تعرض الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لانتقادات شديدة وتهجمات كثيرة من سياسيين وإعلاميين إسرائيليين بسبب خطابه أمام الكنيست (البرلمان) يوم الأحد. وخرجت الصحف العبرية بشبه إجماع على مهاجمته ووصفه بالجحود والكذاب، وأمعنت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في ذمّه، قائلة إنه «جر شعبه إلى مأساة ثم راح يتباكى».
وكان في مقدمة منتقدي زيلينسكي، رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، الذي صرح بأن انتقادات الرئيس الأوكراني لإسرائيل بشأن تعاملها مع الحرب في أوكرانيا، ظالمة ومتجنية. واختار بنيت لتصريحاته، أمس الاثنين، منبراً ذا مغزى. فقد شارك في المراسم التي أقيمت في مطار بن غوريون للوفد الإسرائيلي الذي توجه إلى أوكرانيا لإنشاء مستشفى ميداني، وقال: «نقوم بإدارة هذه الأزمة المؤسفة بطريقة حساسة وبمسؤولية عالية، بينما نسعى لنوازن بين مختلف الاعتبارات المختلفة والمعقدة». وأوضح بنيت أن «الجمهور الإسرائيلي يمكن أن يفخر بمساهمة إسرائيل ومساعدتها لمواطني أوكرانيا». وأضاف: «منذ الأيام الأولى بادرنا إلى إرسال طائرات المساعدات المحملة بأطنان عديدة من المعدات، والأجهزة الطبية، والأدوية وغيرها من المستلزمات. بينما نستوعب هنا القادمين الجدد سواء من الأشخاص المؤهلين للقدوم بموجب نص قانون العودة أو الأشخاص غير المؤهلين لذلك. لقد دخل بالفعل مجموع 15.000 مواطن أوكراني إلى إسرائيل، ونفتح أبوابنا حتى تضع الحرب أوزارها».
وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن بنيت «ليس راضياً أبداً عن خطاب زيلينسكي»، وقال مصدر رفيع في الحكومة، تحدث للقناة «13»، إن تشبيهات «الجرائم الروسية في أوكرانيا» بالجرائم النازية خلال الحرب العالمية الثانية تمثّل «ازدراء خطيراً للمحرقة».
وكان زيلينسكي اتهم إسرائيل بالمتفرج على الحرب التي تمتنع عن تزويد بلاده بالسلاح والعتاد. وتساءل في خطابه أمام الكنيست، مساء الأحد، قائلاً: «لماذا تتخذ إسرائيل موقف المتفرج ولا تختار دعم أوكرانيا التي تتعرض للعدوان؟ ولماذا لا تفرض عقوبات على روسيا وتزود أوكرانيا بالأسلحة على مثال منظومة القبة الحديدية، وهي أفضل منظومة دفاعية ضد الصواريخ في العالم؟». وأجرى زيلينسكي مقارنة بين الغزو الروسي وبين حرب الإبادة النازية لليهود. وقال إن الأوكرانيين كانوا قد ساعدوا اليهود ضد النازيين لكن إسرائيل لا تساعد الأوكرانيين.
وقد ظهر شبه إجماع إسرائيلي، بين السياسيين والمحللين والصحافيين، على رفض المقارنة باعتبار أنه «لا يوجد شيء شبيه بالهولوكوست». وقال وزير الأمن الداخلي، عومر بار ليف، إن «الرئيس الأوكراني اختار إلقاء خطاب ناري لتجنيد إسرائيل لكن نتيجته جاءت عكسية. فقد خسر الجمهور الإسرائيلي عندما ساوى بين مأساة أوكرانيا وبين كارثة المحرقة. وزيف التاريخ عندما تحدث عن مساعدة الأوكرانيين لليهود. فالأوكرانيون لم يكونوا بهذه البراءة. وأضاف بار ليف إنه مثل إسرائيليين كثيرين خرجوا من هذا الخطاب بشعور سيئ. وبرر عدم تقديم القبة الحديدية لأوكرانيا قائلاً: «هل نعطيه المدافع التي ننشرها حول قطاع غزة ونبقي بلداتنا مكشوفة لصواريخ حماس؟».
وفي الصحافة الإسرائيلية ساد إجماع ضد المقارنة مع النازيين. وحذر المحلل السياسي في موقع «واللا» الإلكتروني، باراك رافيد، من التأثير السلبي للخطاب على الموقف الدولي من السياسة الإسرائيلية. وقال: «قد تتحول الانتقادات الأوكرانية، إلى انتقادات مماثلة شديدة اللهجة تجاه إسرائيل من قبل القوى الغربية». وشدد رافيد على أن الحياد الذي فرضته الحكومة الإسرائيلية على نفسها يضرها أكثر مما ينفعها، مشيراً إلى الدعم الكبير الذي لقيه خطاب زيلينسكي من قبل السفارة الأميركية في إسرائيل.
من جهة ثانية، قال السفير الروسي لدى إسرائيل، أناتولي فيكتوروف، إنه «كان على إسرائيل، التي تعرض نفسها كوسيط موضوعي بين السلطات في موسكو وكييف، أن تمنح ممثلي روسيا المجال لمخاطبة أعضاء الكنيست»، كما أعطت الفرصة للرئيس الأوكراني. وقال السفير الروسي إن «على الجمهور الإسرائيلي عدم تصديق الصور التي تصدر له»، مشدداً على «الانتشار الواسع للأخبار الكاذبة والمضللة على شاشات التلفزة».
وأقلع صباح أمس الاثنين، الوفد الطبي برئاسة الدكتور دودو داغان مدير قسم المستشفيات الحكومية بوزارة الصحة الذي يضم كوادر طبية من الجهاز الصحي بأكمله إلى أوكرانيا. ووفقاً لوزارة الخارجية الإسرائيلية «تم تحميل 17 طناً من المعدات اللازمة لبناء مستشفى ميداني باسم (نجم ساطع)، على متن طائرة شحن شركة الطيران الإسرائيلية إل عال، التي أقلعت إلى بولندا للتحضير لبناء المستشفى في بلدة موستيكا في غرب أوكرانيا».
إسرائيل تعتبر خطاب زيلينسكي تحريضاً عليها و«شيئاً من نكران الجميل»
وُصف في الإعلام العبري بالكذاب والمخادع وبأنه «يجر شعبه لمأساة ثم يتباكى»
إسرائيل تعتبر خطاب زيلينسكي تحريضاً عليها و«شيئاً من نكران الجميل»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة