اتفاق قطري ـ ألماني لشراكة طويلة الأمد في مجال الطاقة

برلين تطرق أبواب الخليج للبحث عن بدائل الغاز الروسي

وزير الشؤون الاقتصادية الألماني روبرت هابيك في الدوحة أمس (د.ب.أ)
وزير الشؤون الاقتصادية الألماني روبرت هابيك في الدوحة أمس (د.ب.أ)
TT

اتفاق قطري ـ ألماني لشراكة طويلة الأمد في مجال الطاقة

وزير الشؤون الاقتصادية الألماني روبرت هابيك في الدوحة أمس (د.ب.أ)
وزير الشؤون الاقتصادية الألماني روبرت هابيك في الدوحة أمس (د.ب.أ)

أعلنت ألمانيا التوصل لاتفاق مع قطر لتزويدها بالغاز، في وقت تبحث فيه برلين عن مصادر بديلة للغاز الروسي، وأعلن وزير الشؤون الاقتصادية الألماني روبرت هابيك الذي وصل إلى الدوحة، أمس، أن ألمانيا وقطر «توصلتا إلى شراكة طويلة الأمد في مجال الطاقة» في الوقت الذي يسعى فيه أكبر اقتصاد في أوروبا لأن يصبح أقل اعتماداً على مصادر الطاقة الروسية.
وأكد متحدث باسم وزارة الشؤون الاقتصادية الألمانية في برلين أنه تم التوصل إلى اتفاق. وقال المتحدث: «الشركات التي أتت إلى قطر مع (هابيك) ستدخل الآن في مفاوضات تعاقدية مع الجانب القطري». وتعد روسيا أكبر مورد للغاز لألمانيا، وقدم المسؤول الألماني عدة مبادرات لتقليل اعتماد بلاده على روسيا في مجال الطاقة منذ أن غزت جارتها أوكرانيا.
وقال الديوان الأميري في قطر في بيان إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني استقبل هابيك أمس وبحث معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات لا سيما في مجال الطاقة.
وعقب لقائه بأمير قطر أعلن الوزير الألماني أنه تم الاتفاق «بشكل رائع» على الدخول في شراكة طويلة المدى في الطاقة بين بلاده وقطر. مشيراً إلى أن دعم الأمير كان قوياً على نحو هائل وبشكل أقوى مما كان متوقعاً. وقال هابيك إن ممثلي الشركات الذين جاءوا معه إلى قطر، سيشاركون الآن بشكل عميق في المفاوضات التعاقدية مع الجانب القطري.
وبعد لقائه وزير الاقتصاد القطري الشيخ محمد بن حمد آل ثاني قال هابيك إنه يعتزم فتح مجالات أمام الاقتصاد الألماني في قطر، مثل التوسع في الطاقات المتجددة وكفاءة الموارد. وأضاف أنه يرى فرصاً أيضاً بالنسبة لشركات ألمانية في قطر في مجال التقنية الطبية.
وقال وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة سعد بن شريدة الكعبي في بيان إنه التقى أيضاً مع هابيك في الدوحة حيث بحثا سبل تعزيز العلاقات بين قطر، أحد أكبر مصدري الغاز الطبيعي في العالم، وألمانيا في مجال الطاقة والتعاون المشترك.
وتتطلع برلين إلى تقليص اعتمادها على الغاز الطبيعي الروسي من خلال إبرام صفقات مع عدد من الشركاء الدوليين.
والمحطة الثانية في جولة الوزير هيبيك هي أبوظبي حيث يلتقي اليوم الاثنين مع كبار المسؤولين في الدولة، ومن المتوقع أن تتركز المحادثات على «الهيدروجين الأخضر»، والذي ينتج عن استخدام الطاقة المتجددة بدلاً من الوقود الأحفوري التقليدي.
وقد فتح الغزو الروسي لأوكرانيا آفاقاً دبلوماسية وتجارية لقطر المصدرة للغاز للتوسع في مبيعات الطاقة إلى الغرب وتعزيز تحالفها مع واشنطن وسط توتر بين الولايات المتحدة ودول خليجية أخرى. وفي خضم بحث كثيرين من مستوردي الطاقة الأوروبيين بشكل عاجل عن طرق لتخفيف اعتمادهم الشديد على روسيا، أشارت قطر إلى أنها قد توجه المزيد من الغاز في المستقبل إلى أوروبا.
وقررت قطر زيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2027، ووسط طلب قوي وارتفاع الأسعار، يحث القادة الغربيون قطر على زيادة الإمدادات إلى أوروبا وسط مخاوف بشأن روسيا، التي تزود القارة حالياً بنحو 30 إلى 40 في المائة من احتياجاتها من الغاز.
ومؤخراً قال وزير الطاقة القطري سعد الكعبي إن كميات الغاز الطبيعي المسال الجديدة مخصصة للعملاء في آسيا وأوروبا، في تحول عن رسائل سابقة مفادها أن الغاز الإضافي مخصص لآسيا إلى حد كبير.



صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.