موسكو: بايدن دفع العلاقات الروسية - الأميركية إلى «حافة القطيعة»

برايس قال إن روسيا تشن حرباً متهورة وغير مبررة في أوكرانيا (أ.ف.ب)
برايس قال إن روسيا تشن حرباً متهورة وغير مبررة في أوكرانيا (أ.ف.ب)
TT

موسكو: بايدن دفع العلاقات الروسية - الأميركية إلى «حافة القطيعة»

برايس قال إن روسيا تشن حرباً متهورة وغير مبررة في أوكرانيا (أ.ف.ب)
برايس قال إن روسيا تشن حرباً متهورة وغير مبررة في أوكرانيا (أ.ف.ب)

استدعت روسيا، أمس (الاثنين)، السفير الأميركي لدى موسكو جون ساليفان، للاحتجاج على تصريحات الرئيس جو بايدن التي وصف فيها نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بأنه «مجرم حرب» بسبب هجومه على أوكرانيا، مشيرة إلى أنها دفعت العلاقات الروسية - الأميركية إلى «حافة القطيعة».
وعدت وزارة الخارجية الروسية، في بيان نُشر بعد استدعاء السفير الأميركي، أن «هذا النوع من التصريحات الصادرة عن رئيس أميركي، التي لا تليق برجل دولة من الصف الأول، جعلت العلاقات الروسية - الأميركية على حافة القطيعة». وأضافت أن ساليفان سُلم رسالة احتجاج رسمية بشأن «تصريحات غير مقبولة» أدلى بها بايدن مؤخراً.
وأشارت الوزارة إلى أنها حذرت السفير من أن «الإجراءات العدائية التي تُتخذ ضد روسيا ستلقى رداً حازماً».
وفي واشنطن رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس، احتجاجات موسكو، قائلاً: «لقد قدموا روايتهم للأحداث».
وأضاف: «أعتقد أنه من المجدي تكرار أن روسيا تشن حرباً متهورة وغير مبررة في أوكرانيا، ونحن نرى بوضوح دلائل على تعمد استهدافها للمدنيين وشن هجمات بدون تمييز».
وأوضح أن تعليقات بايدن الأسبوع الماضي «تعبر عن الترويع والوحشية التي أطلقت عنانها روسيا ضد دولة جارة وبريئة لم تشكل أي تهديد أو خطر أمني على روسيا».
وأشار إلى أنه من المهم الإبقاء على قنوات اتصال مفتوحة «خصوصاً خلال وقت الأزمات».
وقال برايس إن ساليفان انتهز الفرصة للشكوى من أنه لم يتم السماح لدبلوماسيين أميركيين بلقاء مواطنين أميركيين محتجزين في روسيا.
ومن بين المحتجزين لاعبة كرة السلة الشهيرة بريتني غرينر، التي اعتقلت في مطار موسكو في الأول من فبراير (شباط) بتهمة حيازة زيت القنب في عبوات خاصة بالسجائر الإلكترونية كانت في حقيبتها.
كما تم اعتقال أميركيين آخرين هما بول ويلان وتريفور ريد بتهم تعتبرها واشنطن كاذبة أو ملفقة.
وقال برايس: «لقد منعنا لأشهر بشكل مستمر وغير لائق من الوصول (للمحتجزين). هذا أمر غير مقبول على الإطلاق».



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.