حاكم مصرف لبنان ينفي اتهامات بالإثراء غير المشروعhttps://aawsat.com/home/article/3544566/%D8%AD%D8%A7%D9%83%D9%85-%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%81-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%86%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AB%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9
قال حاكم مصرف لبنان المركزي، رياض سلامة، اليوم الاثنين، إنه أمر بإجراء تدقيق أظهر أن الأموال العامة لم تكن أبداً مصدراً لثروته، نافياً اتهام قاضية له بالإثراء غير المشروع. وقال سلامة رداً على سؤال أرسلته «رويترز» عبر رسالة نصية: «تقرير المراجعة هذا قُدم إلى السلطات المختصة في لبنان والخارج». وكانت القاضية غادة عون قد أبلغت «رويترز» في وقت سابق اليوم، أنها وجهت اتهاماً لسلامة بالإثراء غير المشروع، بعد أيام من أمرها باعتقال شقيقه رجا في القضية نفسها. وسلامة (71 عاما) حاكم لمصرف لبنان منذ قرابة ثلاثة عقود واستمر في شغل المنصب حتى مع تداعي الاقتصاد تحت وطأة جبل من الديون وانهيار العملة وسقوط قطاعات واسعة من المجتمع في براثن الفقر منذ عام 2019. وقالت عون لرويترز إن الاتهام يتعلق بشراء وتأجير شقق في باريس بعضها للبنك المركزي. وأضافت أن سلامة لم يحضر جلسة الاستماع التي كانت مقررة اليوم الاثنين وأنها وجهت إليه التهمة غيابيا، وأشارت إلى أنها أحالت القضية إلى قاضي تحقيق الذي سيعود له الأمر فيما لو كان سيصدر مذكرة توقيف بحقه. وفي الأسبوع الماضي وجهت عون الاتهام إلى شقيقه رجا سلامة في نفس القضية وأمرت بتوقيفه. وقال محامي رجا سلامة يوم الجمعة إن الادعاءات بالإثراء غير المشروع وتبييض الأموال ضد موكله لا أساس لها من الصحة واصفا الأدلة بأنها «تكهنات إعلامية دون أي إثبات». ويواجه رياض سلامة تحقيقات أخرى في لبنان والعديد من الدول الأوروبية، ومنها سويسرا، بسبب مزاعم «غسل أموال متفاقم» في البنك المركزي تنطوي على مكاسب بقيمة 300 مليون دولار لشركة مملوكه لشقيقه الأصغر رجا سلامة. وسلامة عضو رئيسي في فريق الحكومة اللبنانية الذي يجري محادثات مع صندوق النقد الدولي على أمل التفاوض على اتفاق إنقاذ ينظر إليه على نطاق واسع على أنه السبيل الوحيد للبلاد لرسم طريق للخروج من الانهيار. ولا يزال سلامة يحظى بدعم بعض أقوى المسؤولين في البلاد، ومن بينهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي. ويتهم منتقدون القاضية غادة عون بالتصرف بما يتماشى مع الأجندة السياسية للرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر الذي ينتقد سلامة بشدة ويرد عزله. وتنفي القاضية ذلك قائلة إنها تنفذ القانون.
«هدنة غزة»: محادثات جديدة بمصر لتحقيق «اختراق» وتفادي «التعثر»https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5137703-%D9%87%D8%AF%D9%86%D8%A9-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%AB%D8%A7%D8%AA-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A8%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%88%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%AB%D8%B1
فتيات فلسطينيات ينتظرن وجبات طعام خيرية في خان يونس جنوب غزة... الثلاثاء (رويترز)
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
«هدنة غزة»: محادثات جديدة بمصر لتحقيق «اختراق» وتفادي «التعثر»
فتيات فلسطينيات ينتظرن وجبات طعام خيرية في خان يونس جنوب غزة... الثلاثاء (رويترز)
محادثات جديدة احتضنتها القاهرة بين رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وطاقم التفاوض الإسرائيلي برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر؛ لبحث تهدئة في قطاع غزة، بعد أيام من زيارة وفد من حركة «حماس» لمصر، وطرحه رؤية شاملة لإنهاء الحرب تذهب لهدنة ما بين 5 و7 سنوات.
وبين نتائج تشير لـ«تقدم جزئي»، وأخرى تتحدَّث عن «قضايا شائكة»، تتوالى تسريبات إعلامية بشأن تلك المحادثات، التي تحل قبل نحو أسبوعين من زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب للمنطقة، وهو ما يراه خبراء تحدَّثوا لـ«الشرق الأوسط» يشي باحتمال تعثر المفاوضات حول اتفاق شامل بتعنت من رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، دون ضغوط حقيقية حتى الآن من واشنطن عليه.
صبي فلسطيني يحمل كتاباً وهو يجلس على أنقاض منزل إثر غارات إسرائيلية ليلية في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (أ.ف.ب)
وكانت قناة «القاهرة الإخبارية»، أفادت، مساء الاثنين، بأن «رئيس المخابرات المصرية التقى طاقم التفاوض الإسرائيلي برئاسة ديرمر في القاهرة في أعقاب زيارة وفد (حماس) لمصر منذ أيام عدة؛ لبحث التهدئة، وصولاً لوقف إطلاق النار بقطاع غزة واستمراراً للجهود المصرية - القطرية المكثفة المبذولة لاستعادة الهدوء بقطاع غزة».
حديث عن تقدم
وكشف مصدران أمنيان مصريان لوكالة «رويترز» عن أن المفاوضات التي عُقدت في القاهرة «تشهد تقدماً كبيراً، واتفاق الأطراف على عدد من القضايا، منها التوافق على وقف إطلاق نار طويل الأمد في غزة»، مؤكدين أن «بعض النقاط الشائكة لا تزال قائمةً رغم التقدم المحرز في المحادثات، ومنها مسألة أسلحة حركة (حماس)».
بالمقابل، أفادت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، الثلاثاء، بأن «تقارير إسرائيلية سارعت إلى التشكيك في تلك المزاعم، والتأكيد على أن التفاصيل غير صحيحة».
ونقل موقع «واللا» عن مصدر إسرائيلي كبير لم يُذكر اسمه قوله إنه «لم يحدث أي اختراق»، في حين نقل موقع «واينت» عن مصادر إسرائيلية قولها إنه «لم يكن هناك تقدم ملموس، وإن إسرائيل لن توافق على هدنة تمتد لسنوات لا تشمل نزع سلاح (حماس)».
ونقلت قناة «آي 24 نيوز» الإسرائيلية عن مسؤول، الثلاثاء، أن «التقارير عن حصول تقدم بالمفاوضات بين إسرائيل و(حماس) غير دقيقة»، كاشفاً عن أن «إسرائيل تعمل بشكل متواصل وحثيث مع الأميركيين والوسطاء؛ بهدف التوصُّل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن، ولكن حتى الآن لم يتم التوصُّل إلى تفاهم».
إطالة المفاوضات
عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير رخا أحمد حسن، يرى أن زيارة الوفد الإسرائيلي مؤشر على إمكانية قبول تصورات، لكن بالعادة إسرائيل تجيد لعبة إطالة المفاوضات دون إنجاز شيء، لافتاً إلى أن النقاط الشائكة التي تطرحها إسرائيل مثل نزع سلاح «حماس» أمر غير عقلاني، ولن يجد مساحةً للتطبيق، خصوصاً أنه لم تقم دولة فلسطينية كاملة السيادة بعد.
ويعتقد رخا أن «المطلوب من واشنطن ممارسة ضغط أكبر على نتنياهو، خصوصاً أن إمكانية التوصَّل لاتفاق قبل زيارة ترمب للمنطقة أكبر مهما كان (التعثر)»، لافتاً إلى أن «مطالب (حماس) متفقة مع المظاهرات التي تشهدها إسرائيل، وتطالب بإنهاء الحرب ضمن صفقة واحدة، لكن نتنياهو مَن يعطل مسار الحل».
فلسطيني يحمل حطاماً خلال إزالته الأنقاض إثر غارات إسرائيلية ليلية في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (أ.ف.ب)
وبتقديرات المحلل السياسي الفلسطيني نزار نزال، فإن «هناك إشكاليات تعوق العبور تجاه هدنة شاملة مع رفض نتنياهو لها وتمسكه بسحق (حماس) وخشيته من سقوط حكومته»، لافتاً إلى أن وصول وفد إسرائيلي للقاهرة؛ لبحث المحادثات محاولةٌ لتقليل التوتر مع القاهرة وإرسال رسائل لواشنطن بأنه راغب في اتفاق ولا يعطله، ولكن في ضوء التصريحات الإسرائيلية «لا تفاؤل بانفراجة شاملة».
أفق لإقامة دولة
بالمقابل، تعالت الأصوات الدولية المطالِبة بوقف الحرب بغزة. ودعا رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي، في بيان مشترك، الثلاثاء، إلى «العودة الفورية إلى وقف إطلاق النار، مع إيجاد أفق سياسي جاد لإقامة الدولة الفلسطينية».
وشدَّد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، في كلمة الثلاثاء، على أنه «يجب العودة لوقف إطلاق النار في غزة»، بينما أعربت منظّمة العفو الدولية، في تقرير الثلاثاء، عن أسفها لأنّ «العالم يتفرّج مباشرة على الهواء على إبادة جماعية» ترتكبها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة.
أم فلسطينية تودع ابنها الذي قُتل في غارة إسرائيلية خلال جنازته يوم الاثنين في بيت لاهيا شمال (أ.ب)
وعشية تلك المناشدات، ووسط الخلافات المتصاعدة بإسرائيل، طرح الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، في مقابلتين مع صحيفتَي «هآرتس» و«يديعوت أحرونوت»، إخراج نتنياهو، الذي يحاكم في قضايا فساد، من المشهد السياسي، داعياً إلى دراسة إمكانية إبرام صفقة إقرار ذنب في محاكماته، وذلك مقابل خروجه من الحياة السياسية دون الزج به في السجن، و«كجزء من تخفيف التوتر في المجتمع الإسرائيلي».
ويعتقد السفير رخا، أن المطالبات الدولية لن تتوقف بوقف الحرب، وهذا قد يُشكِّل ضغطاً، موضحاً أن دعوة الرئيس الإسرائيلي بخروج نتنياهو من المشهد دون سجنه في ظل خلافات إسرائيلية متصاعدة، قد تُشكِّل ضغطاً أكبر وفرصةً للتوصُّل لاتفاق أكبر، مع ضغط أميركي لعودة الهدوء والاستقرار للمنطقة.
ولا يعتقد نزال أن تمارس واشنطن «ضغطاً خشناً» على إسرائيل، خصوصاً قبل زيارة ترمب، وستعمل فقط على فتح معابر غزة، وغلق ملف المجاعة ضمن هدنة إنسانية، حال فشلت محاولات التوصُّل لهدنة مؤقتة أو شاملة، بينما تشمل الزيارة محادثات بشأن هدنة أكبر وأوسع.