مواقف رافضة للادعاء على جعجع: قرار سياسي وتجاوز للقانون

TT

مواقف رافضة للادعاء على جعجع: قرار سياسي وتجاوز للقانون

لاقى الادعاء القضائي على رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بالتورط بأحداث عين الرمانة، واتهامه بجرائم «القتل وإثارة الفتنة»، استنكاراً ورفضاً من قبل «القوات» وأطراف أخرى اعتبرت أن الادعاء سياسي وتجاوز للقانون.
ورغم الخلاف السياسي مع «القوات»، استنكر «تيار المستقبل» الادعاء على جعجع، معتبراً أنها «خطوة تسيء إلى القضاء اللبناني كسلطة تعنى بحماية مقتضيات السلم الأهلي لا بإثارة النعرات الطائفية».
وأسفت «هيئة الرئاسة» في التيار لـ«ما وصل إليه الشعب اللبناني من مآسٍ وويلات نتيجة ممارسات العهد»، وجاء في بيان التيار: «المفجع أن تتكرر أمام اللبنانيين يومياً مشهدية الانهيار والتحلل السياسي والاقتصادي التي تعانيها البلاد، وأن يصل التحلل من كل القيم إلى حدود استخدام بعض الأذرع القضائية في انتهاك مفاهيم العدالة والمشاركة في حروب الاستنزاف المالي والمعيشي والإداري، وتعريض السلم الأهلي والحريات العامة لأبشع التجارب».
واستغرب «تيار المستقبل» ما سماه «النهج التخريبي الذي يتخذ من القضاء أداة لتدمير ما تبقى من مقومات النظام العام وهوية لبنان الاقتصادية، وهو الأخطر على حياة اللبنانيين»، متوقفاً بشكل خاص عند ادعاء مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية على رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في أحداث الطيونة، وترى فيه خطوة تسيء إلى القضاء اللبناني كسلطة تعنى بحماية مقتضيات السلم الأهلي لا بإثارة النعرات الطائفية.
واعتبرت أن «هناك من يريد القضاء مزرعة حزبية تعمل غب الطلب، وعلى مجلس القضاء الأعلى أن يحسم الأمر، وأن يقول الأمر لي، وليس لقضاة الحزب الحاكم والغرف القضائية المكلفة إعداد الأحكام المسبقة».
واعتبر النائب في «القوات» جورج عقيص، أن «الادعاء على جعجع سياسي، ومن يظن أنه سيقوم بحرب إلغاء قضائية ثانية فهو مخطئ»، مؤكداً: «لسنا فوق القانون لكن قولوا لنا أين هو (القانون) إنكم دستم عليه».
وقال في حديث تلفزيوني، «الادعاء على جعجع في توقيت مشبوه يطرح علامات استفهام بعدما كنا قد قدمنا دعوى رد القاضي فادي عقيقي، جراء جملة مغالطات»، مضيفاً: «نضع ما يجري في رسم الرأي العام، وسنكمل بالإجراءات القانونية، ونعاهد الشعب بأن مهزلة المحكمة العسكرية لن تستمر، وسنتابع معركة قانون استقلالية القضاء».
بدوره كتب النائب في «القوات» زياد حواط، عبر حسابه على «تويتر»، قائلاً: «إذا فسد القضاء انهارت الدولة. قضاء البلاط الاستنسابي يمعن في تدمير أسس الدولة. قضاء (غب الطلب) يدعي على رئيس حزب (القوات)، لأن أهالي عين الرمانة دافعوا عن رزقهم في وجه غزوة رعاع... بعد أن خاب مسعاهم في تطيير الانتخابات لجأوا إلى قضائهم علهم ينجحون»، مضيفاً: «في 15 مايو (أيار) (يوم الانتخابات) سنكون لهم بالمرصاد».
من جهته، اعتبر رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب «القوات» الوزير السابق ريشار قيومجيان، أن «هناك ممارسات هدفها التدمير الممنهج للقضاء وهم يستغلونه للنيل من الخصوم السياسيين»، وجدد التأكيد في حديث تلفزيوني: «هناك شكوى أمام التفتيش القضائي وطلب رد منذ 16 مارس (آذار) الحالي لكف يد القاضي فادي عقيقي في ملف غزوة عين الرمانة لكنه لم يحضر إلى مكتبه تجنباً لتبلغه الشكوى بحقه جراء مخالفات قانونية ومسلكية ارتكبها، كما أنه ادعى من منزله على جعجع خلسة، لذا كل خطواته غير قانونية، وفي إطار الهروب إلى الأمام».
كما أكد قيومجيان أن «(القوات) سيسلك كل الطرق القانونية المتاحة لرد الدعوى، وكف يد القاضي عقيقي، لا سيما أن الملف اليوم بيد القاضي فادي صوان»، داعياً مجلس القضاء الأعلى ومدعي عام التمييز لوضع اليد على هذا الملف.
وفيما قال، «يستهدفوننا لأننا نقيض ممارسات الرئيس ميشال عون وصهره (النائب جبران باسيل) اللذين يسعيان إلى البقاء في السلطة وتأجيل الانتخابات»، أكد: «يستهدفون المعتدى عليهم عوض محاسبة المعتدي، وقد عودنا عهد الرئيس ميشال عون وتياره على هذه الممارسات التي شهدناها في عهد النظام الأمني اللبناني - السوري السيئ الذكر»، واصفاً ما يحصل بـ«حفلة جنون قضائي في البلاد».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.