مؤسسات دينية مصرية على خط غلاء الأسعار

وصفت احتكار السلع بأنه عمل «مُحرم شرعا»

رئيس الوزراء المصري يطمئن على وجود تخفيضات على الأسعار خلال افتتاح معرض «أهلاً رمضان» بالقاهرة (الحكومة المصرية)
رئيس الوزراء المصري يطمئن على وجود تخفيضات على الأسعار خلال افتتاح معرض «أهلاً رمضان» بالقاهرة (الحكومة المصرية)
TT

مؤسسات دينية مصرية على خط غلاء الأسعار

رئيس الوزراء المصري يطمئن على وجود تخفيضات على الأسعار خلال افتتاح معرض «أهلاً رمضان» بالقاهرة (الحكومة المصرية)
رئيس الوزراء المصري يطمئن على وجود تخفيضات على الأسعار خلال افتتاح معرض «أهلاً رمضان» بالقاهرة (الحكومة المصرية)

دخلت مؤسسات دينية مصرية على خط موجة «غلاء الأسعار» في مصر. وعدّت «احتكار السلع عملاً (مُحرماً شرعاً)». يأتي هذا في ظل جهود حكومية لتوفير احتياط استراتيجي من السلع الأساسية، وذلك لطمأنة المواطنين على توافر مختلف السلع والمنتجات الغذائية.
وقالت دار الإفتاء المصرية إن «احتكار السلع والأقوات استغلالاً للأزمات (عمل مُحرم شرعاً)، فقد دلّت النصوص الشرعية على أن الاحتكار من (أعظم المعاصي)». وأكدت «الإفتاء» في بيان لها عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك» اليوم، «حُرمة الاحتكار لما يحمله من الإضرار بالناس الحاصل بالسيطرة على السلع التي يحتاجون إليها أوقات الأزمات؛ ولذا فهو من الكبائر؛ وذلك لأن الإضرار بالغير الذي لا يُحتمل عادةً، هو من الكبائر؛ فإذا انضاف إلى ذلك كون هذا الاحتكار مرتبطاً بأقوات الناس أوقات الأزمات؛ فهو أشد في الحرمة وأغلظ في المنع».
وكان مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية قد ذكر في بيان له أن «من أهم القواعد والأسس التي رسخها الإسلام في المعاملات بين الناس أنْ أقامها على الصدق والعدل والأمانة وحرّم فيها الغش والخداع والكذب واستغلال حاجة الناس»، مضيفاً أنه «إذا كان الإسلام قد أرشد إلى طريق الكسب الحلال من خلال التجارة والبيع والشراء، فإن شريعته قد ضبطت هذه المعاملات بما يجب أن تكون عليه من مراعاة حقوق الناس، وإقامة العدل بينهم، وحرمة أكل أموالهم بالباطل».
وأشار مركز الأزهر إلى أن «احتكار السلع واستغلال حاجة الناس إليها (جريمة دينية واقتصادية واجتماعية)، وثمرة من ثمرات (الانحراف) عن منهج الله سبحانه، سواء في ذلك الأقوات والأدوية وغيرهما من السلع التي يحتاج الناس إليها»، موضحاً أن «الاحتكار المُحرم شامل لكل ما تحتاج إليه الأمة من الأقوات والعلاجات والسلع والعقارات من الأراضي والمساكن، وكذلك العمال والخبرات العلمية والمنافع؛ لتحقق مناطه، وهو الضرر اللاحق بعامة المسلمين جراء احتباسه، وإغلاء سعره». وأضاف أنه «لا شك أن الذي يضيّق على المسلمين في معايشهم وفيما يحتاجون إليه من السلع الضرورية؛ غذائية أو طبية ونحو ذلك، ويشتريها كلها من السوق، حتى يضطر الناس إلى أن يشتروها منه بثمن مرتفع؛ يسلك سلوكاً مُحرماً، ويجب الأخذ على يده من قبل الجهات المختصة». وثمّن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية «دور الجهات المعنية بملاحقة (المحتكرين) في نشر بساط الأمن والانضباط المالي والتجاري».

في غضون ذلك، أكد رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، أن «الدولة المصرية لديها مخزون كافٍ من السلع، يمكننا من أن نتحرك لإتاحة السلع للمواطنين بالأسعار المناسبة»، مشيراً إلى أن «هناك توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي بألا تقتصر تلك الجهود على شهر رمضان؛ بل تستمر بعد الشهر الكريم بفترة كافية، لكي نساعد المواطن في تحمل الأعباء خلال هذه الفترة». ولفت مدبولي خلال افتتاح معرض «أهلاً رمضان» بالقاهرة اليوم، إلى أن «الدولة المصرية كانت قادرة بالتخطيط الجيد والسليم على أن تبني احتياطيات كافية من السلع الأساسية، على النحو الذي مكّننا في ظل الأزمة الروسية - الأوكرانية أن نكون قادرين على استيعاب تداعيات الأزمة، والتحرك بفضل ما نملكه من رصيد كافٍ من السلع يؤمّننا لشهور مقبلة».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».