مصر تنشط أوروبياً في مجال «مكافحة الإرهاب»

تنسيق بين القاهرة ولندن لتبادل الخبرات الأمنية

جانب من فعاليات «المنتدى المصري - البريطاني لمكافحة الإرهاب» (المتحدث العسكري)
جانب من فعاليات «المنتدى المصري - البريطاني لمكافحة الإرهاب» (المتحدث العسكري)
TT

مصر تنشط أوروبياً في مجال «مكافحة الإرهاب»

جانب من فعاليات «المنتدى المصري - البريطاني لمكافحة الإرهاب» (المتحدث العسكري)
جانب من فعاليات «المنتدى المصري - البريطاني لمكافحة الإرهاب» (المتحدث العسكري)

نسقت مصر وبريطانيا لتبادل الخبرات الأمنية و«مكافحة الإرهاب» ضمن جهود التعاون بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة. جاء ذلك خلال فعاليات «المنتدى المصري - البريطاني لمكافحة الإرهاب» في العاصمة المصرية القاهرة أمس. ووفق إفادة للمتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية فإن المنتدى الذي نظمته القوات المسلحة المصرية يأتي في إطار «دعم أواصر التعاون ونقل الخبرات مع الدول الصديقة». وأكد رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية المصرية اللواء خالد مجاور، في كلمته بالمنتدى أمس، «أهمية نقل وتبادل الخبرات لمواكبة التطورات المتلاحقة في مجال (مكافحة الإرهاب)»، مشيراً إلى أن «نجاح التجربة المصرية في (مكافحة الإرهاب) اعتمد على أسس علمية لمواجهة كافة أسباب الظاهرة».
وذكر المتحدث العسكري المصري في بيان أمس، أن «كبير مستشاري رئيس هيئة الأركان البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الفريق جوى مارتن سامبثون أشاد في كلمته خلال فعاليات المنتدى بـ«عمق العلاقات الاستراتيجية المصرية - البريطانية»، مشيراً إلى «أهمية التعاون في هذا المجال لمواجهة التحديات المشتركة».
فيما أشاد نائب رئيس البعثة البريطانية بمصر قدسي رشيد بـ«التعاون بين البلدين في مختلف المجالات»، مشيراً إلى «أهمية (مكافحة الإرهاب) باعتبارها ظاهرة عالمية عابرة للحدود تتطلب العمل المشترك على كافة المستويات». وبحسب المتحدث العسكري المصري فقد تضمنت فعاليات المنتدى عدداً من المحاضرات والجلسات النقاشية والحوارية، شملت «التهديدات والتحديات لظاهرة الإرهاب عبر التاريخ»، و«الأبعاد السيكولوجية والاجتماعية للإرهاب»، و«الأمن السيبراني»، وذلك بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء من الجانبين... حضر فعاليات المنتدى أمس عدد من قادة القوات المسلحة المصرية وقيادات من وزارة الداخلية المصرية وأعضاء من وزارة الخارجية في مصر وهيئة الرقابة الإدارية وبعض رؤساء وأساتذة الجامعات ودارسي أكاديمية ناصر العسكرية العليا وكلية القادة والأركان، وعدد من شيوخ وعواقل سيناء، بالإضافة لبعض أعضاء مجلسي «النواب والشيوخ». وأكد المتحدث العسكري المصري أمس، أن ذلك «يأتي في ضوء مساعي القوات المسلحة لدعم جهود الأمن والاستقرار بما يعزز ركائز الأمن طبقاً للمستجدات والمتغيرات».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.