الحكومة المغربية تصادق اليوم على اعتماد القوائم الانتخابية المشتركة

اشترطت توقيع رؤساء الأحزاب قبل اعتمادها من طرف وزارة الداخلية

الحكومة المغربية تصادق اليوم على اعتماد القوائم الانتخابية المشتركة
TT

الحكومة المغربية تصادق اليوم على اعتماد القوائم الانتخابية المشتركة

الحكومة المغربية تصادق اليوم على اعتماد القوائم الانتخابية المشتركة

يناقش مجلس الحكومة المغربية اليوم الخميس مشروعا حكوميا لتعديل القانون التنظيمي المتعلق بالأحزاب السياسية لتمكينها من تأسيس تحالفات، والتقدم بقوائم مرشحين مشتركة خلال الانتخابات البلدية المقبلة، المزمع عقدها بداية شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، وذلك في انتظار إحالته على المجلس الوزاري الذي يرأسه العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وسمح مشروع القانون التنظيمي، الذي أعدته وزارة الداخلية، لحزبين سياسيين أو أكثر بتأسيس تحالف فيما بينها لتقديم ترشيحات مشتركة على الصعيد الوطني، بعدما كان القانون التنظيمي للأحزاب المعمول به يسمح، استثناءا، التقدم بلوائح انتخابية مشتركة بين الأحزاب خلال كل الاستحقاقات الانتخابية، حيث تشترط المادة 55 منه ضرورة تأسيس اتحادات حزبية، التي تبقى الإطار الوحيد الذي يمكن الأحزاب من التقدم بلائحة مشتركة.
ونص المشروع على ضرورة إيداع ممثلي الأحزاب السياسية تصريحا لدى وزارة الداخلية، مقابل وصل يسلم فورا قبل اليوم الخامس والثلاثين من تاريخ الاقتراع على أبعد تقدير، كما اشترط المشروع الحكومي حصول القوائم الانتخابية المشتركة على توقيعات رؤساء الأحزاب المتحالفة.
وتعهدت وزارة الداخلية عبر مشروع القانون التنظيمي باستفادة اللوائح المشتركة من مساهمة الدولة المخصصة لتمويل الحملات الانتخابية، وذلك عبر اعتماد عدد الأصوات التي تحصل عليها اللوائح والمترشحون، الذين تقدموا للانتخابات بتزكية من التحالف، مع توزيع المبلغ الراجع للتحالف بالتساوي بين الأحزاب المؤلفة له.
في ارتباط بذلك، من المتوقع أن يوافق مجلس الحكومة اليوم على مشروع قانون يقضي بتعديل القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات الترابية، وذلك لملاءمة أحكامه مع التعديلات التي يقترح إدراجها في القانون التنظيمي المتعلق بالأحزاب السياسية في شأن تحالفاتها خلال الانتخابات، ويحيل المشروع على ضرورة إصدار رئيس الحكومة لمرسوم لتحديد القواعد المتعلقة بتنظيم الإعلانات الانتخابية، ويلزم وكلاء اللوائح والمترشحين بإزالة الإعلانات الانتخابية في أجل أقصاه اليوم 15 الموالي ليوم الاقتراع، تحت طاءلة قيام المصالح البلدية بذلك على نفقة المرشحين المعنيين بالأمر.
وبهدف تبسيط طريقة التصويت في الوسطين الحضري والقروي وضمان سلامة طريقة الانتخاب من الناحية الدستورية والقانونية، يقترح المشروع اعتماد ورقة تصويت واحدة للانتخابات المتعلقة بالبلديات والمحافظات.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.