حلم ميلان في اللقب الإيطالي يقترب... وشكوى من تعرض لاعبيه للعنصرية

الجزائري بن ناصر (في المقدمة) يحتفل بهدفه الذي قاد ميلان للفوز (أ.ب)
الجزائري بن ناصر (في المقدمة) يحتفل بهدفه الذي قاد ميلان للفوز (أ.ب)
TT

حلم ميلان في اللقب الإيطالي يقترب... وشكوى من تعرض لاعبيه للعنصرية

الجزائري بن ناصر (في المقدمة) يحتفل بهدفه الذي قاد ميلان للفوز (أ.ب)
الجزائري بن ناصر (في المقدمة) يحتفل بهدفه الذي قاد ميلان للفوز (أ.ب)

تعززت آمال فريق ميلان في حصد لقب الدوري الإيطالي هذا الموسم بعدما عزز صدارته إثر انتصار على مضيفه كالياري 1 - صفر في المرحلة الثلاثين التي شهدت مواصلة إنتر ميلان حامل اللقب نزيف النقاط بتعادله مع ضيفه فيورنتينا 1 - 1 بينما ارتقى نابولي لمركز الوصافة بفوزه المثير على أودينيزي 2 - 1.
في المباراة الأولى على ملعب «سردينيا أرينا»، قاد لاعب الوسط الدولي الجزائري إسماعيل بن ناصر فريقه ميلان إلى تعزيز صدارته بتسجيله هدف الفوز بتسديدة رائعة «على الطاير» من خارج المنطقة إثر كرة من الفرنسي أوليفييه جيرو أسكنها على يمين الحارس أليسيو كرانيو الذي اكتفى بمراقبتها وهي تعانق شباكه بالدقيقة 59.
وهو الفوز الثالث توالياً والـ20 هذا الموسم لميلان الساعي إلى لقبه الأول منذ موسم 2010 - 2011 والتاسع عشر في تاريخه للحاق بجاره إنتر ميلان في المركز الثاني على لائحة الأندية الأكثر تتويجاً بالدوري خلف يوفنتوس (36 مرة)، فرفع رصيده إلى 66 نقطة بفارق ثلاث نقاط أمام نابولي، وست نقاط أمام جاره إنتر الذي يملك مباراة مؤجلة ضد بولونيا.
وعقب اللقاء اشتكى ستيفانو بيولي مدرب ميلان من أن حارس مرمى فريقه مايك ماينان والمدافع فيكايو توموري تعرضا لإساءة عنصرية من جانب جمهور كالياري.
وكان ماينان الأقرب إلى جمهور كالياري، بينما كان يحتفل مع توموري في نهاية المباراة، وعندها تعرضا للإساءة العنصرية ما تسبب في مشادة بين عدد من لاعبي الفريقين.
وقال ميلان في بيان بعد المباراة: «خصصت هذه المباراة في الدوري الإيطالي من أجل مناهضة العنصرية، لكن الطريق في هذا المجال لا يزال طويلا، ولا بد لنا من الاستمرار في القتال (ضد العنصرية)».
وقال بيولي إن ماينان وتوموري أكدا له أنهما تعرضا للإساءة العنصرية من جانب الجمهور.
لكن جواو بيدرو مهاجم كالياري أشار إلى أنه لم يسمع أي شيء من هذا القبيل، ودافع عن مشجعي فريقه وقال: «لم أسمع شيئا... هذا موضوع حساس جدا، لكني في الواقع كنت في وسط الملعب في هذا التوقيت».
وكعادته، واصل ميلان معاناته أمام الفرق المتواضعة، وكان قاب قوسين أو أدنى من السقوط في فخ التعادل لولا العارضة التي حرمت المهاجم ليوناردو بافوليتي من إدراك التعادل في الدقيقة الأخيرة بردها ارتماءته الرأسية من مسافة قريبة قبل أن يلتقطها الحارس مينان.
وغالباً ما يقدم ميلان أفضل عروضه في مواجهة الفرق القوية وتحديداً جاره إنتر بعد فوزه عليه في الدوري الشهر الماضي، وانتزاعه التعادل السلبي معه في ذهاب نصف نهائي كأس إيطاليا، ثم العودة بفوز ثمين على نابولي في عقر دار الأخير الأسبوع قبل الماضي لينفرد بالصدارة. لكن مشكلة ميلان إهداره نقاطاً ثمينة أمام فرق متواضعة، كما حصل معه مع ساليرنتينا صاحب المركز الأخير (2 - 2) وأودينيزي 1 - 1 واستفاد ميلان جيدا من تعادل إنتر أمام ضيفه فيورنتينا 1 - 1.
وهو التعادل الثاني على التوالي للإنتر بعد الأول أمام مضيفه تورينو بالنتيجة ذاتها في المرحلة الماضية ما جعل الأمر يزداد صعوبة عليه في مشوار الاحتفاظ باللقب.
وواصل نابولي تضييق الخناق على ميلان بقلبه الطاولة على ضيفه أودينيزي بثنائية مهاجمه الدولي النيجيري فيكتور أوسيمهن. وكان أودينيزي البادئ بالتسجيل عبر مهاجمه الإسباني جيرارد دولوفيو في الدقيقة 22 بتسديدة زاحفة، لكن نابولي ضرب بقوة في الشوط الثاني وسجل هدفين عبر مهاجمه أوسيمهن في الدقيقتين 52 بضربة رأسية و63 بتسديدة «على الطاير» رافعاً رصيده إلى 11 هدفاً على لائحة الهدافين، وإلى 15 هدفاً في مختلف المسابقات. وهو الفوز الثاني توالياً لنابولي والتاسع عشر هذا الموسم. وأعرب أوسيمهن عن تفاؤله بقدرة فريقه على المنافسة على اللقب والظفر به للمرة الثالثة في تاريخه بعد عامي 1987 و1990 بقيادة الأسطورة الأرجنتيني الراحل دييغو أرماندو مارادونا. وقال عقب اللقاء: «ما زلنا نؤمن بذلك، لا تزال أمامنا ثماني مباريات، نريد مواصلة الفوز في كل مباراة، وفي النهاية سنرى».
وضمن نفس المرحلة نهض يوفنتوس من كبوته القارية وبات على بُعد نقطة واحدة من إنتر الثالث بعد فوزه على ساليرنيتانا 2 - صفر أمس، بهدفي الأرجنتيني باولو ديبالا بعد مرور 5 دقائق، والصربي دوشان فلاهوفيتش في الدقيقة 29. ورفع يوفنتوس رصيده في المركز الرابع إلى 59 نقطة مقابل 60 لإنتر الذي يملك مباراة مؤجلة.
وسيكون باستطاعة يوفنتوس تخطي إنتر في حال الفوز عليه بالجولة المقبلة عندما يستضيفه. وإذا كان يوفنتوس ودع دوري أبطال أوروبا مبكراً في الدور ثمن النهائي بسقوطه المدوي على أرضه أمام فياريال صفر - 3 إياباً، فإنه في المقابل يظهر استقراراً كبيراً محلياً لمحافظته على سجله خالياً من الهزائم للمرة السادسة عشرة توالياً (11 انتصاراً و5 تعادلات).
وفاز سمبدوريا على مضيفه فينيزيا 2 - صفر سجلهما فرانشيسكو كابوتو في الدقيقتين 24 و38، وأنهى فريق فينيزيا المباراة بعشرة لاعبين بعد طرد توماس هنري في الدقيقة 87، ورفع سمبدوريا رصيده إلى 29 نقطة في المركز الخامس عشر، وتوقف رصيد فينيزيا عند 22 نقطة في المركز الثامن عشر.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».