مخاوف من تفاقم أزمة أسعار النفط العالمية

محللون لـ «الشرق الأوسط»: استمرار الهجمات العدائية على المنشآت السعودية قد يفضي لإرباك الأسواق

تزايد المخاوف من أزمة إمدادات وتصاعد الأسعار مع الهجمات العدائية على المنشآت النفطية السعودية (الشرق الأوسط)
تزايد المخاوف من أزمة إمدادات وتصاعد الأسعار مع الهجمات العدائية على المنشآت النفطية السعودية (الشرق الأوسط)
TT

مخاوف من تفاقم أزمة أسعار النفط العالمية

تزايد المخاوف من أزمة إمدادات وتصاعد الأسعار مع الهجمات العدائية على المنشآت النفطية السعودية (الشرق الأوسط)
تزايد المخاوف من أزمة إمدادات وتصاعد الأسعار مع الهجمات العدائية على المنشآت النفطية السعودية (الشرق الأوسط)

في حين أعلنت السعودية، أمس (الاثنين)، أنها لن تكون مسؤولة عن أي نقص في إمدادات النفط للأسواق العالمية، في ظل الهجمات التي تتعرض لها منشآتها النفطية من الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، توقع محللون لـ«الشرق الأوسط»، أن ترتفع أسعار النفط مع شح الإمدادات، واستمرار حالة عدم اليقين التي تسيطر على بورصات أسواق الطاقة بعد أسابيع من اندلاع النزاع العسكري بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى الهجمات العدائية على المنشآت النفطية في المملكة.
وشددت المملكة على أهمية إدراك المجتمع الدولي لخطورة استهداف مواقع إنتاج النفط والغاز ومشتقاتهما لما يترتب على ذلك من آثارٍ وخيمة على قطاعات الإنتاج والمعالجة والتكرير، ما قد يُفضي إلى التأثير على قدرة المملكة الإنتاجية وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها، وهو الذي يهدد أمن واستقرار إمدادات الطاقة إلى الأسواق العالمية.
ودعت السعودية إلى المحافظة على إمدادات الطاقة والوقوف بحزم ضد الميليشيات الحوثية الإرهابية التي تشكل تهديداً مباشراً لأمن الإمدادات البترولية في هذه الظروف بالغة الحساسية التي تشهدها أسواق الطاقة العالمية.
وقال لـ«الشرق الأوسط» محمد سالم سرور صبان، خبير نفطي ومستشار وزير البترول السعودي الأسبق، إن المملكة ظلت طوال العقود الماضية تتحمل وحدها كلفة العمل على استقرار أسواق الطاقة، غير أن الهجمات المتكررة من الحوثيين، ومن خلفهم الإيرانيون، قد تؤدي إلى إلحاق الضرر بهيكلية الحقول النفطية، وتدهور إنتاج بعض المصافي والحقول، مؤكداً أن على العالم أن يتأقلم مع إنتاج سعودي أقل في ظل الارتفاع الكبير الذي تشهده أسواق النفط.
وأضاف صبان أن السوق النفطية تشهد الكثير من التقلبات نتيجة التوترات الجيوسياسية، مشيراً إلى أنه رغم عدم وجود نقص حقيقي في الأسواق، إلا أن المضاربات والحرب الروسية الأوكرانية تلقيان بظلالهما على أوضاع السوق.
ويرى صبان في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الموقف السعودي الجديد يعكس تذمراً من الموقف الغربي والأمم المتحدة في تعاملاتها مع ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
من جهته، أشار راشد أبانمي، الخبير الاستراتيجي في شؤون النفط، إلى أن موقف الرياض يتلخص في رسالة واضحة تؤكد أن العالم يطلب من البلاد دوماً تلبية احتياجات السوق النفطية، حتى بما هو أكثر من احتياج المملكة من البيع. وزاد: «الدولة تدعو لأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في حفظ الأمن إزاء هجمات إرهابية مدانة من كل العالم بدلاً من النظر إليها وكأنها شؤون إقليمية خاصة». وأبان أبانمي لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «الهجمات العدائية الحالية ستعرض المنشآت النفطية التي يحتاجها العالم للأذى بفعل جماعات غير مسؤولة تجد المجاملات أحياناً بدل المواجهة». ولفت أبانمي، إلى أن الدول المستهلكة عليها أيضاً واجب تخفيف الأعباء الإضافية عن المنتجين ورفع الضرائب العالية عن النفط.


مقالات ذات صلة

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ناقشا خلاله اتفاق «أوبك بلس» الخاص بإنتاج النفط.

«الشرق الأوسط» (بغداد) «الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد شعار «وكالة الطاقة الدولية»... (رويترز)

هل تراجع إدارة ترمب دور الولايات المتحدة في تمويل «وكالة الطاقة الدولية»؟

يضع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، والجمهوريون في الكونغرس «وكالة الطاقة الدولية» في مرمى نيرانهم، حيث يخططون لمراجعة دور الولايات المتحدة فيها وتمويلها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ناقلة نفط خام في محطة نفط قبالة جزيرة وايدياو في تشوشان بمقاطعة تشجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد تصاعد التوتر الجيوسياسي المرتبط بالحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

السعودية تنضم لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود

مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)
مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)
TT

السعودية تنضم لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود

مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)
مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)

أعلنت وزارة الطاقة السعودية انضمام المملكة إلى مبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود، وذلك ضمن مساعي البلاد لدعم الجهود الدولية لتطوير هذا القطاع.

وبحسب بيان نشرته الوزارة، يُمثّل انضمام المملكة لهذه الشراكة خطوةً جديدة تؤكد الدور الريادي الذي تنهض به السعودية، ضمن الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز الاستدامة، وابتكار حلول متقدمة في مجالات الطاقة النظيفة. كما يدعم طموح المملكة بأن تصبح أحد أهم منتجي ومصدّري الهيدروجين النظيف في العالم والوصول للحياد الصفري بحلول عام 2060، أو قبله، في إطار نهج الاقتصاد الدائري للكربون، وحسب توفر التقنيات اللازمة.

ويؤكّد انضمام المملكة إلى هذه الشراكة رؤيتها الراسخة حيال دور التعاون الدولي وأهميته لتحقيق مستقبل أكثر استدامة للطاقة، كما أنه يُسهم في تحقيق أهداف مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، اللتين تهدفان إلى تقليل الانبعاثات الكربونية، إضافة إلى دعم المساعي الدولية لتحفيز الطلب العالمي على الهيدروجين النظيف، والإسهام في وضع اللوائح والمعايير لتعزيز اقتصاد الهيدروجين النظيف، وفقاً للبيان.

كما تمثل الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود منصة رئيسة لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتسريع تطوير ونشر تقنيات الهيدروجين وخلايا الوقود والإسهام في تحقيق تحول عالمي متوازنٍ وفاعلٍ نحو أنظمة طاقة نظيفة وأكثر كفاءة. وتعمل الشراكة على تبادل المعرفة بين الأعضاء، ودعم تطوير البحوث والتقنيات ذات الصلة بالإضافة إلى التوعية والتعليم حول أهمية الهيدروجين النظيف ودوره المحوري في تحقيق التنمية المستدامة.

وفي هذا الإطار، أوضحت الوزارة أن المملكة تحرص على أن تكون عضواً فاعلاً في العديد من المنظمات والمبادرات الدولية ذات العلاقة بإنتاج الوقود النظيف والوقود منخفض الانبعاثات، مثل: مبادرة «مهمة الابتكار»، والاجتماع الوزاري للطاقة النظيفة، ومنتدى الحياد الصفري للمنتجين، ومبادرة الميثان العالمية، ومبادرة «الحد من حرق الغاز المصاحب لإنتاج البترول بحلول عام 2030»، والتعهد العالمي بشأن الميثان، والمنتدى الريادي لفصل وتخزين الكربون، وغيرها من المبادرات.