هذه هي المرة الثالثة التي تتعرض لها منشآت نفطية سعودية لاعتداءات من قبل الميليشيات الحوثية، حيث سبق اعتداءَ يوم الأحد، اعتداءان في كل من الرياض وبقيق في نفس الوقت وآخر في جدة.
في المرات السابقة لم تتفاعل أسعار النفط مع الاعتداءات لأن السوق كانت متشبعة بالنفط والمخزونات النفطية فوق متوسط الخمس سنوات.
ففي كل اعتداء سابق تحركت الأسعار بواقع دولار إلى دولارين. ولأن اعتداء أمس الأحد لم يكن كبيراً كسابقيه فقد ارتفعت الأسعار بمستوى معقول نسبياً وظلت تحت 115 دولاراً لبرنت. لكن المخاطر عالية هذه المرة إذا ما تعطلت الإمدادات السعودية كما حصل في بقيق والرياض. إن سوق النفط تعاني من نقص كبير في المعروض، إذ المخزونات النفطية من يوليو (تموز) حتى الآن فقدت 700 مليون برميل، في الوقت الذي يخطط العالم لمقاطعة نفط روسيا.
إن غياب نفط روسيا قد يرفع الأسعار إلى مستويات 200 دولار وأكثر، وإذا ما اقترن هذا بهجمات على السعودية فالأسعار لن يتحملها الاقتصاد العالمي. وفي الوقت الذي يتوقع فيه رئيس أرامكو أمين الناصر وجود نقص شديد في المعروض إذا ما عاد الطلب على وقود الطائرات بقوة هذا العام، فسيكون أي نقص مؤثراً بصورة كبيرة. وتوقع الناصر أن هناك 2 مليون برميل يومياً تحتاج السوق لإضافتها إذا ما عاد الطلب على قطاع الطيران، بينما يحتاج العالم لتعويض 7 ملايين برميل من التراجع الطبيعي للحقول.
وفي سوق تواجه شحاً حاداً مثل هذا فإن إعلان السعودية بالأمس تخلية مسؤوليتها هو سابقة لأن العالم مشغول بأوكرانيا ولا يلتفت لما يحدث هنا.
أسواق الطاقة لن تتحمل اعتداءات حوثية هذه المرة
أسواق الطاقة لن تتحمل اعتداءات حوثية هذه المرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة