موسكو تخفض قواتها وتخفف دورياتها في حلب

أحياء حلب الشرقية في نهاية 2016 (أ.ب)
أحياء حلب الشرقية في نهاية 2016 (أ.ب)
TT

موسكو تخفض قواتها وتخفف دورياتها في حلب

أحياء حلب الشرقية في نهاية 2016 (أ.ب)
أحياء حلب الشرقية في نهاية 2016 (أ.ب)

أفادت مصادر معارضة بأن القوات الروسية خفضت عددها في أحياء حلب شمال سوريا.
وقال موقع «عنب بلدي» إن روسيا خفضت عدد قواتها الموجودة في أحياء مدينة حلب، ونقلت مجموعات منها إلى قاعدة حميميم، في ريف اللاذقية.
وأضاف أن القوات الروسية المتمركزة في أحياء حلب الجديدة، والحمدانية، وقرب كراج الراموسة، والمشهد، والجميلية، نقلت مجموعات عدة من المنطقة وخففت من تسيير الدوريات بالمنطقة.
وأوضحت المصادر أن روسيا بدأت تخفيض عدد قواتها في المدينة منذ يوم 16 مارس (آذار) الحالي، واستمرت العملية 3 أيام، ثم نظمت ما تبقى من مجموعاتها في المدينة، لتصبح كل نقطة مكونة من 3 عناصر وضابط روسي، وبعض عناصر الميليشيات المحلية.
واستقدمت القوات الروسية بعض عناصر «الفيلق الخامس» الموالي لها، ليتمركزوا بقواعدها في حلب، بدلاً من العناصر المنسحبين باتجاه حميميم، وفقاً للمصدر.
إلى ذلك؛ أخلت السلطات المحلية في مدينة حلب السورية 5 مبانٍ ونقلت 27 عائلة بعد الكشف عن تصدعات فيها، وهي مشكلة تتكرر دورياً لأسباب مختلفة في المحافظة التي شهدت معارك عنيفة خلال الأزمة في البلاد.
وأعلن مجلس المدينة أنه أخلى المباني الخمسة في حي الصالحين «بعد لحظ تصدعات حديثة فيها أبلغ عنها السكان القاطنون، وتم على الفور استدعاء لجنة السلامة العامة لتقوم بالكشف الحسي وتوصيف وتقييم الحالة الفنية للأبنية ليتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للمعالجة».
وكان الحي ذاته، الذي كان خاضعاً لسيطرة فصائل معارضة حتى 2016 شهد انهيار بناءين فيه خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وقال مدير خدمات باب النيرب، أحمد السيد بكور، إنه جرى إخلاء هذه الأبنية من 27 عائلة، وأشار إلى أنه «حسب التوصيف الأولي للجنة السلامة العامة، تبين أن ارتفاع منسوب المياه الجوفية في المنطقة، وبسبب علو هذه الأبنية والحمولات الزائدة لأنها مبنية من دون أسس هندسية صحيحة، أدى ذلك إلى هبوطات تفاضلية بالتربة، وإلى تشقق وميلان تلك الأبنية».
وأضاف أن ذلك «استدعى ضرورة إخلاء القاطنين حفاظاً على سلامتهم»، وأشار إلى أنه جرى إغلاق كل المنافذ لهذه الأبنية بعد إخلائها، واتخاذ جميع إجراءات السلامة العامة في المنطقة، وقال إن معالجة تلك الأبنية ستجرى وفق ما ستوصي به لجنة السلامة العامة في تقريرها. وكان 4 أشخاص توفوا إثر انهيار مبنى سكني مأهول مؤلف من 4 طبقات في الحي ذاته خلال أغسطس (آب) 2020.



انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.