سامح شكري: لا بد من وقف تحركات الحوثي العسكرية لترسيخ «إعادة الأمل»

وزير الخارجية المصري أكد لـ («الشرق الأوسط»)أن بلاده تعمل على مدار الساعة من أجل استقرار ليبيا

سامح شكري: لا بد من وقف تحركات الحوثي العسكرية لترسيخ «إعادة الأمل»
TT

سامح شكري: لا بد من وقف تحركات الحوثي العسكرية لترسيخ «إعادة الأمل»

سامح شكري: لا بد من وقف تحركات الحوثي العسكرية لترسيخ «إعادة الأمل»

أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن القمة الخليجية الأميركية فرصة لمناقشة قضايا المنطقة بدءا من اليمن ومرورا بالاتفاق النووي الإيراني وفلسطين وسوريا.
وقال الوزير، في حوار خاص مع «الشرق الأوسط»، على هامش زيارته أخيرا لإريتريا، إن الحوار والتشاور بين الدول العربية حول نتائج هذه القضايا أمر مهم. وانتقد استمرار جماعة الحوثي في تحركها العسكري، وشدد على أهمية ترسيخ عملية «إعادة الأمل» ومعالجة الأوضاع الإنسانية. وذكر أن هناك تنسيقا وتشاورا دائمين مع المملكة العربية السعودية ودول التحالف لدعم استقرار اليمن وعودة الحكومة الشرعية. كما تحدث عن اهتمام مصر بقضايا العالمين العربي والأفريقي. وحول استضافة مصر لمؤتمر القبائل الليبية، أوضح أن مصر تعمل على مدار الساعة للتوصل إلى حل سياسي يعيد الأوضاع بالبلاد إلى مستقبل آمن ومستقر. وإلى أهم ما جاء بالحوار:
* الموضوع اليمني إلى أين، خاصة أن الأسابيع المنصرمة شهدت اتصالات واجتماعات، وهناك اجتماع في الرياض للحوار اليمني، وكذلك قمة خليجية أميركية في واشنطن، وأيضا تنسيق مصري سعودي حول مجمل ملفات الأزمة في المنطقة؟
- لا شك أن الأوضاع في اليمن تحتاج لمسعى جاد، وصولا إلى المخرج للأوضاع الإنسانية وما يتعرض له الشعب اليمني من عدم استقرار، وهو ما يستدعي ضرورة العمل على إيجاد وسيلة لعودة الشرعية واستعادة الاستقرار. ومن دون شك فإنه بعد انتهاء مرحلة «عاصفة الحزم» وبداية «عودة الأمل» أصبح من المأمول أن تتاح الفرص لمزيد من التفاعل على المستوى السياسي لتنفيذ القرار الذي صدر عن مجلس الأمن. وللأسف التحركات العسكرية لجماعة الحوثي يترتب عليها استمرار الحاجة لأعمال عسكرية لمقاومة هذه التحركات وحماية عدن، خاصة أن الحوثي يحاول يوميا دخول عدن والتحرك في أكثر من مكان، وكل ذلك يعقد من المشكلة ويزيد من صعوبة النطاق السياسي وفقا للمبادرة الخليجية، ومصر مستمرة في مشاركتها بالتحالف، وتتابع الدفع بكل الجهود المبذولة لوقف التصعيد، وتدعم هذه الجهود وتواصل اتصالاتها بالشركاء في التحالف لتقديم العون والتوصل إلى إطار سياسي يؤدي إلى وقف الاقتتال ودعم الشرعية وعودة الحكومة الشرعية لتولي مسؤوليتها وتحقيق الاستقرار في اليمن.
* هل هناك نية لدعوة مصر بصفتها رئيسة الدورة الحالية للقمة لعقد اجتماع عربي رفيع المستوى لتنسيق المواقف بعد اجتماع القمة الخليجية الأميركية للتعرف على نتائج الموقف الأميركي مما يحدث في المنطقة، ومما يشتعل من أزمات، بسبب تداعيات الموقف في اليمن؟
- مصر ليست على صلة مباشرة بالقمة الخليجية الأميركية، وعندما تمت الدعوة إليها كانت مختصرة على الاتفاق النووي الإيراني أكثر من اتصالها بأي موضوع آخر، لكن في ضوء الاجتماع لا يستبعد أن يتم تناول قضايا أخرى إقليمية ودولية وكذلك الأوضاع في اليمن وملفات فلسطين وسوريا، ونأمل أن يكون الاجتماع فرصة طيبة لتناول كل هذه القضايا، وننتظر إلى حين الاجتماع على المستوى الوزاري غدا، الذي يعقد في باريس وما يسفر عنه من نتائج.
* أقصد أن هناك من يرى أن تدعو مصر بوصفها رئيسة الدورة الحالية للقمة لمناقشة نتائج اجتماعات القمة الخليجية الأميركية على كل الدول العربية..
- نحن مع كل ما يسهم في تحقيق الاستقرار لتداول رؤية مشتركة مع الولايات المتحدة الأميركية كقوة دولية عظمى ودول مجلس التعاون، وننتظر ما ستسفر عنه حتى نقيمه ونرى إلى أي مدى يمكن أن نتفاعل معه.

* هناك قلق إقليمي ودولي وحتى أفريقي من التداعيات السلبية لأزمة اليمن وكذلك من استمرار تصاعد الأخطار؟
- بالتأكيد إن ما نشهده من اضطراب في العالم العربي، ودول تتفكك، وضغوط من قبل المنظمات الإرهابية، والأوضاع في سوريا وليبيا وحتى العراق والآن في اليمن، كلها أمور تنذر بوضع غير مستقر. والأزمة في اليمن لها تداعياتها على الأمن في البحر الأحمر، والأمن في خليج عدن وخطوط الملاحة الدولية، وهذا طبعا يجعل الأوضاع في اليمن محل اهتمام المجتمع الدولي، وتدخل قوى إقليمية تدعم فصائل وتؤجج هذه الأزمة، ومصر تولي كل ذلك اهتماما بالغا وتتابعه عن كثب بشكل وثيق، وتعمل على إيجاد الوسائل المناسبة من خلال الحوار والتنسيق مع الشركاء الخليجيين وأيضا في تواصلها مع الأطراف الدولية الفاعلة.
* ماذا عن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى روسيا، هل ستكون في إطار الاحتفال أم ستأخذ منحى آخر لبحث قضايا تهم البلدين؟
- مثل هذه المناسبات تكون فرصة للقاء على مستوى قمة سواء مع الرئيس فلاديمير بوتين أو مع رؤساء يشاركون في هذا الاحتفال للتشاور والتعرف على وجهات النظر المختلفة في ما يتعلق بالقضايا ذات الاهتمام المشترك، وتعتبر أيضا فرصة للقاءات على مستوى القمة.
* مصر تستضيف اجتماع القبائل الليبية.. هل سيلي ذلك بذل جهود لتمكين الليبيين من تشكيل حكومة تقود البلاد إلى بر الأمان؟
- مصر ملتزمة بالشأن الليبي على مدار الساعة، ونحن ننسق بشكل دقيق مع المبعوث الأممي وندعم جهوده ونعمل على نجاح مهمته، ونتحاور مع كل الأطراف الليبية التي تنبذ العنف والإرهاب، وتبدي الاستعداد لحل سياسي لما يحدث في ليبيا، وعلى استعداد لمقاومة مخاطر الإرهاب والتواصل مع الدول المتوسطية والعربية ودول الجوار، والجميع يولي هذه القضية اهتماما خاصا كدولة جوار تربطنا بشعبها علاقات وثيقة حميمة، وبالتالي علينا الاستمرار في بذل الجهد، ونأمل أن يكون هناك اعتراف من قبل الدول المتوسطية والدولية بأن مصر لها معرفة وقدرة على توجيه دفة هذا الأمر بشكل صحيح، ونحن نعاني من أحداث تجري في ليبيا وكذلك كل دول الجوار، وبالتالي هذه الدول لديها الفهم والاتصالات التي تؤهلها لأن تلعب دورا إيجابيا لحل هذه الأزمة.
* من الملاحظ أن السياسة الخارجية المصرية تركز على دعم الدول المطلة على البحر الأحمر وكذلك دول حوض النيل.. هل لديكم نية توسيع هذه الاستراتيجية حتى تصل إلى عمق تستفيد منه شعوب هذه المناطق؟
- بالتأكيد، ومصر أعلنت ذلك في كثير من المناسبات، ومنها مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمم الأفريقية ولقاءاته المتكررة مع الزعماء الأفارقة، وكذلك تحركات المسؤولين المصريين والتي من بينها زيارتي إلى إريتريا والسودان ودولة جنوب السودان وإثيوبيا، وهناك ترتيبات لزيارات قادمة في المنظور القريب، ولدينا اهتمام خاص بدول حوض النيل وكذلك اهتمام خاص بالدول المشاطئة بالبحر الأحمر، ونعمل بشكل فيه كثير من الحركة والاهتمام لدعم هذه العلاقات وتحقيق المصالح المشتركة، وفي يونيو (حزيران) لدينا اجتماع يعقد في شرم الشيخ (الكوميسا)، وقمة المجموعات الاقتصادية الثلاث التي تفتح مجالا وأسواقا في القارة الأفريقية، ولدى مصر قدرة تنافسية وإنتاجية تستطيع الاستفادة من هذه المشاريع المتجددة.
* ما هي القضايا التي سوف تهتم بها مصر حال فوزها بالمقعد غير الدائم في مجلس الأمن؟
- بالتأكيد ستهتم بقضايا بالدول النامية سواء كانت سياسية أو اقتصادية وأمنية، وكذلك الدول الأفريقية وكل ما تعاني منه خاصة فرص التنمية وتغير المناخ.
* ماذا بعد اجتماع رؤساء الأركان العرب في ما يتعلق بإنشاء قوة عربية مشتركة؟
- هناك فرق عمل فنية تعمل لوضع تصور لإنشاء هذه القوة، وهناك فترة زمنية مدتها أربعة أشهر.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».