مقتل مجند وإصابة 22 في اشتباكات بين الأمن وأنصار جماعة الإخوان شمال مصر

تقارير عسكرية سرية ومعلومات استخباراتية ضمن أحراز قضية اتهام مرسي بالتخابر

مقتل مجند وإصابة 22 في اشتباكات بين الأمن وأنصار جماعة الإخوان شمال مصر
TT

مقتل مجند وإصابة 22 في اشتباكات بين الأمن وأنصار جماعة الإخوان شمال مصر

مقتل مجند وإصابة 22 في اشتباكات بين الأمن وأنصار جماعة الإخوان شمال مصر

قالت مصادر أمنية مصرية أمس إن مجندًا من قوات الأمن قتل وأصيب 22 آخرون، بينهم 5 من عناصر الشرطة، في اشتباكات عنيفة دارت بين قوات الأمن وأنصار لجماعة الإخوان المسلمين في محافظة دمياط (شمال البلاد)، في وقت متأخر أول من أمس، عندما حاول الأمن فض مظاهراتهم. وفي غضون ذلك واصلت محكمة جنايات القاهرة أمس عرض أحراز القضية المتهم فيها الرئيس الأسبق محمد مرسي و10 آخرين من قيادات الجماعة، بالتخابر وتسريب وثائق أمن قومي إلى قطر، وقد تضمنت تقارير استخباراتية وعسكرية سرية.
ومنذ عزل مرسي، المنتمي إلى الجماعة، مطلع يوليو (تموز) 2013 عقب مظاهرات شعبية مناوئة لحكمه، دخل الإخوان في مواجهة مع السلطات من أجل إعادته للحكم مرة أخرى، غير أن تلك المواجهات قلت تدريجيا مع توالي ضبط المئات من قيادات الجماعة، المعلنة كتنظيم إرهابي، ومحاكمتهم. وقالت مصادر أمنية أمس إن مجندا من قوات الأمن المركزي بدمياط قتل وأصيب ضابط و4 مجندين آخرين و27 من الأهالي، أثناء فض مسيرة ليلية لأنصار الجماعة بميدان «الساعة».
وأوضح اللواء حسن البرديسي مدير أمن دمياط أنه تلقى إخطارا بقيام عدد من جماعة الإخوان بمسيرة ليلية والاشتباك مع الأهالي بالأعيرة النارية، وأن قوات الأمن على الفور انتقلت لمكان البلاغ، وتم التعامل مع المسيرة بواسطة إطلاق القنابل المسيلة للدموع، فبادر ملثمون بإطلاق الأعيرة النارية، ما أسفر عن مقتل أحد المجندين وإصابة ضابط و4 مجندين آخرين.
وأضاف أن قوات الأمن قامت بالتعامل وضبط 16 من أنصار الجماعة منهم 13 سيدة كن يتقدمن المسيرة، حيث تم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.
إلى ذلك، واصلت محكمة جنايات القاهرة في جلستها المنعقدة أمس، محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسي و10 متهمين آخرين من كوادر وأعضاء جماعة الإخوان، في قضية اتهامهم بالتخابر وتسريب وثائق ومستندات صادرة عن أجهزة الدولة السيادية وموجهة إلى مؤسسة الرئاسة، وتتعلق بالأمن القومي والقوات المسلحة المصرية، وإفشائها إلى دولة قطر.
واستكملت المحكمة فض الأحراز التي ضبطت بحوزة المتهمين في القضية، إذ قامت بعرض محتويات وحدة تخزين إلكترونية (فلاش ميموري) تخص أحد المتهمين، وتبين أنها تحتوي على ملف يحمل اسم جهاز المخابرات العامة، يتضمن أوراقا تخص الجهاز، كما تضمن مذكرة سرية موجهة إلى مدير مكتب الرئيس السابق تتعلق بندوة عقدت بإحدى الدولة الأجنبية عن مصر.
وتضمن الملف أيضا تقريرا من جهاز المخابرات العامة حول أحداث الاتحادية، وتأثيرها على العلاقات الخارجية المصرية، ومعلومات عن بعض الشخصيات ببعض الدول المختلفة، وآخر يتعلق بموقف أحد السياسيين الأجانب تجاه مصر، ورؤية العلاقات بين مصر وإحدى الدول الأجنبية. وأيضا مذكرة اعتماد الموازنة المالية لعام 2013 – 2014 الخاصة بجهاز المخابرات العامة، مرفقا بها جدول الموازنة، وجميع أوراقها مدون أعلاها عبارة «سري جدا». وعرضت المحكمة ملفا آخر تضمن مجلدا تبين أنه يتعلق بإدارة المخابرات الحربية، ويحتوي على 12 ملفا سريا، تتعلق جميعا بأمور عسكرية وشؤون القوات المسلحة وتسليحها وقدراتها. وتضمنت الملفات التي عثر عليها مذكرة صادرة في ختام أحد الاجتماعات المشتركة لأجهزة الأمن السيادية في الدولة، والذي عقد لمتابعة الموقف الأمني، ويتضمن الإجراءات الواجب اتخاذها في هذا الشأن في عدد من المحافظات.
وعرضت المحكمة ملفا آخر تحت اسم «قضايا سيناء»، وهو عبارة عن تقرير معد من قبل وزارة الدفاع بشأن القواعد والضوابط المعمول بها في المناطق الحدودية، وإحدى القضايا المنظورة أمام القضاء العسكري والمتهم فيها عدد من مواطني إحدى المحافظات الحدودية، بالإضافة إلى أوراق وكشوف بالأحكام الغيابية الصادرة من محاكم الجنايات بمحافظة شمال سيناء لسرعة إلقاء القبض على متهمين هاربين. وقد أجلت المحكمة جنايات نظر القضية إلى اليوم (الخميس) لاستكمال فض أحراز القضية.
كانت النيابة قد أسندت إلى المتهمين ارتكاب جرائم «اختلاس التقارير الصادرة عن جهازي المخابرات العامة والحربية، والقوات المسلحة، وقطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية، وهيئة الرقابة الإدارية، من بينها مستندات سرية تضمنت بيانات حول القوات المسلحة وأماكن تمركزها والسياسات العامة للدولة». كما قالت النيابة في تحقيقاتها إن «اختلاس التقارير كان بقصد تسليمها إلى جهاز المخابرات القطري وقناة (الجزيرة) الفضائية القطرية، وذلك بقصد الإضرار بمركز مصر الحربي والسياسي والدبلوماسي والاقتصادي وبمصالحها القومية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.