقد تألق أبراهام بشدة في الملاعب الإيطالية. وعلى الرغم من صيامه عن التهديف في أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما خاض سبع مباريات من دون أن يسجل أي هدف، سجل المهاجم الإنجليزي الشاب 21 هدفاً في جميع المسابقات، قبل أن يحسم روما ديربي العاصمة لصالحه بفوزه على جاره اللدود، ضيفه لاتسيو 3 - صفر (وهو ما يعادل أرقام الموسم الأول لكل من غابرييل باتيستوتا وفينشنزو مونتيلا، رغم أنه ما زال يتبقى شهران على نهاية الموسم الحالي). وعلاوة على ذلك، سدد أبراهام سبع كرات في العارضة والقائم، وهو ما يعني أنه كان من الممكن أن يرفع حصيلته من الأهداف لولا سوء الحظ.
وكان هدفه في الدقيقة التسعين في مرمى فيتيسه آرنهم الهولندي هو الذي أوصل روما إلى الدور ربع النهائي لبطولة المؤتمر الأوروبي. ولم يكن هذا هو الإنجاز الأكثر سحراً للاعب الذي كان جزءاً من فريق تشيلسي المتوج ببطولة دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي فحسب، لكنه كان بمثابة مؤشر واضح على ما يمكن للاعب القيام به عندما يكون فريقه في أمسّ الحاجة إليه. وعلاوة على ذلك، أحرز أبراهام هدف الفوز في مرمى أتالانتا، الذي يعد منافساً قوياً لروما على المراكز المؤهلة للمشاركة في البطولات الأوروبية الموسم المقبل، في بداية الشهر الجاري.
وكان الشيء الوحيد الذي ينقصه في الموسم الأول مع روما هو التسجيل في مباراة الديربي أمام لاتسيو. وانتهت مباراة الدور الأول لهذا الموسم بخسارة روما أمام لاتسيو بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وهي المباراة التي شهدت الاحتفال الشهير من جانب المدير الفني الإيطالي ماوريسيو ساري بطريقة النسر. وكان مورينيو يشعر بالقلق من توقيت المباراة، حيث قال بعد الفوز على فيتيسه: «أنا سعيد لأننا نجحنا في التأهل، لكنني أقل سعادة لأن لدينا لاعبين على أرض الملعب سيتعين عليهم اللعب أيضاً أمام لاتسيو، الذي يدخن لاعبوه السجائر في المنزل مع ساري!».

أبراهام يفتتح ثلاثية روما في الديربي (إ.ب.أ)

لكنّ ساري تعامل مع الأمر بروح الدعابة، وقال إن مورينيو تأخر بعض الشيء في التصريحات، مضيفاً: «لقد توقفت عن التدخين منذ بضعة أيام». لكن من الواضح أن ساري لم يكن لديه مثل هذه الردود الجاهزة للصعوبات التي واجهها فريقه بمجرد بدء المباراة. وإذا كان من المفترض أن يكون روما هو الفريق الأكثر إرهاقاً، فإن أبراهام باغت لاتسيو مبكراً وأحرز هدفاً في الدقيقة الأولى من عمر اللقاء. فبعد أن ارتدّت الركلة الركنية التي لعبها لورنزو بيليغريني من العارضة، كان المهاجم الإنجليزي يقف في مكان مثالي ليضع الكرة في الشباك.
ويعد هذا هو أسرع هدف في تاريخ مباراة الديربي بين روما ولاتسيو، حيث جاء في الثانية 56. ولم يتوقف أبراهام عند هذا الحد، لكنه أحرز هدفاً آخر في الدقيقة 22 ليرفع رصيد أهدافه هذا الموسم إلى 23 هدفاً. وبهذا الهدف، كانت المباراة قد انتهت بالفعل، حيث سيطر لاعبو روما على مقاليد الأمور تماماً. وكان من الممكن أن يُكمل أبراهام الثلاثية عندما أرسل له بريان كريستانتي كرة طولية متقنة أمام المرمى في بداية الشوط الثاني، لكن أبراهام سدد الكرة بعيداً عن القائم الأيمن.
وأضاف لورنزو بيليغريني الهدف الثالث قبل نهاية الشوط الأول من ركلة حرة رائعة، حيث وضع الكرة ببراعة في أعلى الزاوية اليمنى لدرجة أن حارس مرمى لاتسيو توماس ستراكوشا، تمكن فقط من لمسها بأطراف أصابعه وهي في طريقها للمرمى. وأشار مورينيو بشراسة إلى جمهور روما وطالبه بالتوقف عن ترديد هتافات «أوليه» التي بدأ يرددها قبل نهاية الشوط الأول، واستجابت الجماهير لإشارات المدير الفني البرتغالي على الفور. لقد تعرض مورينيو للكثير من الانتقادات الإعلامية هذا الموسم، لكن جماهير روما كانت مقتنعة تماماً بالعمل الذي يقوم به لدرجة أنها سامحته على انتقاداته اللاذعة للمدير الفني المخضرم زدينيك زيمان.
وكان زيمان، المدير الفني السابق لروما والذي يعد معشوقا لجماهير النادي بسبب كرة القدم الهجومية التي كان يقدمها واستعداده لقول حقائق غير مريحة لمسؤولي النادي، قد صرح الأسبوع الماضي بأن ساري يقوم بعمل أفضل من مورينيو. ليردّ المدير الفني البرتغالي على ذلك قائلاً: «لا تتوقعوا أن يرد مدير فني حاصل على 25 لقباً على شخص فاز مرتين في دوري الدرجة الثانية!». وشهد الموسم الأول لمورينيو مع روما نتائج مختلطة، وحتى بعد الفوز على لاتسيو لا يزال روما متأخراً بفارق ثماني نقاط عن المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، وتشير تصريحاته بعد المباراة إلى أنه لا يعتقد أنه يمكن سد هذه الفجوة في المباريات الثماني المتبقية. فهل لا يعد هذا فشلاً بالنسبة للفريق الذي بلغ الدور نصف النهائي للدوري الأوروبي الموسم الماضي، وأنفق أكثر من 120 مليون يورو على الانتقالات منذ ذلك الحين؟
ومع ذلك، تجب الإشارة إلى أن نتائج روما تتحسن بمرور الوقت، حيث لم يخسر الفريق أي مباراة في آخر تسع لقاءات بالدوري، حتى لو احتاج الفريق لعدد من الأهداف الحاسمة في الأوقات القاتلة من تلك المباريات. أما الأمر الأكثر تشجيعاً فيتمثل في رغبة مورينيو المتزايدة في الاستعانة بعدد من لاعبي فريق روما للشباب، والذين يقدمون مستويات مثيرة للإعجاب. لقد لفت نيكوما زالوسكي، الظهير البالغ من العمر 20 عاماً، الأنظار في رابع مشاركة له في التشكيلة الأساسية للفريق.
وربما يكون الأمر الأكثر أهمية هو أن الأفراد الرئيسيين في قلب هذا المشروع يبدو أنهم يتكيفون سريعاً لأساليب مورينيو. لقد قدم بيليغريني أفضل موسم له مع روما على الرغم من غيابه لفترات مختلفة بسبب الإصابة والمرض. كما يقدم أبراهام مستويات تفوق أكثر التوقعات تفاؤلاً قبل بداية الموسم. إنها ليست مجرد مسألة إحراز أهداف، حيث إن التزام أبراهام الشديد بتطبيق مهامه في الضغط العالي على لاعبي الفرق المنافسة كان سبباً أساسياً في نجاح الطريقة التي يعتمد عليها الفريق.
وبعد استدعائه لقائمة المنتخب الإنجليزي في نوفمبر (تشرين الثاني)، أشاد المهاجم الشاب بمورينيو وقال إن الفضل يعود إليه في تحويله إلى «وحش». وتُظهر الأرقام والإحصائيات إلى أن معدل استخلاصه للكرات أعلى بـ20% على الأقل من أي وقت آخر في مسيرته الكروية، وأكثر بـ50% من موسمه الأخير في تشيلسي.
وخلال مقابلة صحافية مع شبكة «سي بي إس» قبل مباراة الديربي، اعترف أبراهام بأنه لا يزال «مفتوناً» بمورينيو على الرغم من أنه يراه كل يوم، مشيراً إلى أنه كان المدير الفني لتشيلسي عندما تم تصعيده من فريق الناشئين إلى صفوف الفريق الأول في عام 2015. وقال أبراهام: «لم أخبره بهذا قط، لكنني ما زلت أنظر إليه على أنه مثل أعلى». في الحقيقة، بدأ عدد متزايد من الناس في روما ينظرون إلى أبراهام بنفس الطريقة، فبعدما أحرز المهاجم الإنجليزي الشاب هدفين في مرمى لاتسيو، فإن ذلك يعني أنه الأكثر تسجيلاً للأهداف في عام 2022 بين جميع لاعبي الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا إلى جانب روبرت ليفاندوفسكي. وبعد نهاية المبارة، ظلت الجماهير تهتف باسم أبراهام مراراً وتكراراً بينما كان يقف مع زملائه في الفريق لتحية الجماهير. وقال أبراهام في مقابلة صحافية بعد نهاية المباراة: «لا أستطيع أن أصف الشعور الذي انتابني بسبب ما قام به الجمهور». وبالتالي، من المؤكد أن ما يقدمه أبراهام حالياً في إيطاليا أفضل بكثير مما كان سيقدمه لو استمر في بلاده تحت المطر!



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.