واشنطن تلغي محادثات مع «طالبان» بسبب حظرها تعليم البنات

الأفغانيات بعد حرمانهن من التعليم: «بلادنا أصبحت سجناً»

فتيات أفغانيات تحضرن فصلاً دراسياً في كابل قبل إغلاق المدارس مرة أخرى (أ.ف.ب)
فتيات أفغانيات تحضرن فصلاً دراسياً في كابل قبل إغلاق المدارس مرة أخرى (أ.ف.ب)
TT

واشنطن تلغي محادثات مع «طالبان» بسبب حظرها تعليم البنات

فتيات أفغانيات تحضرن فصلاً دراسياً في كابل قبل إغلاق المدارس مرة أخرى (أ.ف.ب)
فتيات أفغانيات تحضرن فصلاً دراسياً في كابل قبل إغلاق المدارس مرة أخرى (أ.ف.ب)

قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الجمعة، إن المسؤولين الأميركيين ألغوا اجتماعات كان من المقرر عقدها في الدوحة مع مسؤولين من «طالبان» بسبب رفض الحركة الحاكمة في أفغانستان السماح لجميع الفتيات بالعودة إلى المدارس الثانوية.
وقال المتحدث إن «قرارهم كان مخيباً للآمال بشدة ويمثل تراجعاً يتعذر تفسيره عن الالتزامات تجاه الشعب الأفغاني أولاً وقبل كل شيء وكذلك تجاه المجتمع الدولي». وأضاف: «ألغينا بعض ارتباطاتنا بما في ذلك الاجتماعات المزمعة في الدوحة وأوضحنا أننا نرى أن هذا القرار نقطة تحول محتملة في ارتباطاتنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
وفي قرار غير متوقع، أمرت «طالبان»، الأربعاء، بإغلاق الكليات والمدارس الثانوية، وبعودة آلاف الفتيات إلى منازلهن، بعد ساعات قليلة على إعادة فتح المؤسسات، بإعلان أصدرته وزارة التعليم منذ فترة طويلة.
وقالت ملاحات حيدري (11 عاماً) في اليوم التالي لمغادرتها على عجل مدرسة «الفتح» للبنات في كابل: «أصبحت أفغانستان سجناً لنا». وأضافت «بكيت كثيراً»، وهي تمسح دموعها خلال مقابلة أجرتها معها وكالة الصحافة الفرنسية في منزل عائلتها في منطقة راقية في العاصمة.

وتابعت: «نُعامل معاملة المجرمين فقط لأننا فتيات... ولهذا السبب طردونا من المدرسة».
وعززت «طالبان» بقرارها مخاوف المراقبين الذين يخشون أن يحظر قادة البلاد الجدد مرة أخرى تعليم الفتيات، كما فعلوا خلال فترة حكمهم الأولى، بين 1996 و2001.
وجاءت عودة الفتيات إلى المدرسة الثانوية في أعقاب عودة الفتيان والفتيات إلى المدرسة الابتدائية فقط، وسُمح لهؤلاء باستئناف الدراسة، بعد شهرين من سيطرة الحركة المتشددة على كابل في أغسطس (آب) الماضي.
ولم تقدم الحكومة أي تفسير واضح لتغيير توجهها بشأن الفتيات في التعليم الثانوي.
ولكن معلومات مسربة من اجتماع سري لكبار قادة «طالبان» في معقلهم الجنوبي في قندهار مساء (الثلاثاء)، أفادت بأن الأسباب تتراوح ما بين الحاجة إلى زي موحد، والرفض الصريح لحاجة الفتيات إلى التعليم.
وتكرر الوزارة أن المدارس ستفتح، ولكن فقط عندما يتم تحديد توجيهات جديدة.
وقالت أديبة (13 عاماً) شقيقة ملاحات: «حتى أمس، لم أعتقد وحدي (أن طالبان) لم تتغير، لكن كل من يتم سؤاله».

وأوردت ملاحات: «عندما أرسلوا الجميع إلى المنزل، أدركنا أن طالبان لا تزال نفسها كما كانت قبل 25 عاماً». وتابعت أديبة: «نفتقد حريتنا... نفتقد زملاءنا في الدراسة والمعلمين».
والشقيقتان من عائلة ثرية ووالداهما متعلمان، وتم تشجيعهما دائماً على الدراسة.
وتعتبر نرجس جفري (14 عاماً) التي تسكن في ناحية أخرى من المدينة وتنتمي عائلتها إلى الأقلية الشيعية «الهزارة» أن النساء المتعلمات يُشعرن «طالبان» بالتهديد.

وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية: «يعتقدون أننا إذا درسنا فسنكتسب المعرفة ونحاربهم». وأضافت: «إنهم خائفون من ذلك». وكانت تبكي جالسة خلف طاولة أمام كتبها المنتشرة في منزل العائلة.
وأكدت أن من الظلم أن ترى الفتيان في سنها يذهبون إلى المدرسة بينما تُجبر على البقاء في المنزل، وقالت: «إنه أمر صعب حقاً».
وفرضت طالبان خلال سبعة أشهر من الحكم منذ الصيف الماضي مجموعة قيود على النساء، فتم استبعادهن من العديد من الوظائف الحكومية، مع مراقبة لباسهن ومنعهن من مغادرة مدنهن بمفردهن.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».