الأسواق تتذبذب... والمستثمرون يبحثون عن «درع آمن»

أسهم شركات الطاقة والمواد الأساسية الأوروبية من أكبر الرابحين

انخفضت المؤشرات الرئيسية للأسهم الأميركية عند الفتح يوم أمس (رويترز)
انخفضت المؤشرات الرئيسية للأسهم الأميركية عند الفتح يوم أمس (رويترز)
TT

الأسواق تتذبذب... والمستثمرون يبحثون عن «درع آمن»

انخفضت المؤشرات الرئيسية للأسهم الأميركية عند الفتح يوم أمس (رويترز)
انخفضت المؤشرات الرئيسية للأسهم الأميركية عند الفتح يوم أمس (رويترز)

انخفضت المؤشرات الرئيسية للأسهم الأميركية عند الفتح يوم الأربعاء، مع صعود أسعار النفط وتراجع أسهم شركات كبرى، بينما يعكف المستثمرون على تقييم التوقعات لأسعار الفائدة الأميركية، في أعقاب دعوات من صانعي السياسة النقدية إلى زيادات أكبر.
وبدأ المؤشر «داو جونز» الصناعي جلسة التداول في بورصة «وول ستريت» منخفضاً 0.17 في المائة إلى 34748.84 نقطة. وتراجع المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» القياسي 0.41 في المائة إلى 4493.10 نقطة، في حين هبط المؤشر «ناسداك» المجمع 0.84 في المائة إلى 13990.35 نقطة. وواصلت المؤشرات الثلاثة التراجع في التعاملات المبكرة.
ومن جانبها فتحت الأسهم الأوروبية على ارتفاع طفيف يوم الأربعاء، لتواصل مكاسبها للجلسة السادسة على التوالي، رغم استمرار المخاوف بشأن التداعيات الاقتصادية للأزمة الأوكرانية. وكانت أسهم شركات الطاقة والمواد الأساسية من أكبر الرابحين؛ إذ أدت المخاوف من نقص الإمدادات بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار المعادن والنفط. وبعد تسليم قوي من «وول ستريت» وأسواق الأسهم الآسيوية، عزز المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي تعافيه بنسبة 0.1 في المائة. وكان المؤشر قد أغلق أول من أمس محققاً مكاسب هامشية.
كما أغلقت الأسهم اليابانية على أعلى مستوياتها في أكثر من شهرين؛ إذ صعدت أسهم التكنولوجيا متبعة خطى مثيلاتها الأميركية، وزادت أسهم قطاع السيارات مع تراجع الين.
وأغلق المؤشر «نيكي» الياباني مرتفعاً بنسبة 3 في المائة ليسجل 28040.16 نقطة. وصعد المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 2.33 في المائة إلى 1978.70 نقطة. وأغلق المؤشران على أعلى مستوياتهما منذ 18 يناير (كانون الثاني)، وحققا مكاسب للجلسة السابعة على التوالي.
من جهتها، زادت أسعار الذهب مع بحث المستثمرين عن درع في مواجهة التضخم المتنامي بشكل حاد، والغموض الذي تفرضه الأحداث في أوكرانيا على الأسواق، كما قدم تراجع عائدات السندات الأميركية دعماً للمعدن الأصفر. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.6 في المائة إلى 1932.28 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 10:58 بتوقيت غرينتش. وزادت أيضاً العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.6 في المائة إلى 1932.90 دولار.
وقال المحلل المستقل روس نورمان: «تبدو السوق متماسكة بشكل جيد للغاية منذ الانخفاض التصحيحي الحاد الذي شهدته»، وهذا بدعم من الغموض الجيوسياسي القائم والطلب المادي على السلع.
وشهدت أسعار الذهب ارتفاعات مقتربة من مستويات قياسية هذا الشهر، ثم شهدت تراجعاً متواصلاً حتى عقد اجتماع لجنة السياسة النقدية بالمركزي الأميركي الأسبوع الماضي. ثم انتقلت منذ ذلك إلى مستويات أكثر استقراراً. ويعتبر الذهب ملاذاً آمناً للقيمة خلال أوقات ارتفاع التضخم والغموض الجيوسياسي. وقال المحلل بيتر فرتيغ، من «كوانتيتاتيف كوميدتي ريسيرش» إن الذهب يتلقى دعماً أيضاً من أسواق الدين، مع تعافي السندات الحكومية الآجلة في أوروبا من الخسائر التي تكبدتها في الجلسات القليلة الماضية. كما تراجعت عائدات السندات الأميركية لأجل 10 سنوات عن مستويات مرتفعة سجلتها مؤخراً، مما قلل تكلفة فرصة حيازة المعدن الأصفر الذي لا يدر عائداً. وارتفعت الفضة 1.2 في المائة إلى 25.04 دولار للأوقية، واستقر البلاتين عند 1023.60 دولار، وارتفع البلاديوم 3 في المائة إلى 2557.96 دولار.



 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

رفعت وكالة التصنيفات الائتمانية «موديز» تصنيفها للسعودية بالعملتين المحلية والأجنبية عند «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1» مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، وذلك نظراً لتقدم المملكة المستمر في التنويع الاقتصادي والنمو المتصاعد لقطاعها غير النفطي.

هذا التصنيف الذي يعني أن الدولة ذات جودة عالية ومخاطر ائتمانية منخفضة للغاية، هو رابع أعلى تصنيف لـ«موديز»، ويتجاوز تصنيفات وكالتي «فيتش» و«ستاندرد آند بورز».

وقالت «موديز» في تقريرها إن رفعها لتصنيف المملكة الائتماني، مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، يأتي نتيجة لتقدمها المستمر في التنوع الاقتصادي، والنمو المتصاعد للقطاع غير النفطي في المملكة، والذي، مع مرور الوقت، سيقلل ارتباط تطورات سوق النفط باقتصادها وماليتها العامة.

ترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته

وأشادت «موديز» بالتخطيط المالي الذي اتخذته الحكومة السعودية في إطار الحيّز المالي، والتزامها بترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته، بالإضافة إلى الجهود المستمرة التي تبذلها ومواصلتها استثمار المـوارد الماليـة المتاحـة لتنويـع القاعـدة الاقتصاديـة عـن طريـق الإنفـاق التحولي؛ مما يدعم التنمية المستدامة للاقتصاد غير النفطي في المملكة، والحفاظ على مركز مالي قوي.

وقالت «موديز» إن عملية «إعادة معايرة وإعادة ترتيب أولويات مشاريع التنويع -التي ستتم مراجعتها بشكل دوري- ستوفر بيئة أكثر ملاءمة للتنمية المستدامة للاقتصاد غير الهيدروكربوني في المملكة، وتساعد في الحفاظ على القوة النسبية لموازنة الدولة»، مشيرة إلى أن الاستثمارات والاستهلاك الخاص يدعمان النمو في القطاع الخاص غير النفطي، ومتوقعةً أن تبقى النفقات الاستثمارية والاستثمارات المحلية لـ«صندوق الاستثمارات العامة» مرتفعة نسبياً خلال السنوات المقبلة.

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن الولايات المتحدة (رويترز)

وقد وضّحت الوكالة في تقريرها استنادها على هذا التخطيط والالتزام في توقعها لعجز مالي مستقر نسبياً والذي من الممكن أن يصل إلى ما يقرب من 2 - 3 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي.

وسجل الناتج المحلي الإجمالي للمملكة نمواً بمعدل 2.8 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام الحالي، مدعوماً بنمو القطاع غير النفطي الذي نما بواقع 4.2 في المائة، وفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية الصادرة الشهر الماضي.

زخم نمو الاقتصاد غير النفطي

وتوقعت «موديز» أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للقطاع الخاص بالسعودية بنسبة تتراوح بين 4 - 5 في المائة في السنوات المقبلة، والتي تعتبر من بين أعلى المعدلات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، معتبرةً أنه دلالة على استمرار التقدم في التنوع الاقتصادي الذي سيقلل ارتباط اقتصاد المملكة بتطورات أسواق النفط.

وكان وزير المالية، محمد الجدعان، قال في منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» الشهر الماضي إن القطاع غير النفطي بات يشكل 52 في المائة من الاقتصاد بفضل «رؤية 2030».

وقال وزير الاقتصاد فيصل الإبراهيم إنه «منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 نما اقتصادنا غير النفطي بنسبة 20 في المائة، وشهدنا زيادة بنسبة 70 في المائة في الاستثمار الخاص في القطاعات غير النفطية، ومهد ذلك للانفتاح والمشاركات الكثيرة مع الأعمال والشركات والمستثمرين».

وأشارت «موديز» إلى أن التقدم في التنويع الاقتصادي إلى جانب الإصلاحات المالية السابقة كل ذلك أدى إلى وصول «الاقتصاد والمالية الحكومية في السعودية إلى وضع أقوى يسمح لهما بتحمل صدمة كبيرة في أسعار النفط مقارنة بعام 2015».

وتوقعت «موديز» أن يكون نمو الاستهلاك الخاص «قوياً»، حيث يتضمن تصميم العديد من المشاريع الجارية، بما في ذلك تلك الضخمة «مراحل تسويق من شأنها تعزيز القدرة على جانب العرض في قطاع الخدمات، وخاصة في مجالات الضيافة والترفيه والتسلية وتجارة التجزئة والمطاعم».

وبحسب تقرير «موديز»، تشير النظرة المستقبلية «المستقرة» إلى توازن المخاطر المتعلقة بالتصنيف على المستوى العالي، مشيرة إلى أن «المزيد من التقدم في مشاريع التنويع الكبيرة قد يستقطب القطاع الخاص ويُحفّز تطوير القطاعات غير الهيدروكربونية بوتيرة أسرع مما نفترضه حالياً».

النفط

تفترض «موديز» بلوغ متوسط ​​سعر النفط 75 دولاراً للبرميل في 2025، و70 دولاراً في الفترة 2026 - 2027، بانخفاض عن متوسط ​​يبلغ نحو 82 - 83 دولاراً للبرميل في 2023 - 2024.

وترجح وكالة التصنيف تمكّن السعودية من العودة لزيادة إنتاج النفط تدريجياً بدءاً من 2025، بما يتماشى مع الإعلان الأخير لمنظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفائها «أوبك بلس».

وترى «موديز» أن «التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في المنطقة، والتي لها تأثير محدود على السعودية حتى الآن، لن تتصاعد إلى صراع عسكري واسع النطاق بين إسرائيل وإيران مع آثار جانبية قد تؤثر على قدرة المملكة على تصدير النفط أو إعاقة استثمارات القطاع الخاص التي تدعم زخم التنويع». وأشارت في الوقت نفسه إلى أن الصراع الجيوسياسي المستمر في المنطقة يمثل «خطراً على التطورات الاقتصادية على المدى القريب».

تصنيفات سابقة

تجدر الإشارة إلى أن المملكة حصلت خلال العامين الحالي والماضي على عدد من الترقيات في تصنيفها الائتماني من الوكالات العالمية، والتي تأتي انعكاساً لاستمرار جهـود المملكـة نحـو التحـول الاقتصـادي فـي ظـل الإصلاحـات الهيكليـة المتبعـة، وتبنـّي سياسـات ماليـة تسـاهم فـي المحافظـة علـى الاستدامة الماليـة وتعزز كفـاءة التخطيـط المالي وقوة ومتانة المركز المالي للمملكة. ​

ففي سبتمبر (أيلول)، عدلت «ستاندرد آند بورز» توقعاتها للمملكة العربية السعودية من «مستقرة» إلى «إيجابية» على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية. وقالت إن هذه الخطوة تعكس التوقعات بأن تؤدي الإصلاحات والاستثمارات واسعة النطاق التي تنفذها الحكومة السعودية إلى تعزيز تنمية الاقتصاد غير النفطي مع الحفاظ على استدامة المالية العامة.

وفي فبراير (شباط) الماضي، أكدت وكالة «فيتش» تصنيفها الائتماني للمملكة عند «إيه +» مع نظرة مستقبلية «مستقرة».