سنوات السينما

مشهد من «غبريال»
مشهد من «غبريال»
TT

سنوات السينما

مشهد من «غبريال»
مشهد من «غبريال»

‫Gabrielle‬
- (2005)
- جوزف كونراد
- على شاشة باتريس شَرو
- وسط ★★
■ «غبريال» فيلم مفاجئ من حيث إنه يختزن، أكثر مما مضى، مهنتي المخرج الفرنسي باتريس شَرو في شكل واحد، وهما المسرح والسينما. الفيلم سينمائي تماماً ومسرحي جداً في الوقت ذاته. الصفة الأولى مترجمة إلى استخدام «سوبر 35 مليمتر» الذي يمنحك الشاشة العريضة، وإلى كيفية استخدامها وتحريك الكاميرا من زوايا مختلفة. أيضاً يلعب عنصر الانتقال من الأسود والأبيض إلى الألوان دوره في هذا الاتجاه، كون المسرح لا يمكن أن يكون بلا ألوان. الناحية الثانية مترجمة إلى وسيلة التخاطب، تخاطب الممثلين أحدهم إلى الآخر، ووسيلة تخاطب بعضهم (تحديداً الزوج) إلى المشاهدين (عبر التعليق الصوتي) ثم نوعية الحوار المستخدم. بذلك هو فيلم براغماتي النزعة إلى حد ملحوظ، ولو أنه أكثر حيوية وحركة من فيلم للمخرج السويدي الكبير.
يلعب باسكال غريغوري شخصية زوج من النوع الذي لا تتمناه أي امرأة، إذ تهيمن عليه نوازع السيطرة على الآخر. يكيل المديح لنفسه وحياته، ويميل إلى التبجح والغلظة في المشاعر والأداء. إيزابل أوبير هي الزوجة التي تقرر أن الوقت حان لكي تتوقف عن البذل والخروج من تحت هذه السيطرة، ولو كلّفتها البيت والمركز الاجتماعي.
في الرواية القصيرة التي كتبها جوزف كونراد بعنوان «العودة» The Return في نحو 40 صفحة، ليس هناك وجود حقيقي لشخصية الزوجة. هي بالكاد مذكورة في عدد من الفقرات. التركيز الأساسي على الزوج. كان على شَرو تكبير حجم دور الزوجة، إلى ما هو عليه في الفيلم، واستبدال أسلوب كونراد القائم، دوماً، على الوصف والنثر بالحوار (وكثير منه في الواقع).
يبدأ الفيلم بالأبيض والأسود، مع جان (غريغوري)، ثم ينتقل إلى الألوان مع حفلة عشاء تحضرها شخصيات لوي بونويل البرجوازية (الزمن هو قبيل الحرب العالمية الأولى) من دون السخرية أو المشاهد السوريالية التي اعتاد عليها المخرج الإسباني. صوت جان معلّقاً على ما نراه يبدأ مع الفيلم، ثم يعود لاحقاً ليعلمنا كم هو معتز بمجموعة الأصدقاء والمعارف التي ينتمي إليها ككاتب ومثقّف. كبرياؤه تُجرح حين يقرأ رسالة من زوجته توضح فيها أنها تريد تركه، ثم تُستعاد الجروح العاطفية حين تعود إليه من دون بصيص أمل في تغيير موقفه. تتناوب بعد ذلك المواقف التي تؤكد على أن الحياة الزوجية بينهما لم تكن يوماً مناسبة لأي منهما.
مع تصاعد الأزمة بين الرجل وزوجته يميل شَرو إلى مزيد من استعراضاته البصرية المناسبة في مشاهد دون أخرى. لا شيء هنا يحمل عمقاً أو وصفاً صامتاً كون المعالجة تعتمد على شرح ما يدور بالحوار وليس بالصمت. لكن الأذى الناتج عن هذا التقليد لا يترك التأثير حين النظر إلى الفيلم كله، وما حققه المخرج من حسنات على صعيدي الدراما وإدارة الممثلين.
■ باتريس شَرو:
مارس شَرو (1944 - 2013) الإخراج المسرحي والسينمائي بنشاط منذ الستينات وما بعدها. ثم عُيّن سنة 1966 مديراً للمسرح الشعبي في إحدى ضواحي باريس، ونجاحه هناك ساعده على تكوين ما صبا إليه من نجاح وشهرة. وربما آثر المسرح (والمسرح الأوبرالي كذلك) على العمل في السينما، إذ لم يحقق أكثر من 10 أفلام في حياته. ثقافته وموهبته دفعا المخرج البولندي أندريه فايدا لمنحه أحد الأدوار الرئيسية في فيلمه «دانتون» (1982) ثم جاء دور المخرج المصري يوسف شاهين الذي منحه بطولة فيلمه «وداعاً بونابرت»

ضعيف ★ وسط ★★ جيد ★★★
ممتاز ★★★★ تحفة ★★★★★


مقالات ذات صلة

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

نجم بوليوود عامر خان يصرف النظر عن الاعتزال ويواصل التمثيل والإنتاج

نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)
نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)
TT

نجم بوليوود عامر خان يصرف النظر عن الاعتزال ويواصل التمثيل والإنتاج

نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)
نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)

خطرت فكرة اعتزال السينما في بال نجم بوليوود، عامر خان، في خضمّ فترة التأمل التي أمضاها خلال جائحة كوفيد-19، لكنّ الممثل والمنتج الهندي بدّل رأيه مذّاك ويعتزم مواصلة مسيرته المهنية الغنية التي بدأت في سبعينات القرن العشرين.

وقال خان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، خلال مقابلة أجرتها معه في لندن، إنه مرّ قبل بضع سنوات بمرحلة إعادة نظر ذاتية.

وأضاف: «كان ذلك خلال أزمة كوفيد، وكنت أفكر في كثير من الأمور، وأدركت أنني قضيت حياتي بأكملها في عالم السينما السحري هذا منذ أن أصبحت بالغاً».

وتولى عامر خان بطولة عدد كبير من الأفلام التي حققت نجاحاً تجارياً واسعاً في بلده، ومنها «3 بلهاء» و«دانغال»، و«نجوم على الأرض»، كما اشتهر عامر خان بإنتاج وبطولة فيلم «لاغان Lagaan» الذي كان بين الأعمال المرشحة لجائزة الأوسكار للأفلام الأجنبية عام 2002.

وتابع خان الذي بدأت مسيرته التمثيلية منذ الطفولة في السبعينات، وأصبح لاسمه ارتباط وثيق ببوليوود: «لقد أدركت أنني لم أعطِ حياتي الشخصية الأهمية التي كنت أرغب فيها».

وزاد: «واجهتُ صعوبة في التغلب على الشعور بأنني أهدرت الكثير من الوقت، وكنت أشعر بالكثير من الذنب... كان رد فعلي الأول القول إنني اكتفيت من السينما».

لكنّ عائلته، وخصوصاً ابنه وابنته، أقنعته بالعدول عن الاعتزال. وقال: «في رأسي كنت أقول سأتوقف. ثم لم أفعل ذلك».

والآن، مع اقتراب عيد ميلاده الستين في مارس (آذار)، يريد عامر خان، الذي يعيش في مومباي، «مواصلة التمثيل والإنتاج لبعض الوقت».

«أحب أن أفاجئ جمهوري»

ويعتزم النجم الهندي أيضاً جعل شركته للإنتاج «عامر خان بروداكشنز» منصة «لتشجيع المواهب الجديدة التي تكون أحاسيسها قريبة» من أحساسيسه و«تريد أن تروي القصص» التي تهمه.

ومن ذلك مثلاً فيلم «لاباتا ليديز» Laapataa Ladies الكوميدي عن شابتين من منطقة ريفية في الهند، يطرح موضوع الزواج ووضع المرأة في بلده، وقد شارك في إنتاجه مع زوجته السابقة كيران راو، وحضر أخيراً إلى لندن للترويج له.

ويتناول عدد من أفلام عامر خان قضايا اجتماعية، مثل حقوق المرأة في المناطق الريفية، أو الصناعة الرياضية، أو الضغط المفرط في التعليم العالي أو حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

لكن خان يرفض أن يحبس نفسه في نوع واحد فقط من الأفلام أو الأدوار، وقال في هذا الصدد: «أحب التنويع والتطرق إلى قصص مختلفة. أحب أن أفاجئ نفسي وجمهوري».

ولم يتردد النجم البوليوودي في انتقاد نفسه أيضاً، مشيراً إلى أنه «غير راضٍ» عن أدائه في فيلم «لا سينغ شادا» Laal Singh Chaddha الهندي المقتبس من فيلم «فورست غامب» تم إنتاجه عام 2022، لكنه لم يحظَ بالاستحسان المألوف الذي تُقابَل به أعماله.

وأما في «أن يكون هذا الفيلم أفضل»، في إشارة إلى عمله الجديد «سيتار زامين بار» Sitaare Zameen Par الذي يُطرَح قريباً.

ورغم فوزه بالعشرات من الجوائز السينمائية في الهند بالإضافة إلى ثالث أعلى وسام مدني في بلده، فإن عامر خان يحرص على تقويم كل فيلم من أفلامه.

وشدّد على أن «إخراج فيلم أمر بالغ الصعوبة». وقال: «عندما أنظر إلى الفيلم الذي أخرجناه، ثم إلى السيناريو الذي كتبناه، أتساءل هل حقق الفيلم الأهداف التي حددناها».

وأضاف: «إذا وصلنا إلى ما أردناه، وصنعنا الفيلم الذي أردناه، فيشكّل ذلك ارتياحاً كبيراً».