هل يصمد فولهام تحت الأضواء مع الكبار الموسم القادم؟

الفريق يتصدر جدول ترتيب دوري الدرجة الأولى ومرشح للصعود إلى «الممتاز»

مهاجم فولهام ألكسندر ميتروفيتش سجل 35 هدفاً هذا الموسم ليصبح هداف دوري الدرجة الأولى (غيتي)
مهاجم فولهام ألكسندر ميتروفيتش سجل 35 هدفاً هذا الموسم ليصبح هداف دوري الدرجة الأولى (غيتي)
TT

هل يصمد فولهام تحت الأضواء مع الكبار الموسم القادم؟

مهاجم فولهام ألكسندر ميتروفيتش سجل 35 هدفاً هذا الموسم ليصبح هداف دوري الدرجة الأولى (غيتي)
مهاجم فولهام ألكسندر ميتروفيتش سجل 35 هدفاً هذا الموسم ليصبح هداف دوري الدرجة الأولى (غيتي)

رغم التعادل مع بارنسلي 1 - 1 والخسارة أمام ويست بروميتش ألبيون 0 - 1 في المرحلتين السابقتين، فإن فولهام ما زال يتصدر دوري الدرجة الأولى (تشامبيونشيب) بفارق ثماني نقاط عن بورنموث صاحب المركز الثاني. ويقترب فولهام من الصعود من دوري الدرجة الأولى للمرة الثالثة في غضون خمس سنوات. صحيح أن الطريق لا يزال طويلا، لكن يبدو أن فولهام سيعود قريبا إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. أليس هذا مثيراً؟
قد لا ترى أن هذا أمر مثير للإعجاب، وأنه من الإنصاف الإشارة إلى أن الإثارة الأكبر في بطولة دوري الدرجة الأولى هذا الموسم موجودة في كل مكان آخر تقريباً، كما هو الحال مع لوتون تاون، الذي وجد لنفسه مكانا بين الكبار في دوري الدرجة الأولى بعد ثماني سنوات فقط من اللعب في دوريات الهواة؛ أو في نادي ميدلسبره، الذي لم يهزم مانشستر يونايتد وتوتنهام هوتسبير فقط في كأس الاتحاد الإنجليزي منذ تولى كريس وايلدر المسؤولية، ولكنه عاد مرة أخرى إلى المراكز المؤهلة لملحق الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز؛ أو في الواقع في نادي بلاكبيرن، الذي يستحق الإشادة بعد عودته إلى المسار الصحيح واحتلاله أحد المراكز المؤهلة للمشاركة في ملحق الصعود بعدما تعرض لأكبر هزيمة على ملعبه في تاريخه، وهي الخسارة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أمام فولهام بسباعية نظيفة.
لقد رحل عدد كبير من اللاعبين المهمين عن فولهام بعد هبوط الفريق من الدوري الإنجليزي الممتاز في عام 2021، لكن الفريق واصل تقديم مستويات جيدة وكان أحد المرشحين قبل بداية الموسم للصعود للدوري الإنجليزي الممتاز. لكن هذا لم يكن يعني ضمان تصدر الفريق لجدول ترتيب دوري الدرجة الأولى، خاصة أن الناديين اللذين هبطا معه كان من المتوقع أن ينافسا بقوة على صدارة جدول ترتيب دوري الدرجة الأولى والعودة للدوري الإنجليزي الممتاز: شيفيلد يونايتد قاتل من أجل العودة إلى المراكز المؤهلة للمشاركة في ملحق الصعود، وويست بروميتش ألبيون يجد الأمر أكثر صعوبة، في ظل المشاكل الداخلية التي يعاني منها.
وبينما يبحث مالك وست بروميتش ألبيون عن مشترين للنادي، يمكن لمالك فولهام، شهيد خان، أن يبدأ في تصوير نفسه وهو يشاهد لاعبين مثل محمد صلاح وجاك غريليش وهم يلعبون أثناء غوصه في حوض السباحة الموجود على السطح الذي سيكون جزءاً من مدرج «ريفرسايد ستاند» الذي يتم إنشاؤه بملعب «كرافين كوتيتدج»! وفي هذه المرحلة، من المناسب أن نتساءل عما إذا كان الدوري الإنجليزي الممتاز يحتاج حقاً إلى نادٍ آخر من لندن، أو أن نأسف على عدد الأندية اللندنية الموجودة في الدوري الإنجليزي الممتاز مقارنة ببقية البلاد. على أي حال، يخطط خان، الذي كان مهتماً بشراء ويمبلي في 2018 لكسب المال من خلال جعل «كرافين كوتيتدج» أكثر من مجرد ملعب لكرة القدم.
لكن كرة القدم تستحق المشاهدة أيضاً، حيث يقدم فولهام مستويات جيدة للغاية هذا الموسم. وحتى لو كنت تعتقد أن تصدر الفريق لجدول ترتيب دوري الدرجة الأولى هو شيء متوقع وطبيعي، فإن كرة القدم التي يقدمها الفريق تحت قيادة ماركو سيلفا أفضل بكثير من تلك التي كان يقدمها في عهد، سكوت باركر، والدليل على ذلك أن الفريق حقق الفوز في 12 مباراة هذا الموسم بفارق ثلاثة أهداف أو أكثر. لم يكن بلاكبيرن هو الفريق الوحيد الذي خسر على أرضه بسباعية نظيفة - فقد عانى ريدينغ من محنة مماثلة – وفاز فولهام بستة أهداف على كل من برمنغهام وبريستول سيتي. ورغم تبقي عشر جولات على نهاية الموسم، فقد سجل فولهام أهدافاً أكثر من سبعة أندية من الأندية الفائزة بلقب دوري الدرجة الأولى خلال السنوات العشر الأخيرة، ويمكن أن ينهي الموسم باستقبال أهداف أقل من الأهداف التي استقبلها أي فريق من هذه الفرق خلال السنوات العشر الأخيرة.
سجل ألكسندر ميتروفيتش 35 هدفاً في الدوري، وهو معدل هائل يجعلنا نتذكر جورج كامسيل، الذي يحمل الرقم القياسي كصاحب أكبر عدد من الأهداف في موسم واحد في دوري الدرجة الأولى عندما أحرز 59 هدفا بقميص ميدلسبره في موسم 1926 - 1927. وقد نجح كامسيل في تسجيل هذا العدد الهائل من الأهداف رغم تنازله عن مهمة تسديد ركلات الجزاء لفريقه بعدما شعر بالخجل عقب إهداره ركلة جزاء في كأس الاتحاد الإنجليزي أمام ميلوول، الذي كان يلعب آنذاك في الدوري الأدنى. ويقدم فابيو كارفالو، البالغ من العمر 19 عاماً، مستويات استثنائية في خط الوسط بفضل قوته البدنية الهائلة وقدرته على التحول من الدفاع للهجوم بسرعة كبيرة وذكائه الشديد.
وكان الهدف الرائع الذي أحرزه هاري ويلسون في مرمى بلاكبيرن (2 - صفر) لصالح فولهام، تتويجا لجهود اللاعب خلال الموسم الحالي، كما يقدم نيكو ويليامز مستويات مذهلة منذ انضمامه لفولهام قادما من ليفربول على سبيل الإعارة في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، وقد رأينا لمحة من ذلك خلال مباراة بلاكبيرن عندما قطع الكرة من أمام منطقة جزاء فريقه وانطلق بها بسرعة هائلة إلى الأمام ورأى حارس مرمى بلاكبيرن متقدما ليلعب الكرة من منتصف الملعب لتصطدم بالعارضة. ومع تألق جان ميشيل سيري أو ناثانيال شالوبا أمام خط الدفاع القوي بقيادة توسين أدارابيويو، الذي يقدم مستويات أنيقة طوال الموسم، يقدم فولهام كرة قدم ممتعة تستحق المشاهدة.
في الحقيقة، نادرا ما كنا نرى ذلك تحت قيادة سكوت باركر. وقبل أن يشرف باركر على هبوط الفريق من الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، كان هو من قاده للصعود من دوري الدرجة الأولى من خلال ملحق الصعود، وكان يعتمد في تلك الفترة على العديد من اللاعبين الذين يعتمد عليهم المدرب ماركو سيلفا الآن، لكنه كان يقدم كرة قدم رتيبة ومملة، تشبه إلى حد كبير الكرة التي يلعبها الآن بورنموث. ويتولى باركر قيادة بورنموث منذ رحيله عن فولهام الصيف الماضي، وهو الآن يحتل الوصافة ويعد أقرب المنافسين لفولهام وله مباراة مؤجلة. ويقدم هدرسفيلد، صاحب المركز الرابع، كرة قدم جميلة تحت قيادة المساعد السابق لمارسيلو بيلسا، كارلوس كوربيران.
إن ما حدث لبيلسا مؤخرا مع ليدز يونايتد يعد بمثابة تذكير واضح بأن ما ينجح في دوري الدرجة الأولى قد لا ينجح في الدوري الإنجليزي الممتاز من دون القيام بإصلاحات وتعديلات حقيقية. وعلاوة على ذلك، فإن احتلال نوريتش سيتي، الفائز بلقب دوري الدرجة الأولى عامي 2019 و2021 للمركز الأخير في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز يعد بمثابة تحذير أيضا وتذكرى بالفجوة المتنامية بين المسابقتين، ويكشف أن الأندية الصاعدة للدوري الإنجليزي الممتاز يتعين عليها أن تطور من نفسها سريعا حتى لا تجد أنفسها تهبط سريعا، كما حدث بالطبع مع فولهام خلال السنوات الأخيرة.


مقالات ذات صلة

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد تعاقده مع سيتي معلنا التحدي بإعادة الفريق للقمة سريعا (رويترز)

غوارديولا أكد قدرته على التحدي بقرار تمديد عقده مع مانشستر سيتي

يُظهر توقيع جوسيب غوارديولا على عقد جديد لمدة عام واحد مع مانشستر سيتي أن المدير الفني الإسباني لديه رغبة كبيرة في التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه فريقه

جيمي جاكسون (لندن)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.