الناطق باسم البرلمان الليبي لـ(«الشرق الأوسط») : لن نسمح برئيس حكومة من الإخوان

الإدارة الأميركية تدخل على خط الأزمة باتصال نادر مع «أبو سهمين»

ليبي يسير بجوار مبنى متهدم بفعل إصابته بصاروخ في مدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس (أ.ف.ب)
ليبي يسير بجوار مبنى متهدم بفعل إصابته بصاروخ في مدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس (أ.ف.ب)
TT

الناطق باسم البرلمان الليبي لـ(«الشرق الأوسط») : لن نسمح برئيس حكومة من الإخوان

ليبي يسير بجوار مبنى متهدم بفعل إصابته بصاروخ في مدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس (أ.ف.ب)
ليبي يسير بجوار مبنى متهدم بفعل إصابته بصاروخ في مدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس (أ.ف.ب)

بينما أجرت أمس إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصالا هاتفيا نادرا مع نوري أبو سهمين رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته في ليبيا، كشف فرج بوهاشم، الناطق الرسمي باسم مجلس النواب الليبي، لـ«الشرق الأوسط» النقاب عن أن المجلس الذي يحظى بالاعتراف الدولي، لن يسمح أو يوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة أي شخصية محسوبة على جماعة الإخوان أو التيار الإسلامي.
وقال بوهاشم: «لقد قدمنا الكثير من التنازلات في المسودة الثالثة التي طرحتها بعثة الأمم المتحدة علينا مؤخرا لقبول تشكيل حكومة وحدة وطنية عكس ما ينص عليه التعديل الدستوري للبلاد، رغبة منا في تسريع حل الأزمة السياسية».
وأضاف أن «الحكومة الانتقالية الحالية التي يترأسها السيد عبد الله الثني هي بالأساس حكومة وحدة وطنية، ومع ذلك فقد وافقنا على تشكيل حكومة جديدة، لكن في المقابل، الطرف الآخر (في إشارة إلى البرلمان السابق) ما زال يراوغ ويخرج بتصريحات إعلامية في محاولة لاستنزاف مزيد من الوقت».
وتابع: «نحن ننظر لحال الليبيين والشعب.. لا نبحث عن مكاسب أو مقاعد، لكن هؤلاء يفعلون ما في صالحهم وليس ما في صالح الدولة»، وأضاف: «لقد قبلنا مبدأ تقاسم السلطة، ولكنهم يرفعون سقف المطالب الخاصة بهم لإدخال البلاد في نفق مظلم».
ورأى بوهاشم أن تشكيل الحكومة الجديدة يمثل انتصارا سياسيا لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، وقال: «نعم هذا يمثل انتصارا سياسيا لجماعة الإخوان بقبول مجلس النواب لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية المقترحة».
ولاحظ أنهم «بعدما وصلوا إلى هدفهم الذي يسعون إليه من الجلوس على مائدة الحوار، فإن خروجهم الإعلامي مجرد محاولة لإرباك المشهد»، معتبرا أنه «يجب على بعثة الأمم المتحدة أن يكون لها موقف واضح تجاه هؤلاء».
وقال: «مع ذلك، لن نقبل برئيس وزراء من الإخوان أو الجماعات الإسلامية.. قد يحصلون على بعض الحقائب الوزارية، لكن الحقائب الوزارية التي لديها علاقة بالأمن والجيش والمخابرات، لن يكون لهم بها أي علاقة.. نحن نفضل مرشحين مستقلين لهذه المناصب الحساسة والمهمة».
وردا على ما إذا كان مجلس النواب يدفع بمرشحين بعينهم لتولي رئاسة الحكومة المقبلة، قال الناطق الرسمي باسم مجلس النواب الليبي: «لا، لم نطرح بعد أي أسماء، على الرغم من أن فريق الحوار التابع للمجلس يستميت من أجل الحصول على أسماء.. نفضل تأجيل ذلك إلى ما بعد الانتهاء من مناقشة مسودة المقترحات التي قدمتها بعثة الأمم المتحدة». وأوضح بوهاشم أن موعد الجولة المقبلة لم يحدد بعد في انتظار إعلان البعثة الأممية عنه، لافتا إلى أن هناك احتمالا كبيرا بأن تعقد مجددا في المغرب.
في المقابل، أعلن بيان للبرلمان السابق الذي يتحالف مع ميليشيات «فجر ليبيا» المسيطرة بقوة السلاح منذ صيف العام الماضي على مقاليد الأمور في العاصمة الليبية طرابلس، أن رئيسه نورى أبو سهمين تلقى أمس اتصالاً هاتفيًا من نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكي.
وقال البيان إن المسؤول الأميركي تطرق خلال هذا الاتصال إلى عملية الحوار السياسي الليبي وما وصفه بدور المؤتمر الوطني العام بوصفه طرفا أساسيا فيها، وأهم تحفظاته العامة على المسودة الأخيرة التي قدمها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة برناردينو ليون.
وطبقا لنص البيان، فقد أكد نائب وزير الخارجية الأميركي على أن الحل في ليبيا حل سياسي توافقي، كما أكد دعم الولايات المتحدة الأميركية لذلك، مشيرا إلى أنه ناقش أيضا مع أبو سهمين «التحديات الأمنية التي تواجهها ليبيا، وما يقوم به المؤتمر الوطني من جهود لضبط الأمن والاستقرار في البلاد، ودعم الولايات المتحدة لهذه الجهود».
إلى ذلك، بدأ الجيش الليبي التحقيق مع قائد الطائرة التي استهدفتها دفاعاته فوق مدينة الزنتان، ثم تمكن من القفز بالمظلة، حيث نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصادر عسكرية أن العقيد طيار حسن محمود المصراتي، قد أصيب بكسر في رجله ويخضع حاليًا للتحقيقات بعد تقديم العلاج اللازم له.
وأعلنت غرفة عمليات المنطقة الغربية بالجيش الليبي أن دفاعاتها الجوية أسقطت الطائرة عندما حاولت قصف الأحياء السكنية ومطار مدينة الزنتان المدني.
وأظهرت لقطات فيديو حطام الطائرة التابعة لميليشيات «فجر ليبيا»، وهى من طراز «ميج25» وانطلقت من القاعدة الجوية في مصراتة على بعد 200 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس، بعدما سقطت لدى محاولتها الإغارة على مطار الزنتان الذي يبعد نحو 180 كيلومترا جنوب غربي طرابلس.
وهذه هي الطائرة الثانية من نوعها التي يتمكن الجيش الموالى للشرعية في ليبيا من إسقاطها، حيث أسقط قبل نحو شهرين طائرة حربية مماثلة في بلدة قصر الحاج المجاورة للزنتان.
وفى مدينة بنغازي بشرق البلاد، لقي شخصان مصرعهما بسبب صاروخ سقط على مبنى سكني، ليرتفع بذلك عدد قتلى الاشتباكات خلال الأسابيع الخمسة الماضية إلى 53 شخصا على الأقل.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.