الجفاف وراء هجرة «الفايكينغ» من غرينلاند

مجموعة من الفايكينغ تبحر من جنوب غرينلاند (شويتستوك)
مجموعة من الفايكينغ تبحر من جنوب غرينلاند (شويتستوك)
TT

الجفاف وراء هجرة «الفايكينغ» من غرينلاند

مجموعة من الفايكينغ تبحر من جنوب غرينلاند (شويتستوك)
مجموعة من الفايكينغ تبحر من جنوب غرينلاند (شويتستوك)

شكل تخلي شعوب الفايكنغ (الدول الإسكندنافية التي تشكل السويد والدنمارك والنرويج وآيسلندا) عن جنوب غرينلاند التي أقاموا فيها مستوطنات ناجحة، أحد أكبر الألغاز في تاريخ القرون الوسطى المتأخر.
وبينما كان الرأي السائد هو أن درجات الحرارة الأكثر برودة، المرتبطة بالعصر الجليدي، ساعدت في جعل المستوطنات غير مستدامة، استبعد بحث جديد قادته جامعة ماساتشوستس أمهيرست الأميركية، ونشر أول من أمس في دورية «ساينس أدفانسيس»، هذه النظرية القديمة، ورجح أن يكون السبب وراء ذلك الجفاف.
وعندما استقر الإسكندنافيون فيما أطلقوا عليه «المستوطنة الشرقية» في غرينلاند عام 985 ميلادية، أزالوا الشجيرات وزرعوا الحشائش كمرعى لمواشيهم، وبلغ عدد سكان المستوطنة الشرقية ذروته عند نحو 2000 نسمة، لكنه تغير الحال بسرعة إلى حد ما بعد نحو 400 عام.
ولعقود من الزمان، اعتقد علماء الأنثروبولوجيا والمؤرخون والعلماء أن زوال المستوطنة الشرقية كان بسبب بداية العصر الجليدي الصغير، وهي فترة من الطقس البارد بشكل استثنائي، لا سيما في شمال المحيط الأطلسي، جعلت الحياة الزراعية في غرينلاند غير مقبولة.
ويشير ريموند برادلي، أستاذ علوم الأرض بجامعة ماساتشوستس أمهيرست الأميركية، وأحد المؤلفين المشاركين بالدراسة في تقرير نشره أول من أمس: «قبل هذه الدراسة، لم تكن هناك بيانات من الموقع الفعلي لمستوطنات الفايكنغ، وهذه مشكلة، وتم أخذ البيانات الجليدية الأساسية التي استخدمتها الدراسات السابقة لإعادة بناء درجات الحرارة التاريخية في غرينلاند من موقع يزيد عن 1000 كيلومتر إلى الشمال وأكثر من 2000 متر أعلى في الارتفاع».
ويقول برادلي: «أردنا دراسة كيفية تنوع المناخ بالقرب من المزارع الإسكندنافية نفسها، وعندما فعلنا ذلك، كانت النتائج مفاجئة». سافر برادلي وزملاؤه إلى بحيرة تسمى بحيرة 578. وهي مجاورة لإحدى أكبر مجموعات المزارع في المستوطنة الشرقية، وهناك أمضوا ثلاث سنوات في جمع عينات الرواسب من البحيرة، وجمعوا ألفي عينة.
ومن خلال تحليل اثنين من العلامات المختلفة بالعينات، تم اكتشاف مفاجأة تأثير الجفاف، والعلامة الأولى، هي هياكل دهنية تعرف باسم (BrGDGT)، والتي يمكن استخدامها لإعادة بناء درجة الحرارة، ويمكن ربط الهياكل المتغيرة للدهون مباشرة بدرجة الحرارة المتغيرة، أما العلامة الثانية، فهي مشتقة من الطلاء الشمعي على أوراق النبات، لتحديد معدلات فقدان الأعشاب والنباتات الأخرى المدعمة للماشية بسبب التبخر، فهو مؤشر على مدى الجفاف.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».