فنانون مصريون يسقطون في «فخ نعي» أحمد حلاوة

الفنان أحمد حلاوة (حسابه على فيسبوك)
الفنان أحمد حلاوة (حسابه على فيسبوك)
TT

فنانون مصريون يسقطون في «فخ نعي» أحمد حلاوة

الفنان أحمد حلاوة (حسابه على فيسبوك)
الفنان أحمد حلاوة (حسابه على فيسبوك)

تعرض الفنان المصري أحمد حلاوة لموجات متتالية من الشائعات التي ادعت وفاته، خلال الآونة الأخيرة، حتى إنه فنّد إحدى تلك الموجات في بث مباشر أذاعته ابنته على فيسبوك، الأسبوع الماضي. ورغم انتقاد الوسط الفني لهذه الشائعات واتهامه لمواقع إخبارية وصفحات غير موثقة على مواقع التواصل بالوقوف وراء هذه الشائعات، فإن فنانين كانوا هم مصدر شائعة وفاته أمس الأربعاء، حيث نشروا على صفحاتهم على مواقع التواصل نعياً للفنان الراحل، سرعان ما نشرته بعض المواقع المصرية، قبل أن يكذب نقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي، الخبر، وينفي وفاة الرجل، مؤكداً في تصريحات صحافية أن حالته غير مستقرة لكنه ما زال حياً يرزق.
وكان من بين الفنانين الذين سقطوا في فخ نشر نعي عن الراحل، الفنان محمد محمود، وبدرية طلبة، والمنتج أحمد السبكي.
وكشفت هبة حلاوة، ابنه الفنان المصري، أن حالة والدها كما هي ولم يحدث تطور كبير بها، وأنه لا يزال موجوداً على جهاز التنفس الصناعي مع دخوله في حالة غيبوبة، وهو الوضع المستمر منذ بضعة أيام.
ورغم ظهور حلاوة في بث مباشر، الأسبوع الماضي، تحدث فيه عن استقرار حالته الصحية، وتعافيه من فيروس «كورونا»، وقرب خروجه من المستشفى، فإن حالته تدهورت مجدداً متأثراً ببعض مضاعفات «كوفيد – 19».
ووصفت ابنة أحمد حلاوة الحالة الصحية لأبيها أمس، بـ«الخطيرة للغاية»، بعد دخوله في غيبوبة.
يشار إلى أن حلاوة تألق في تقديم الأدوار الكوميدية، وشارك في نحو مائتي عمل فني من بينها «رأفت الهجان»، و«دموع في عيون وقحة»، و«أهل كايرو» و«الاختيار 2».
ومن أبرز أعماله أيضاً «الرجل الأخطر»، و«قمر في سكة سفر»، و«شقة فيصل»، و«العذاب امرأة»، و«أمن دولت»، و«الأب الروحي»، و«أرملة رجل حي»، و«أفراح إبليس»، و«أحمد نوتردام»، و«ورا كل باب».
ونال حلاوة الدكتوراه في فلسفة الفنون من جامعة الفن المسرحي والسينما ببوخارست في رومانيا عن موضوع (تقنيات إخراج الكوميديا في المسرح المصري المعاصر) عام 1994، كما كان أحد أعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب جامعة حلوان في تخصص علوم المسرح.

وقال حلاوة، في لقاء تلفزيوني تمت إذاعته العام الماضي، إنه من محبي الفنان الراحل زكي رستم، ووصفه بأنه «ممثل شاطر»، لأن أدواره مختلفة ومتباينة، ولفت إلى تأثره بعدد من الفنانين على غرار الفنان دانيال لويسيس والفنان صلاح منصور ونور الشريف وعبد الفتاح القصري وزينات صدقي وعبد السلام النابلسي.
وأضاف أنه «محب للتعلم بشكل دائم، حتى لو كان من جانب الشباب». وكشف أنه تأثر كثيراً بوفاة الفنان هادي الجيار، لأنه صديق طفولته في حي باب الشعرية (وسط القاهرة)، لافتاً إلى أن الجيار قال له خلال تصوير مسلسل «الاختيار 2» لو أصبت بفيروس كورونا لن أنجو من خطورته، ثم هاتفه وأخبره بإصابته بالفيروس ثم مات.
وذكر أنه صُدم كذلك لوفاة شقيقه وشقيقته بـ«كورونا»، قبل أن يصاب هو الآخر بالفيروس الخطير نفسه، ويدخل في غيبوبة متأثراً به.
وتعرض عدد كبير من الفنانين المصريين خلال السنوات الأخيرة إلى شائعات الوفاة، من بينهم بدرية طلبة التي وقعت في فخ نعي حلاوة، بجانب الفنان الكبير عادل إمام، الذي أعلنت أسرته أكثر من مرة انزعاجها الشديد من هذه الشائعات، وهو ما دفع المخرج رامي إمام لنفي وفاة والده مرات عديدة.
واتهم أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية بمصر، في تصريحات صحافية سابقة، مروجي هذه الشائعات بـ«انعدام الإنسانية»، مشيراً إلى أن بعض الفنانين يكونون في حالة صحية حرجة بالفعل، وبالتالي عندما يقرأون مثل هذه الشائعات يصابون بحالة نفسية سيئة قد تؤثر في حالتهم الصحية.



مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».