دي ميستورا يلتقي أنان في جنيف حول سوريا.. وإيران تشارك بصفة «استشارية»

دي ميستورا يلتقي أنان  في جنيف حول سوريا..  وإيران تشارك بصفة «استشارية»
TT

دي ميستورا يلتقي أنان في جنيف حول سوريا.. وإيران تشارك بصفة «استشارية»

دي ميستورا يلتقي أنان  في جنيف حول سوريا..  وإيران تشارك بصفة «استشارية»

التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، سلفه كوفي أنان، ضمن جهوده في بحث تطبيق بنود مؤتمر جنيف في 30 يونيو (حزيران) عام 2014. بينما أكدت إيران أنها ستشارك في اجتماع «جنيف» حول القضية السورية بصفة استشارية.
وأكد ستيفان دي ميستورا عقب اللقاء، مساء الأربعاء الماضي، أنه بحث مع المبعوث السابق للأمم المتحدة إلى سوريا كوفي أنان، إمكانية دفع الأطراف السورية إلى العملية السياسية، بحسب وكالة «نوفوستي».
وبدأ دي ميستورا، في جنيف، مشاورات منفصلة مع أطراف من المعارضة السورية والمجتمع المدني ووفد من الحكومة السورية، في محاولة لإنعاش المفاوضات التي وصلت إلى طريق مسدود. وقال دي ميستورا: «نبدأ سلسلة نقاشات مباشرة مع كثير من الجهات الضالعة في النزاع السوري» لتقييم إمكانات بدء جولة جديدة من المفاوضات. وأضاف في تصريح صحافي: «في أواخر يونيو سنقيّم الوضع ونتخذ قرارًا بخصوص المرحلة التالية».
وأشار إلى الطابع الطارئ للوضع، معتبرا أن النزاع السوري هو «المأساة البشرية الأفظع منذ الحرب العالمية الثانية من حيث أثرها الإقليمي»، كما أكد على «ضرورة عدم التخلي» عن التصميم على حل الأزمة. وأضاف أن صعود تنظيم داعش غيّر الحقائق على الأرض منذ توقيع بيان جنيف. واقترح مراجعة البيان «ليعكس ذلك التغيير».
وأكدت الأمم المتحدة منذ الإعلان عن بدء هذه المشاورات، على أنها ستكون «منفصلة ولن تجمع الفرقاء على طاولة واحدة، وقد تستغرق وقتًا يتراوح ما بين 5 إلى 6 أسابيع، يقدم بعدها المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا تقريرا بملاحظاته عليها إلى الأمين العام للأمم المتحدة».
من جهة أخرى، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، أن إيران تشارك في اجتماع «جنيف» حول القضية السورية بصفة استشارية على مستوى الخبراء.
وقالت أفخم في مؤتمرها الصحافي الأربعاء الماضي، نقلتها وكالة فارس الإيرانية للأنباء، إن إيران كدولة مؤثرة في المنطقة وسوريا، و«بتأكيدها على السبيل السياسي وحق الشعب السوري في تقرير مصيره بنفسه، تشارك بصفة استشارية في هذه المحادثات التي تجري بصورة ثنائية وليست بهيئة اجتماع دولي.
وأوضحت أن المحادثات الراهنة في جنيف بدأت الثلاثاء الماضي على مستوى السفراء، بينما تشارك إيران بفريق خبراء.
وأكدت أن «الحوار الداخلي السوري - السوري من دون فرض شروط اللاعبين الأجانب، هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة».



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.