إسرائيل تضبط خلية لـ{حزب الله} خططت لخطف مسؤولين وجنود

لائحة اتهام ضد أربعة عناصر لهم سوابق في تهريب المخدرات

راية «حزب الله» يرفرف في كفركلا بالقرب من سياج على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية (غيتي)
راية «حزب الله» يرفرف في كفركلا بالقرب من سياج على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية (غيتي)
TT

إسرائيل تضبط خلية لـ{حزب الله} خططت لخطف مسؤولين وجنود

راية «حزب الله» يرفرف في كفركلا بالقرب من سياج على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية (غيتي)
راية «حزب الله» يرفرف في كفركلا بالقرب من سياج على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية (غيتي)

وجهت النيابة العامة الإسرائيلية، أمس (الأحد)، لائحة اتهام ضد أربعة مواطنين عرب من فلسطينيي 48، تدعي أنهم اعترفوا بتهمة العمل في خدمة حزب الله اللبناني، والتخطيط لخطف جنود وتنفيذ عمليات مسلحة، انتقاماً من العمليات الإسرائيلية ضد إيران وميليشياتها في سوريا والعراق. وقالت إنه تم تنظيمهم خلال لقاءات تمت على الأراضي التركية.
وبحسب لائحة اتهام، فإن المتهمين الأربعة، هم سلطان عطا الله (55 عاماً)، وسامي جزاوي (56 عاماً) من قرية يركا، ورامي شامي (33 عاماً)، من مدينة المكر جديدة، وهم من سكان بلدات عربية في الجليل الغربي، ومتهم رابع (40 عاماً) من قرية عكبرة قرب صفد على البحر المتوسط، وقد حظر نشر اسمه، اعتقلوا جميعاً في شهر فبراير (شباط) الماضي، بتهمة تجارة مخدرات.
وخلال سير التحقيق، تبين أن الأربعة يعملون لصالح حزب الله، ضمن خلية يقودها أحد القادة الميدانيين البارزين في الجنوب اللبناني، هو الحاج خليل حرب. وقد تم تجنيد اثنين منهما في تركيا، بواسطة اثنين من عملاء حزب الله، وهما: حسين خليل وأكرم الشيت، من قرية كفر كلا في الجنوب اللبناني.
وبحسب بيان لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، فإنه «خلال التحقيق مع المعتقلين، تبلورت الصورة التي بموجبها عمل حزب الله من أجل تجنيد وتفعيل بنية تحتية ميدانية، وبضمن ذلك، العمل لصالح جهات استخباراتية إيرانية، بواسطة تجار مخدرات في لبنان يعملون في التهريب إلى إسرائيل».
وأضاف الشاباك أن المعتقلين عطا الله والشامي «أدينا في الماضي بتهريب مخدرات، وتبين خلال التحقيق الحالي، أنهما عملا في هذا المجال، وكانا على علاقة قديمة مع حسين خليل، وهو مهرب لبناني مرتبط بحزب الله، قبع في السجن الإسرائيلي خلال فترة احتلال لبنان، قبيل عام 2000».
وتتحدث لائحة الاتهام عن أن عطا الله والشامي، التقيا عدة مرات مع خليل والشيت، بين 23 و30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وطلب حسين خليل منهما، خلال هذا اللقاء، تهريب أسلحة إلى إسرائيل ودفنها في مخابئ، على أن يُخرجها مُجندون آخرون لحزب الله من خلاياه النائمة في إسرائيل. كما طلب منهما، دراسة إمكانية تنفيذ عمليات في إسرائيل خاصة بهما بصورة مستقلة.
واعترف المتهمان بأنهما كانا على علم ووعي تامين، بأن حسين خليل وأكرم الشيت ناشطان في حزب الله، إثر توضيح شيت خلفية طلباته منهما. وأكدا أنهما وافقا على الهدف الاستراتيجي الذي وضعه لهما خليل والشيت، وهو «إعادة سيطرة الإمبراطورية الفارسية على المنطقة والانتقام من إسرائيل على عملياتها العدوانية ضد إيران»، بحسب وثائق الشاباك.
وقد فهما أيضاً أن من المهام الموكلة إليهما في المستقبل، «نقل أسلحة إلى (خلايا نائمة) لحزب الله في إسرائيل، وتزويدهما بها وقت الحاجة، والمساعدة في العثور على أماكن حساسة داخل إسرائيل، تكون هدفاً لإطلاق صواريخ عليها أثناء الحرب، إضافة إلى خطف مسؤولين إسرائيليين سياسيين رفيعي المستوى، وضباط جيش وسياسيين». وقد وعدا بأموال طائلة مقابل النجاح في عملية خطف كهذه. وخلال هذه اللقاءات، جرى تسليم سلطان بندقية أوتوماتيكية من طراز «MP5».
وقال ضابط مسؤول في الشاباك، خلال المحكمة، أمس، إن «هذه القضية تؤكد جهود جهات إرهابية إيرانية، وأخرى غيرها، من أجل استغلال مواطني إسرائيل، العرب والدروز». ودعا المواطنين الذين يتلقون توجهات من جهات إرهابية إلى «إبلاغ السلطات بذلك، والامتناع عن وضع يجدون أنفسهم فيه ضالعين في نشاط أمني خطير». وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن «المحور الإيراني، يقوم في السنة الأخيرة بمحاولات لتنفيذ عمليات تخريبية، وتهريب أسلحة ومخدرات إلى داخل الأراضي الإسرائيلية»، وإنه «تم تشكيل طاقم خاص للشاباك والجيش والشرطة وجهات أخرى، لمتابعة قضية تهريب الأسلحة والمخدرات». وبحسب بيان الجيش، فإن «المشتبه بهم، حصلوا على توجيهات من الحاج خليل حرب، الذي كُشف النقاب في الأشهر الأخيرة، عن تورطه في أعمال تهريب المخدرات والأسلحة إلى داخل إسرائيل». وادعى بيان الجيش الإسرائيلي، أنه «جرت مؤخراً، جولة لقاءات بين تجار مخدرات وأسلحة لبنانيين، ونشطاء إسرائيليين وفلسطينيين، في محاولة لتفعيل نشاطات تخريبية داخل إسرائيل. وفي أحد اللقاءات، أكد المشاركون أن الجهات التي تقف وراء عملية التهريب، هي حزب الله وإيران».
من جهة ثانية، نفى حمو سلطان عطا الله، الاتهامات، واعتبر المسألة «اتهامات منفوخة لا أساس لها من الصحة». وشكا من مداهمة قوة كبيرة من الجنود، قوامها 30 عنصراً وأكثر، بيت ابنته في ساعات الفجر، وعاثوا خراباً وأفزعوا الأطفال، على قضية سيثبت قريباً بطلانها وتفاهتها»، على حد قوله، مضيفاً: «نحن أبناء الطائفة الدرزية الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي، لا نفكر إطلاقاً في خيانة إسرائيل والعمل ضد أمنها. لكن إسرائيل، بهذه الاتهامات، تريد أن تدفعنا بالقوة إلى صفوف أعدائها».
يذكر أن لائحة الاتهام، لم تعطِ تفاصيل عن دور الاثنين الآخرين، في العملية التي تم الكشف عنها، وأن التفاصيل قد يكشف عنها في الجلسات المقبلة للمحاكمة التي انطلقت أمس.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.