هل يحتاج غوارديولا بالفعل إلى مهاجم صريح؟

مانشستر سيتي فاز بالدوري الموسم الماضي وينافس حالياً على ثلاث بطولات قوية من دونه

مانشستر سيتي خرج مهزوماً أمام كريستال بالاس رغم السيطرة على مجريات المباراة وفرصه الضائعة (أ.ف.ب)
مانشستر سيتي خرج مهزوماً أمام كريستال بالاس رغم السيطرة على مجريات المباراة وفرصه الضائعة (أ.ف.ب)
TT

هل يحتاج غوارديولا بالفعل إلى مهاجم صريح؟

مانشستر سيتي خرج مهزوماً أمام كريستال بالاس رغم السيطرة على مجريات المباراة وفرصه الضائعة (أ.ف.ب)
مانشستر سيتي خرج مهزوماً أمام كريستال بالاس رغم السيطرة على مجريات المباراة وفرصه الضائعة (أ.ف.ب)

متى يكون المهاجم في مانشستر سيتي بالفعل مهاجما صريحا وليس مهاجما وهميا، بالشكل الذي نراه الآن عندما يدفع المدير الفني للسيتزنز، جوسيب غوارديولا، ببرناردو سيلفا أو رحيم سترلينغ أو جاك غريليش أو غابرييل جيسوس في الخط الأمامي؟ الإجابة: عندما يتعاقد النادي خلال الصيف المقبل مع المهاجم النرويجي الشاب إيرلينغ هالاند أو أي مهاجم آخر من الطراز الرفيع. إن هذه الأسماء التي أشرت إليها في الفقرة السابقة في تشكيلة مانشستر سيتي يعتمد عليها غوارديولا لسد الثغرة الواضحة في مركز رأس الحربة الصريح، لكنه يطلب من أي لاعب خط وسط يمتلك قدرات هجومية أن ينطلق للأمام ويشكل خطورة على مرمى الفرق المنافسة. ورغم هذا الوضع، يقدم مانشستر سيتي كرة قدم ممتعة ونجح في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي رغم عدم وجود رأس حربة صريح خلال معظم فترات الموسم، كما يستمر الوضع أيضا خلال الموسم الحالي.
ويتصدر مانشستر سيتي جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق نقطة وحيدة عن ملاحقه ليفربول، مع تبقي تسع جولات على نهاية الموسم. وفاز مانشستر سيتي على ساوثهامبتون في الدور ربع النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، وسيواجه أتليتكو مدريد الإسباني في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا، وهو ما يعني أن الفريق ينافس على ثلاث بطولات قوية يعتقد أنه قادر على الفوز بها، رغم صعوبة المهمة. ومع ذلك، يؤكد المدير الفني الإسباني على أن فريقه لا يزال بحاجة إلى التعاقد مع مهاجم صريح. وبالتالي، من المرجح أن يسعى النادي خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة للتعاقد مع مهاجم توتنهام، هاري كين، الذي فشل في ضمه الموسم الماضي.


هالاند قد يكون إضافة قوية لمانشستر سيتي (غيتي) - ستيرلينغ وغريليش مهاجمان وهميان في غياب مهاجم صريح (رويترز)

كما برز اسم المهاجم النرويجي الشاب إرلينغ هالاند ضمن قائمة المهاجمين الذين يسعى مانشستر سيتي للتعاقد مع أحدهم. وبعد تعثر أمام كريستال بالاس وإهدار لاعبي مانشستر سيتي لعدد كبير من الفرص المحققة في تلك المباراة، كان من البديهي أن يُسأل غوارديولا مرة أخرى عن إمكانية التعاقد مع هالاند، وكيف يمكن للنادي أن ينافس على البطولات والألقاب رغم عدم امتلاكه لمهاجم صريح قادر على إحراز 20 هدفا كل موسم. لكن غوارديولا تعامل مع الأمر بدهاء شديد واستبق بالفعل كل هذه الأسئلة والسيناريوهات، قائلاً إنه «يشعر بأنه يُقتل» كلما أهدر فريقه النقاط بسبب عدم وجود مهاجم صريح قادر على هز الشباك، فيما قال بشأن إمكانية التعاقد مع هالاند إن «مانشستر سيتي يحتاج بالتأكيد إلى مهاجم صريح».
في الحقيقة، يعد هذا بمثابة تغير واضح في طريقة حديث المدير الفني الإسباني المغرم بلاعبي خط الوسط منذ أيام تدريبه لبرشلونة، فيما يتعلق بالرغبة في التعاقد مع مهاجم. ثم هناك نقطة أخرى يعكسها جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وهي أن المتصدر مانشستر سيتي يأتي في المركز الثاني من حيث عدد الأهداف التي أحرزها حتى الآن (68 هدفاً)، خلف ليفربول الذي يفتقر أيضا إلى مهاجم صريح يقدم مستويات ثابتة.
من الواضح أن روبرتو فيرمينو هو المهاجم الصريح للريدز، لكن اللاعب البرازيلي لم يسجل سوى 12 هدفا، وتسعة أهداف، وتسعة أهداف في المواسم الثلاثة الماضية بالترتيب، في حين أحرز خمسة أهداف فقط هذا الموسم، والذي لم يلعب فيه سوى 16 مرة بسبب الإصابة. لكن ليفربول لديه محمد صلاح - الفائز بالحذاء الذهبي في موسم 2016 - 2017 والذي سجل 22 هدفا و19 هدفا و22 هدفا في المواسم الثلاثة التالية، ولديه 20 هدفا في الموسم الحالي - بالإضافة إلى ساديو ماني، الذي سجل 12 هدفا هذا الموسم، و11 و18 و22 هدفا في المواسم الثلاثة السابقة)، وديوغو جوتا، الذي سجل تسعة أهداف الموسم الماضي و13 هدفا هذا الموسم.
في المقابل، يمتلك مانشستر سيتي عددا كبيرا من اللاعبين الذين يمكنهم تسجيل الأهداف. وفي المواسم الثلاثة الأولى لغوارديولا في ملعب الاتحاد، سجل المهاجم الأرجنتيني سيرخيو أغويرو، الذي رحل عن النادي، 20 و21 و21 هدفا. ونجح أغويرو في قيادة النادي في آخر موسمين للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وشهد الموسم الأول تسجيل سترلينغ 18 هدفا، وجيسوس 13 هدفا، وليروي ساني 10 أهداف. في حين شهد الموسم الثاني تسجيل سترلينغ 17 هدفا، وساني عشرة أهداف، بينما سجل كل من برناردو سيلفا ورياض محرز وجيسوس سبعة أهداف. وخلال الموسم الجاري، سجل كل من سترلينغ ومحرز 10 أهداف، في حين سجل كيفين دي بروين تسعة أهداف، وفيل فودين وسيلفا سبعة أهداف لكل منهما.
لقد ترك رحيل أغويرو - الهداف التاريخي للنادي بـ260 هدفا - فجوة هائلة في خط هجوم الفريق، وهذا هو السبب في أن مانشستر سيتي كان يسعى بكل قوة للتعاقد مع هاري كين، ويسعى الآن للتعاقد مع هالاند. وتشير أرقام المهاجم النرويجي الشاب مع بوروسيا دورتموند إلى أنه أحرز 16 هدفا وصنع ستة أهداف أخرى في 15 مباراة في الدوري الألماني الممتاز، وأحرز 23 هدفاً في 22 مباراة في جميع المسابقات، بما في ذلك ثلاثة أهداف في ثلاث مباريات في دوري أبطال أوروبا. أما الأرقام الإجمالية فتشير إلى أنه أحرز 80 هدفا في 80 مباراة بقميص بوروسيا دورتموند، و20 هدفا في 20 مباراة مع فريق مولده النرويجي، و29 هدفا في 27 مباراة مع سالزبورغ، و12 هدفا في 15 مباراة مع منتخب النرويج.
من المؤكد أن هذه الحصيلة التهديفية الرائعة هي أحد الأسباب التي تجعل غوارديولا حريصا على التعاقد مع المهاجم البالغ من العمر 21 عاماً: تخيل عدد الأهداف التي كان سيسجلها مانشستر سيتي لو كان يضم لاعبا مثل هالاند في تشكيلته الأساسية! لكن هناك نقطة أخرى تتعلق بدفاع مانشستر سيتي وكيف تحاول الفرق المنافسة اختراقه. ولكي ندرك هذا الأمر يتعين علينا أن ننظر إلى المباراة التي خسرها مانشستر سيتي أمام كريستال بالاس بهدفين دون رد، والمباراة التي خسرها أمام توتنهام بثلاثة أهداف مقابل هدفين، بالإضافة إلى عدد لا يحصى من المباريات التي تعرض فيها مرمى مانشستر سيتي لخطورة هائلة بسبب الهجمات المرتدة السريعة في المساحات الخالية فور قطع الفريق المنافس للكرة في الوقت الذي يلعب فيه مانشستر سيتي بخط دفاع متقدم.
وتتطلب الخطط التكتيكية للفرق المنافسة اللعب بتكتل دفاعي يجعل من الصعب على لاعبي مانشستر سيتي اختراقه. وفي معظم المباريات، يكون هذا مصحوبا بشن هجمات مرتدة سريعة ونقل الكرات الطولية بسرعة إلى المهاجمين أو الجناحين على طرفي الملعب. وعندما يفشل مانشستر سيتي في اختراق الدفاعات المتكتلة للفرق المنافسة، يكون غوارديولا في أشد الحاجة إلى مهاجم صريح يمتلك قدرات خاصة تمكنه من استغلال أنصاف الفرص أمام المرمى. يقول المدير الفني الإسباني عن ذلك: «لو كان لدينا مهاجم للعبنا بطريقة مختلفة، لكن إذا لم يكن لديك مهاجم صريح فيتعين عليك التكيف مع القدرات والإمكانيات التي لديك».
إن ما يجب أن يمتلكه هالاند - أو أي مهاجم صريح – هو أن يتحلى بالمرونة التي تمكنه من التأقلم مع الطريقة التي يلعب بها مانشستر سيتي في حال استحواذه على الكرة وفي حال خسارتها. من الواضح أن المهاجم النرويجي يمتلك هذه المرونة، كما يتضح من الهدف الذي أحرزه ماركو رويس في المباراة التي خسرها بوروسيا دورتموند أمام مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي بهدفين مقابل هدف نظيف، حيث تراجع هالاند إلى الخلف ليقوم بدور صانع الألعاب وكان هو بالفعل من صنع هذا الهدف لرويس.
لذا، فمن خلال السعي للتعاقد مع هالاند (أو أي مهاجم آخر)، يريد غوارديولا الحصول على خدمات لاعب ذكي قادر على التمرير بدقة بالغة والتحرك بشكل واع، لكن يجب أن يمتلك أيضا قدرة أغويرو على استغلال أنصاف الفرص، وهو الأمر الذي سيكون بمثابة إضافة هائلة لهذا الفريق المدجج بالنجوم بالفعل. ولو حدث ذلك فمن المؤكد أن هذا سيثير الرعب في نفوس المنافسين!


مقالات ذات صلة

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد تعاقده مع سيتي معلنا التحدي بإعادة الفريق للقمة سريعا (رويترز)

غوارديولا أكد قدرته على التحدي بقرار تمديد عقده مع مانشستر سيتي

يُظهر توقيع جوسيب غوارديولا على عقد جديد لمدة عام واحد مع مانشستر سيتي أن المدير الفني الإسباني لديه رغبة كبيرة في التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه فريقه

جيمي جاكسون (لندن)

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
TT

«بوندسليغا»: ليفركوزن وشتوتغارت يستعيدان نغمة الفوز

رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)
رفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس (أ.ف.ب)

استعاد باير ليفركوزن حامل اللقب نغمة الانتصارات بفوزه الكاسح على مضيفه هوفنهايم 4 - 1، السبت، ضمن المرحلة الثالثة للدوري الألماني لكرة القدم.

وكان «فيركسليف» تعرّض لخسارته الأولى هذا الموسم على يد لايبزيغ في المرحلة الثانية 2 - 3، وهي الأولى أيضاً في الدوري منذ 463 يوماً، وتحديداً منذ سقوطه أمام بوخوم 0 - 3 في مايو (أيار) 2023.

وسجّل لليفركوزن الفرنسي مارتين تيرييه (17) والنيجيري فيكتور بونيفاس (30 و75) وتيمو فيرتس (71 من ركلة جزاء)، فيما سجّل لهوفنهايم ميرغيم بيريشا (37).

ورفع ليفركوزن رصيده إلى 6 نقاط في المركز الخامس، فيما تجمّد رصيد هوفنهايم عند 3 نقاط في المركز الـ12.

وحصد شتوتغارت وصيف البطل الموسم الماضي فوزه الأول هذا الموسم بعد انطلاقة متعثرة بتخطيه مضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ 3 - 1.

وسجّل لشتوتغارت دينيز أونداف (21) والبوسني إرميدين ديميروفيتش (58 و61)، في حين سجّل لمونشنغلادباخ الفرنسي الحسن بليا (27).

واستهل شتوتغارت الموسم بشكل سيئ، فخسر مباراته الأولى أمام فرايبورغ 1 - 3، ثمّ تعادل أمام ماينتس 3 - 3.

وفشل لايبزيغ في تحقيق فوزه الثالث من 3 مباريات بعد أن اكتفى بالتعادل أمام أونيون برلين من دون أهداف.

وكانت الفرصة سانحة أمام لايبزيغ لاعتلاء الصدارة بالعلامة الكاملة، لكنه فشل في هزّ شباك فريق العاصمة.

وفي النتائج الأخرى، فاز فرايبورغ على بوخوم 2 - 1.

ويدين فرايبورغ بفوزه إلى النمساوي تشوكوبويكي أدامو (58 و61)، بعدما كان الهولندي ميرون بوادو منح بوخوم التقدم (45).

ورفع فرايبورغ رصيده إلى 6 نقاط من 3 مباريات، فيما بقي بوخوم من دون أي فوز وأي نقطة في المركز الأخير.

كما تغلب أينتراخت فرانكفورت على مضيفه فولفسبورغ 2 - 1.

وتألق المصري عمر مرموش بتسجيله هدفي الفوز لفرانكفورت (30 و82 من ركلة جزاء)، في حين سجّل ريدل باكو هدف فولفسبورغ الوحيد (76).

ويلتقي بايرن ميونيخ مع مضيفه هولشتاين كيل الصاعد حديثاً في وقت لاحق، حيث يسعى العملاق البافاري إلى مواصلة انطلاقته القوية وتحقيق فوزه الثالث بالعلامة الكاملة.

وتُستكمل المرحلة، الأحد، فيلتقي أوغسبورغ مع ضيفه سانت باولي، فيما يلعب ماينتس مع فيردر بريمن.