«اتحاد الشغل» في تونس يطالب سعيّد بحماية المؤسسات العمومية

نفى وجود ترتيبات مع الرئاسة لإجراء حوار ينهي الأزمة

الرئيس قيس سعيد (رويترز)
الرئيس قيس سعيد (رويترز)
TT

«اتحاد الشغل» في تونس يطالب سعيّد بحماية المؤسسات العمومية

الرئيس قيس سعيد (رويترز)
الرئيس قيس سعيد (رويترز)

طالب الأمين العام لـ«الاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال)»، نور الدين الطبوبي، أمس، رئيس الجمهورية قيس سعيد بأن يضع «خطاً أحمر» يحول دون المساس بالمؤسسات العمومية للدولة، وانتقد الزيادة في الأسعار وارتفاع نسب التضخم، في ظل التوجه نحو عدم زيادة الأجور، مجدداً دعوته إلى سحب «المنشور - عدد 20» الذي يفرض ضرورة التنسيق المسبق مع رئاسة الحكومة والحصول على ترخيص عند التفاوض مع النقابات.
وأكد الطبوبي، في كلمة ألقاها خلال افتتاح المؤتمر العادي للاتحاد الجهوي للشغل في تونس العاصمة، أنه التقى أمس وزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي، وأكد له أن هناك تمشياً نحو إلغاء هذا المنشور، نافياً أن يكون «الاتحاد» رافضاً إصلاح المؤسسات العمومية، وقال: «نحن مستعدون للنقاش حول تفاصيل الإصلاح».
وعدّ الطبوبي أن حل الأزمة الاقتصادية «لن يكون إلا بتضافر كل الجهود»، وقال إن موقف الاتحاد «معلوم، ونحن لن نقبل تجزئة المطالب الاقتصادية والاجتماعية، ولن نكون طرفاً إذا لم تتوفر هذه الضمانات».
في سياق ذلك، كشف سامي الطاهري، المتحدث باسم «اتحاد الشغل»، عن عدم وجود ترتيبات أو تنسيق بين النقابة ورئاسة الجمهورية لعقد حوار وطني، يجمع الأفرقاء السياسيين والمنظمات الاجتماعية والحقوقية خلال الفترة المقبلة لإنهاء الأزمة السياسية.
يذكر أن «اتحاد الشغل» قدم في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى الرئيس سعيد خريطة طريق، تعتمد أساساً على إجراء حوار وطني، وتشكيل «هيئة حكماء» تبلور محاور الحوار، وتعرضها على الأحزاب المؤسسة للمشهد السياسي، وانتظر إجابة من رئيس الدولة، غير أن ذلك لم يحدث.
ويرى مراقبون أن إمكانية إجراء حوار سياسي في الوقت الراهن صعبة ومعقدة، بسبب التنافر السياسي القوي، وانقسام المشهد بين مؤيد للتدابير الاستثنائية التي اتخذها الرئيس، ورافض لها. وفي هذا الشأن، قال جمال العرفاوي، المحلل السياسي التونسي لـ«الشرق الأوسط» إن عدداً من الأحزاب الداعمة قرارات سعيد ترفض الجلوس مع «حركة النهضة» والأحزاب المقربة منها، وتحملها مسؤولية ما حدث من تدهور اجتماعي واقتصادي وسياسي خلال السنوات العشر الأخيرة. كما أن بعض الأحزاب اليسارية، مثل «حزب العمال»، ترفض الجلوس على طاولة الحوار نفسها مع «حركة النهضة» و«الحزب الدستوري الحر»، كما ترفض قرارات الرئيس سعيد.
من جانبه؛ يرفض «الحزب الدستوري الحر» التفاوض مع «حركة النهضة»، عادّاً أنها امتداد لتنظيم «الإخوان». وكان الرئيس سعيد قد عبر عن رفضه الحوار مع الأحزاب الممثلة في البرلمان، الذي عدّه «خطراً داهماً على البلاد»، وعلى أساسه اتخذ التدابير الاستثنائية، ووصف قيادات تلك الأحزاب بـ«الفاسدين والخونة»، وهذا ما يرجح أن تلميح الرئيس سعيد إلى إمكانية إجراء حوار «مسألة صعبة، وتتطلب مجهودات جبارة لإصلاح المشهد، وجعل مختلف الأطراف تقبل بالحوار مع بعضها البعض، للخروج من الأزمة السياسية»، على حد تعبيره.
في غضون ذلك، أعرب حمة الهمامي، رئيس «حزب العمال» اليساري التونسي، عن سعادته بدعوة صديقه جون لوك ميلانشون، زعيم المعارضة اليسارية الفرنسية المرشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية، لحضور «مسيرة باريس الكبرى» يوم الأحد الماضي، المساندة لترشحه للرئاسة.
وقال الهمامي إن المسيرة ضمت أكثر من مائة ألف شخص من مختلف الأعراق والألوان والأصول، «تجمعهم كلمة واحدة: اتحاد شعبي لبناء الجمهورية السادسة، ووضع حد لوحشية الرأسمالية، وبناء مجتمع حر ديمقراطي عادل، وذلك كجزء لا يتجزأ من شعب الإنسانية»، على حد تعبيره.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.