اللوائح الانتخابية أقصى شمال لبنان تبحث عن تأمين «التمويل الذاتي»

لأن المرجعيات السياسية في عكار تنأى بنفسها عن التدخل

TT

اللوائح الانتخابية أقصى شمال لبنان تبحث عن تأمين «التمويل الذاتي»

قال مصدر عكاري إن استمرار المفاوضات التي تتولاها القوى السياسية المعنية بالانتخابات عن دائرة عكار (7 مقاعد نيابية) تؤخر ولادة اللوائح باستثناء اللائحة التي تشكلت من النواب هادي حبيش، وليد البعريني، محمد سليمان، والمرشحين إبراهيم المصومعي، جوليا حنا، سجيع عطية، أحمد رستم. ولفت إلى أن المنافسة الانتخابية ستدور بين اللائحة التي شكلت، وبين ثلاثة لوائح الأولى مدعومة من محور «الممانعة» الذي يضم «التيار الوطني الحر» وحزبي «البعث» الموالي للنظام السوري و«السوري القومي الاجتماعي»، في حال توصل السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي بالتعاون مع «حزب الله» إلى إقناع جناحي أسعد حردان وربيع بنات بالتوحد بإعطاء أفضلية الترشيح لمن هو الأقوى والأكثر حضوراً من خلال المفاضلة بين المرشح الأرثوذكسي الآخر الذي يحظى بمباركة من بنات.
وبالنسبة إلى اللائحة الثالثة فهي تعتمد على تحالف حزب «القوات اللبنانية» مع الوزير السابق أشرف ريفي ونواب سابقين عن الطائفة السنية، فيما اللائحة الرابعة تحظى بتأييد قوى الثورة والتغيير، إلا إذا قررت قوى أخرى من الحراك المدني الدخول على خط المنافسة الانتخابية، برغم أن حظوظها بتسجيل اختراق يبقى دون المستوى المطلوب الذي يتيح لها الحصول على حاصل انتخابي. لكن من غير الجائز في معرض الحديث عن حصر المنافسة الانتخابية بـ4 لوائح وربما أكثر، القفز فوق السؤال عن موقفي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في ضوء ترشح مسؤول تيار «العزم» هيثم عز الدين للانتخابات ونائب رئيس الحكومة الأسبق عصام فارس، وأيضاً عن دور تيار «المستقبل» بعد عزوف زعيمه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن الترشح.
وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» بأن ميقاتي يميل للنأي بنفسه عن التدخل في انتخابات عكار، وإن كان يفضل التفاهم مع فارس الذي كان التقى شقيق رئيس الحكومة طه ميقاتي في فرنسا لتوفير الدعم للائحة توافقية، لكن تسارع التطورات بإعلان ولادة لائحة البعريني - حبيش وآخرين كان وراء قرارهما بمواكبة الحدث الانتخابي عن بُعد من دون أن يتدخلا اقتراعاً أو ترشحاً.
وانسحب موقف ميقاتي على فارس الذي كان طلب فتح مكتبه في حلبا ووضعه بتصرف رئيس الحكومة، ونقلت مصادره عنه قوله بأنه اتخذ قراره بالوقوف على الحياد إصراراً منه للبقاء على مسافة واحدة من جميع المرشحين تاركاً للناخبين العكاريين اختيار ممثليهم في الندوة البرلمانية.
وتردد بأن رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة آثر عدم التدخل، بخلاف ميل رموز أساسية تدور في فلك الحريرية السياسية لتأييد لائحة البعريني - حبيش انطلاقاً من وجود مرشحين أعضاء في كتلة «المستقبل» من غير المنتمين إلى التيار الأزرق على رأس لائحتهما ويخوضون الآن معركة سياسية في مواجهة اللائحة المدعومة من محور «الممانعة» والأخرى التي يترشح عليها مرشح «القوات» وسيم منصور عن المقعد الأرثوذكسي.
فإصرار من يدورون في فلك الحريرية السياسية على توفير الدعم للائحة البعريني - حبيش يأتي في إطار الدخول في تصفية الحسابات مع «القوات» على خلفية تأزم علاقة رئيسه سمير جعجع بالرئيس الحريري، وأيضاً مع «التيار الوطني» بتحميله ورئيس الجمهورية ميشال عون مسؤولية مباشرة حيال اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة من دون تبرئة «حزب الله» الذي وفر لهما الغطاء السياسي للإطاحة به بخلاف موقفه المُعلن بدعمه لتشكيل الحكومة.
إلا أن حزب «القوات» يصر على أن يخوض معركته في مواجهة محور «الممانعة» الذي يحظى بدعم سوري، سواء من خلال التدخل المباشر للسفير عبد الكريم علي أو عبر «حزب الله» الذي يستخدم ما لديه من فائض قوة لتعويم حليفه باسيل، وهذا ما يفسر دخوله على خط تنقية الأجواء بين جناحي «القومي» لسحب أحد المرشحين سلفادور مطر (جناح حردان) وشكيب عبود (جناح بنات) إفساحاً في المجال أمام ترشح أحدهما على لائحة محور «الممانعة» إلى جانب مرشح البعث عمار أحمد عن العلويين والنائب السابق محمد يحيى عن السنة ومرشحَي «التيار» الماروني جيمي جبور والأرثوذكسي النائب أسعد درغام، فيما الاتصالات لم تنقطع مع المرشح علي طليس لإقناعه بالانضمام إلى اللائحة لتأمين تمويله بالشراكة مع يحيى من خلال شقيقه مصطفى للمصاريف الانتخابية.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن السفير السوري بالتنسيق مع «حزب الله» يواصل مساعيه لحل الخلاف بين جناحي القومي، برغم أن باسيل يميل للتعاون عكارياً مع مطر، على أن يُكافأ جناح بنات بحسب الوسطاء بضم مرشحه النائب السابق أنطون خليل إلى لائحة «التيار» في المتن الشمالي، برغم أن المعطيات الأولية تشير إلى احتمال ترشحه على لائحة حزب «الطاشناق» المتحالف حتى الساعة مع المرشح ميشال إلياس المر.
وبالنسبة إلى الاتصالات الجارية لتشكيل اللائحة التي سينضم إليها مرشح «القوات» منصور، يتردد بأن الأخير يسعى لفك الحصار السياسي المفروض عليه، ليس من محور «الممانعة» فحسب، وإنما من حليف الأمس المقصود به تيار «المستقبل»، فيما بعض الشخصيات التي تدور في فلك الحريرية السياسية لم توقف حملاتها بالتحريض عليه بذريعة الثأر منه للعلاقة المتأزمة بين جعجع والحريري، وإن كان محور «الممانعة» هو أحد المستفيدين من الحرب بين حلفاء الأمس.
وتردد بأن «القوات» تُبدي انفتاحاً على التعاون مع القيادي السابق في الجماعة الإسلامية النائب السابق خالد الضاهر، وأيضاً مع النائب السابق طلال المرعبي بعد عزوف ابنه النائب الحالي طارق المرعبي عن الترشح انسجاماً مع قرار الحريري بعدم خوض الانتخابات، خصوصا أن هناك من يستبعد انضمام المرعبي الأب للائحة المدعومة من محور «الممانعة» رغبة منه بعدم تحدي التيار الأزرق.
لذلك فإن الأيام المقبلة ستشهد ولادة اللوائح الانتخابية المنافسة للائحة البعريني - حبيش، خصوصا أن القيمين على تشكيلها يضعون حالياً اللمسات الأخيرة استعداداً للإعلان عنها، على أن تتلازم ولادتها مع التحضيرات الجارية لتركيب لائحة مستقلة مدعومة من الحراك المدني ويتولاها حالياً وسيم غاندي المرعبي المدعوم من الجامعة المرعبية برئاسة رجل الأعمال غسان المرعبي.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن العلاقة بين الجامعة المرعبية وطلال المرعبي ليست على ما يرام وأن رئيسها يشجع على تشكيل لائحة من المستقلين، وأن الاتصالات جارية بين المرشح وسيم المرعبي وبين مرشحين عن قوى التغيير ومن أبرزهم وفاء جميل (أرثوذكسية) محمد بدر (سني) سامر حمدان أو جنان حمدان عن العلويين، وإدغار الضاهر عن الموارنة على أساس أنه يتقدم على منافسه العميد المتقاعد جورج نادر.
وعليه، فإن معظم اللوائح التي أعدت العدة لخوض الانتخابات في عكار تعتمد على «التمويل الذاتي»، وتحديداً الأولى التي تضم إلى جانب حبيش ثلاثة من المتمولين هم إبراهيم المصومعي، محمد سليمان، ووليد البعريني، وإن كان يتصرف على أن تمويله للائحة يقتصر على قدرته التجييرية التي تسمح له بتوزيع النفقات الانتخابية على حلفائه في اللائحة، إضافة إلى اللائحة الثانية المدعومة من محور «الممانعة» الذي يبحث عن متمولين آخرين غير محمد يحيى، وهذا ما يفسر انفتاحه على المرشح طليس لضمه إلى اللائحة ليتقاسم معه تأمين المصاريف الانتخابية.
فمعظم اللوائح العكارية في حاجة لتأمين «التمويل الذاتي» لغياب معظم المرجعيات السياسية في الشمال، إضافة إلى كبار الناخبين عن المبارزة الانتخابية العكارية، تاركين للمرشحين الاعتماد على «التمويل الذاتي» ليس لتفاديهم الإحراج وإنما تجنباً لوقوعهم في مطبات في حال تبين بأن هناك علامة استفهام كبيرة حول بعض مصادر التمويل، خصوصا أن المراقبة الدولية للعملية الانتخابية ستكون حاضرة بامتياز.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.