خطوط المواجهة «مجمدة عملياً» مع دخول الغزو الروسي شهره الثاني

بعض الوحدات الروسية تنسحب إلى خلف الحدود الروسية بسبب الخسائر الفادحة

الدخان يتصاعد من مستودع للجيش الأوكراني في ضواحي كييف تم استهدافه في القصف الروسي أمس (أ.ب)
الدخان يتصاعد من مستودع للجيش الأوكراني في ضواحي كييف تم استهدافه في القصف الروسي أمس (أ.ب)
TT

خطوط المواجهة «مجمدة عملياً» مع دخول الغزو الروسي شهره الثاني

الدخان يتصاعد من مستودع للجيش الأوكراني في ضواحي كييف تم استهدافه في القصف الروسي أمس (أ.ب)
الدخان يتصاعد من مستودع للجيش الأوكراني في ضواحي كييف تم استهدافه في القصف الروسي أمس (أ.ب)

ذكرت تقارير استخباراتية غربية أمس الجمعة أن القوات الأوكرانية تمكنت من إيقاف تقدم القوات الروسية باتجاه العاصمة كييف وأن خطوط المواجهة بين الجانبين أصبحت «مجمدة عمليا»، فيما شكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مواطني بلده على مقاومة المحتلين الروس طوال شهر من النزاع المسلح. وقال زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو في وقت متأخر من يوم الخميس إن المدافعين الأوكرانيين أوقفوا الأعداء في كل مكان. وتابع الرئيس الأوكراني أنه يعتقد أن ملايين الأوكرانيين الذين سيفعلون أي شيء من أجل انتصار أوكرانيا والسلام يستحقون ميداليات. وأضاف زيلينسكي «أشكر الجميع وكل شخص منهم». وقالت وزارة الدفاع البريطانية أمس الجمعة إن أوكرانيا أعادت السيطرة على البلدات والمواقع الدفاعية التي تقع على بعد يصل إلى 35 كيلومترا شرقي كييف مع تراجع القوات الروسية. وبدأت بعض وحدات القوات الروسية في الانسحاب من بعض المناطق بعد تكبدها خسائر فادحة، وفقاً لما قاله الجيش الأوكراني في تقرير حالة نشر في وقت مبكر من أمس الجمعة. وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن بعض الوحدات الروسية انسحبت إلى خلف الحدود الروسية بعد خسارة أكثر من نصف أفرادها. وقال أوليكسي أريستوفيتش، مستشار رفيع المستوى للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا شهره الثاني، أصبحت خطوط المواجهة بين الجانبين «مجمدة عمليا». وفي بيان، تم تحديثه أمس الجمعة، ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن «الهجمات المضادة الأوكرانية وتراجع القوات الروسية عن خطوط الإمداد الممتدة بشكل مفرط، سمحت للقوات الأوكرانية باستعادة بلدات ومواقع دفاعية، حتى 35 كيلومترا شرق العاصمة. وأضافت الوزارة أن قوات أوكرانية ربما تواصل محاولة دفع القوات الروسية، للتراجع، باتجاه مطار «هوستوميل» شمال غربي كييف. وتابعت الوزارة أن «القضايا اللوجيستية والمقاومة الأوكرانية، تبطئ أيضاً المحاولات الروسية لتطويق مدينة ميكولايف الجنوبية، أثناء محاولتها التقدم نحو مدينة أوديسا الساحلية الرئيسية. وقال ثلاثة مسؤولين أميركيون مطلعون لرويترز إن معدل فشل بعض الصواريخ الروسية الموجهة بدقة المستخدمة في الهجوم على أوكرانيا بلغ 60 في المائة وفقاً لتقييم أميركي. وقد يساعد هذا في تفسير سبب فشل روسيا في تحقيق ما تعتبره الغالبية أهدافا رئيسية منذ بدء غزوها لأوكرانيا قبل شهر، مثل تحييد القوة الجوية الأوكرانية، رغم القوة الواضحة للجيش الروسي مقابل القوات المسلحة الأوكرانية الأصغر بكثير. ولم يقدم المسؤولون الأميركيون، الذين اشترطوا عدم ذكر هوياتهم لحساسية الأمر، أي أدلة تدعم التقييم، كما لم يفصحوا عن سبب ارتفاع معدل فشل الصواريخ الروسية. قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية إن روسيا تستنفد الذخيرة الموجهة بدقة في حربها على أوكرانيا، مضيفا أنه من المرجح بشدة أن تعتمد على ما يطلق عليها قنابل غبية (غير موجهة) ومدفعية. وأضاف كولين كال وكيل وزارة الدفاع الأميركية لشؤون السياسات أنه لا يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد صراعا شاملا مع حلف شمال الأطلسي.
ولا تزال الوحدات الروسية مستمرة في حصارها لمدينة خاركيف في شرق أوكرانيا وثاني أكبر مدينة أوكرانية ومدينة سومي، وفقاً لهيئة الأركان، كما يبدو أن القوات الروسية تستعد أيضاً لهجوم جديد في إزيوم بإقليم خاركيف. وقالت شرطة مدينة خاركيف في بيان أمس الجمعة إن قصفا روسيا أصاب عيادة كانت تعمل كمركز للمساعدات الإنسانية في المدينة مما أسفر عن سقوط أربعة قتلى. وجاء في البيان الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي «نتيجة قصف البنية التحتية المدنية صباح أمس بعدة قاذفات صواريخ، أصيب سبعة مدنيين توفي أربعة منهم... لا توجد منشأة عسكرية قريبة». ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من صحة ما رود بالبيان.
وتعمل موسكو بشكل جزئي على الإبقاء على اتصال بري بين إقليم روستوف الروسي والحدود الأوكرانية وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، وفقاً لهيئة الأركان. وتعرضت القوات الأوكرانية للهجوم في منطقة دنيبروبتروفسك خلال الليل. وأشار مسؤول محلي على فيسبوك إلى أن روسيا شنت هجومين صاروخيين على وحدة عسكرية في ضواحي مدينة دنيبرو.
وفي الوقت ذاته ذكرت التقارير حدوث قصف محتمل بالقرب من مفاعل تشيرنوبيل للطاقة النووية السابق مثيرة للقلق. وقال الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، إن القوات الروسية أطلقت النار على نقاط تفتيش أوكرانية في مدينة سلافوتيتش، نقلا عن معلومات من هيئة الرقابة النووية الأوكرانية. وأضاف أن هذا يعرض للخطر «منازل وعائلات العاملين الذين يضمنون السلامة النووية والإشعاعية» داخل محطة الطاقة النووية السابقة. ولم يتسن التأكد من حدوث القصف. وصدرت تقارير في وقت مبكر من هذا الأسبوع تشير إلى اندلاع حرائق حول المنطقة المحظورة المحيطة بمحطة الطاقة النووية السابقة.
قالت وزارة الدفاع الروسية أمس الجمعة إن قواتها دمرت مستودعا كبيرا للوقود خارج كييف في هجوم صاروخي. وقال المتحدث باسم الوزارة إيجور كوناشينكوف في إفادة صحافية إن الضربة وقعت مساء أمس الخميس باستخدام صواريخ كاليبر أطلقت من البحر. وأضاف كوناشينكوف أن المستودع كان يستخدم لإمداد القوات المسلحة الأوكرانية في وسط البلاد. وأضاف كوناشينكوف أن القوات الروسية دمرت منذ اليوم السابق العديد من المعدات العسكرية الأوكرانية من بينها ثلاثة أنظمة دفاع جوي وأربع طائرات مسيرة. وأكدت وزارة حالات الطوارئ الأوكرانية الجمعة حدوث «قصف» الخميس على موقع كالينيفكا لتخزين الوقود على مسافة 40 كيلومترا جنوب غربي كييف، دون إعطاء تفاصيل عن أهمية هذا الموقع. وأضاف المصدر نفسه «لا يوجد تهديد بانتشار حريق خارج المخزن». وقال حاكم إقليمي أمس الجمعة إن القوات الروسية عزلت فعليا مدينة تشيرنيهيف بشمال أوكرانيا. وقال الحاكم فياتشيسلاف تشاوس للتلفزيون الوطني «العدو يطوق المدينة عمليا» مضيفا أن المدينة تعرضت لقصف بالمدفعية والطائرات الحربية.


مقالات ذات صلة

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، فيما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».