زيت بذور الفجل استخدم في مكونات تحنيط مصرية

مومياوات الغزال التي تم فحصها في الدراسة
مومياوات الغزال التي تم فحصها في الدراسة
TT

زيت بذور الفجل استخدم في مكونات تحنيط مصرية

مومياوات الغزال التي تم فحصها في الدراسة
مومياوات الغزال التي تم فحصها في الدراسة

أبلغ باحثون فرنسيون من جامعتي أفينيون وبول فاليري، عن أول اكتشاف لاستخدام زيوت من بذور العائلة الكرنبية في التحنيط بمصر القديمة، ورجحوا أن يكون الزيت على الأغلب مصدره بذور نبات الفجل الذي ينتمي لهذه العائلة.
وجاء هذا الاكتشاف ضمن دراسة للمواد المستخدمة في تحنيط ست مومياوات غزال تم العثور عليها في الموقع الأثري الروماني في المنطقة التي تعرف حاليا باسم «قرية كومير» بمدينة إسنا جنوب الأقصر.
وخلال الدراسة التي تم نشر تفاصيلها في العدد الأخير من دورية «MDPI»، استخرج الباحثون من مومياوات الغزال تسعة عينات لمواد تحنيط، وكانت عبارة عن خليط معقد من زيوت نباتية ودهون حيوانية وصمغ وشمع عسل.
وتمكنت الدراسة من الإبلاغ عن ممارسة يتم اكتشافها لأول مرة، ولم يرد ذكرها حتى الآن في الأدبيات العلمية، وهي استخدام الزيت المستخلص من بذور نبات العائلة الكرنبية، ورجحوا أن يكون زيت بذور نبات الفجل، استنادا إلى وجود بعض المؤشرات الحيوية المميزة والتشخيصية وهي «أحماض الغوندويك والأيروسيك ومركباتهما المؤكسدة والمنخفضة الهيدروكسيل».
ورجح الباحثون أن استخدام المصريين القدماء في الفترة اليونانية والرومانية لهذا النوع من الزيت في عملية التحنيط يرجع إلى أنهم كانوا على دراية بنتائج خلط هذا الزيت مع بعض المواد الأخرى مثل شمع العسل والصمغ، حيث استخدموا هذا الخليط عند إنتاج صور المومياوات الجنائزية الشهيرة، وهي الصور المرسومة على التوابيت التي دفنوا فيها، ونظراً لأنهم كانوا بالفعل على دراية بنتائج خلط الزيوت المختلفة بشمع العسل، فقد طبق العمال هذه المعرفة عندما كانوا يعدون مواد التحنيط في وقت لاحق.
وكشف الباحثون في هذا الصدد أيضا أن شمع العسل المستخدم كان مصدره على الأرجح «نحل العسل الغربي»، وهو نحل العسل الأكثر شيوعا في شمال أفريقيا، والذي تم حصاد منتجاته لفترة طويلة من الزمن في مصر القديمة.
وقال الباحثون إن ما يمكن إدراكه بناءً على البيانات التي نشرتها العديد من الدراسات والنتائج التي تم الحصول عليها في هذه الدراسة هي أن شمع العسل في الفترة الرومانية للحكم في مصر القديمة تم فرضه كنوع من الضرورة في تحنيط أنواع مختلفة من مومياوات الحيوانات، بسبب خصائصه المفضلة ضد تدهور الجسم والتفاعل الإيجابي عند مزجه مع الصمغ الساخن والزيوت النباتية.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.