دعوات لإجلاء أطفال عناصر «داعش» من المخيمات السورية

مخيم الهول في سوريا (أرشيف - رويترز)
مخيم الهول في سوريا (أرشيف - رويترز)
TT

دعوات لإجلاء أطفال عناصر «داعش» من المخيمات السورية

مخيم الهول في سوريا (أرشيف - رويترز)
مخيم الهول في سوريا (أرشيف - رويترز)

قال مسؤول في «الإدارة الذاتية لشمال وشرق» سوريا، إن استجابة الدول المعنية لمعاجلة ملف أطفال عناصر ومسلحي تنظيم «داعش»، بطيئة للغاية، ولا تتوافق مع حجم المخاطر الأمنية والإنسانية الملقاة على عاتقها بمفردها، في وقت جددت الأمم المتحدة مطالبها الإعادة الكاملة لكل رعايا أطفال الدول والحكومات الغربية من المخيمات السورية.
ويقول شيخموس أحمد رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين لـ«الشرق الأوسط»، إن عدم تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه أطفال مخيمي الهول وروج: «يحمل معه مخاطر تتفاقم كل يوم لأن تجاهل المجتمع الدولي لهؤلاء الأطفال الموجودين في مخيمات الهول وروج أمر خطير للغاية»، مشيراً إلى أن ترك الأطفال وهم يكبرون عاماً بعد عام ضمن حدود تلك المخيمات: «يعني تحويلهم تلقائياً بعد إتمام السن القانونية دون 17 إلى مراكز التوقيف الخاصة بمقاتلي التنظيم، ما يعني تفاقم المشكلة وبقاءها مفتوحة دون حلول جذرية»، ودعا حكومات التحالف الدولي لضرورة دعم الإدارة للتوجه إلى فتح مراكز تأهيل لأولئك الأطفال: «من خلال برامج الدعم النفسي والتربوي لإعادة تأهيلهم ونبذ الأفكار المتشددة من شخصياتهم وإبعادهم عنها، وفتح مدارس وأماكن تعليمية لطي صفحة السواد من عقولهم وذاكرتهم».
ويضم مخيم الهول نحو 56 ألفاً، أغلبهم من النساء والأطفال، ويشكل اللاجئون العراقيون النسبة الأكبر من تعداد قاطنيه وهم 8200 عائلة، وحسب إحصاءات إدارة المخيم، يبلغ عدد العراقيين 30 ألفاً بينهم 20 ألف طفل أعمارهم دون 15 سنة، وبعضهم ولد على الأراضي السورية لا يمتلكون ثبوتيات أو وثائق وبيانات شخصية.
كان وكيل وزارة الهجرة والمهجرين في الحكومة العراقية كريم النوري، أفاد في تصريح صحافي الأسبوع الماضي، «مخيم الهول يضم 30 ألف عراقي منهم 20 ألفاً من الأطفال، وإبقاؤهم هناك خطأ كبير، وينبغي إعادة تأهيلهم ومنع استغلالهم من قبل الإرهاب».
كما يضم مخيم الهول قسماً خاصاً بنساء وأطفال المتحدرين من جنسيات غربية وعربية، ويبلغ عدده نحو 13 ألفاً من بينهم 7300 طفل قاصر يتحدرون من 54 جنسية أجنبية، هذا وحذرت منظمة «أنقذوا الأطفال» من ترك الأطفال الأجانب محتجزين في مخيمات شمال شرقي سوريا وبطء عمليات إنقاذ تلك الشريحة من قبل حكوماتهم، ودعت في تقريرها، صدر في 23 من شهر مارس (آذار) الحالي، الحكومات، إلى تكثيف الجهود بشكل عاجل لإعادة الأطفال وعائلاتهم، ومراعاة الظروف المروعة وغير الآمنة في تلك المخيمات، وصرحت مديرة الاستجابة في سوريا سونيا كوش، بأن الأطفال عالقون في المخيمات منذ نحو ثلاث سنوات، «المعدل البطيء الذي تتعامل فيه الحكومات مع إنقاذ الأطفال يشير إلى أن بعضهم سيصلون إلى منتصف العمر قبل مغادرة تلك المعسكرات والعودة إلى ديارهم»، وأوضحت أن عملية إنقاذ الأطفال تستغرق وقتاً طويلاً، «كل تأخر دقيقة واحدة إضافية تسهم بزيادة المخاطر على حياة الأطفال في مخيمي (الهول) و(روج)، ورغم جهود بعض الدول لإعادة أطفالها، لا تزال عمليات إنقاذ الأطفال غير كافية»، لتضيف قائلة: «متى سيتحمل القادة المسؤولية ويعيدونهم إلى الوطن».
وحذرت الإدارة الذاتية والقائمون على مخيم الهول من زيادة أعمال العنف التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، وتحولت لأكثر الأماكن دموية في سوريا.


مقالات ذات صلة

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

المشرق العربي نازحون في مخيم حسن شام على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب أربيل (أ.ف.ب)

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

تعلن السلطات العراقية بانتظام عن عمليات مغادرة جماعية لمئات النازحين من المخيمات بعدما خصصت مبالغ مالية لكلّ عائلة عائدة إلى قريتها.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
العالم العربي تنظيم «داعش» يتبنّى عملية استهداف حاجز لـ«قسد» في ريف دير الزور الشرقي (مواقع تواصل)

حملات التمشيط العسكري لم تمنع انتعاش «داعش» في سوريا

على رغم أن القوات الحكومية السورية تشن حملات تمشيط متكررة في البادية السورية لملاحقة خلايا تنظيم «داعش» فإن ذلك لم يمنع انتعاش التنظيم.

المشرق العربي قوة مشتركة من الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» بحثاً عن عناصر من تنظيم «داعش» في محافظة نينوى (أ.ف.ب)

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم أدى لمقتل 3 جنود في العراق

قالت مصادر أمنية وطبية في العراق إن قنبلة زرعت على جانب طريق استهدفت مركبة للجيش العراقي أسفرت عن مقتل 3 جنود في شمال العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا ومصير «إدارتهم الذاتية» بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية.

كمال شيخو (القامشلي)
شؤون إقليمية عناصر من الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا في شمال سوريا (إعلام تركي)

العملية العسكرية التركية في شمال سوريا تواجه رفضاً روسياً وغموضاً أميركياً

تصاعدت التصريحات التركية في الفترة الأخيرة حول إمكانية شن عملية عسكرية جديدة تستهدف مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.