«الطاقة الدولية» ترفع وتيرة التحذير من أكبر «صدمة» إمدادات منذ عقود

دعت لخفض الاستهلاك العالمي للنفط... والأسعار تعزز بقاءها فوق 100 دولار

مصفاة نفط قبالة سواحل سنغافورة (رويترز)
مصفاة نفط قبالة سواحل سنغافورة (رويترز)
TT

«الطاقة الدولية» ترفع وتيرة التحذير من أكبر «صدمة» إمدادات منذ عقود

مصفاة نفط قبالة سواحل سنغافورة (رويترز)
مصفاة نفط قبالة سواحل سنغافورة (رويترز)

في وقت عاودت فيه منظمة الطاقة الدولية رفع وتيرة التحذير مما وصفتها بأكبر صدمة إمدادات طاقة وشيكة منذ عقود، عاودت أسعار النفط الارتفاع لتقترب من 110 دولارات للبرميل، أمس (الجمعة)، وسط استمرار الصراع في أوكرانيا، مع عدم وجود أي إشارة إلى إمكانية إحراز تقدم في جهود إنهاء القتال عن طريق التفاوض.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم شهر مايو (أيار) المقبل بنسبة 1.3% لتصل إلى 108.05 دولار للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.6% لتصل إلى 104.61 دولار للبرميل. وسجل النفط قبل أسبوعين أعلى ارتفاع له خلال 14 عاماً، عند 130 دولاراً للبرميل.
إلى ذلك، قال مصدران من تكتل «أوبك بلس» إن امتثال التكتل بخفض الإنتاج ارتفع إلى 136% في فبراير (شباط) من 129% في يناير (كانون الثاني).
ويشير مستوى الالتزام المرتفع إلى أن المجموعة تنتج أقل من المستهدف في وقت يواجه فيه عدة أعضاء صعوبة في زيادة الإنتاج مع تحرك «أوبك بلس» تدريجياً نحو التخلص من تخفيضات في الإنتاج.
إلى ذلك، حضّت وكالة الطاقة الدولية أمس (الجمعة)، الحكومات على تطبيق إجراءات فورية لخفض الاستهلاك العالمي للنفط في غضون أشهر على وقع المخاوف المرتبطة بالإمدادات الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
ودعت الوكالة مجموعة «أوبك بلس» للدول المنتجة للنفط إلى المساعدة في «تخفيف الضغط» على الأسواق، بينما حذّرت من أن العالم يواجه أكبر صدمة في الإمدادات «منذ عقود».
وأدى اندلاع الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الوقود بشكل كبير ودفع اقتصادات كبرى مثل الولايات المتحدة وكندا إلى فرض عقوبات على روسيا عبر حظر استيراد النفط.
وفي ظل التهديد بإمكانية انخفاض إمدادات النفط الروسية أكثر، «هناك خطر حقيقي من إمكانية تقلّص الأسواق أكثر وارتفاع أسعار النفط بشكل كبير في الشهور المقبلة» في وقت يدخل العالم موسم ذروة الطلب، حسب الوكالة.
وأفاد فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، في بيان، بأنه «نتيجة العدوان الروسي المروّع على أوكرانيا، قد يواجه العالم أكبر صدمة في إمدادات النفط منذ عقود، مع انعكاسات هائلة على اقتصاداتنا ومجتمعاتنا».
وقال بيرول، في مؤتمر صحافي لعرض خطة لخفض الطلب، إنه يبحث عن «بعض الرسائل الجيّدة التي يمكن أن تساعد في تخفيف الضغط على أسواق النفط» بعد الاجتماع المقبل لتحالف «أوبك بلس» في 31 مارس (آذار) الجاري.
وأفادت الوكالة بأن المقترحات العشرة التي وردت في تقريرها بإمكانها خفض الاستهلاك في الاقتصادات المتقدّمة «بـ2.7 مليون برميل يومياً خلال الأشهر الأربعة المقبلة».
وبناءً على تقديراتها، يمكن للإجراءات التي اقترحتها الوكالة بالاشتراك مع الحكومة الفرنسية، خفض الاستهلاك في أوساط هذه الدول بـ2.7 مليون برميل يومياً، علماً بأن الدول المعنية تستهلك حالياً ما بين 44 و45 مليون برميل يومياً. وتستهدف الخطة المكوّنة من عشر نقاط، التي يمكن أن تطبّقها الحكومات، النقل الذي يمثّل «غالبية الطلب على النفط».
وتشمل المقترحات خفض الحد الأقصى للسرعة، والعمل من المنزل ثلاثة أيام في الأسبوع، والتوقف عن استخدام السيارات أيام الأحد، وخفض تكاليف النقل العام، وزيادة استخدام القطارات للرحلات البعيدة بدلاً من الطائرات.
من جانب آخر، كشفت بيانات رسمية أمس أن صادرات النفط الخام السعودية زادت في يناير إلى سبعة ملايين برميل يومياً من 6.937 مليون برميل يومياً في ديسمبر (كانون الأول) حسب منصة «جودي».
من ناحيتها، ارتفعت واردات النفط الخام الهندية في فبراير إلى 4.86 مليون برميل يومياً، أعلى مستوى منذ ديسمبر 2020، مع زيادة استهلاك المصافي لتلبية الطلب المتنامي مع تحسن أرباح التكرير.
وأظهرت بيانات أن واردات الدولة، صاحبة ثالث أكبر اقتصاد في آسيا، زادت 5% مقارنةً مع يناير، و24% عن مستواها المتدني في فبراير 2021 عندما تم إغلاق مصفاة في شمال الهند إغلاقاً كاملاً، لأعمال صيانة.


مقالات ذات صلة

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

الاقتصاد بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

حذر بنك إنجلترا يوم الجمعة من أن زيادة الحواجز التجارية قد تؤثر سلباً على النمو العالمي وتزيد من حالة عدم اليقين بشأن التضخم مما قد يتسبب في تقلبات في الأسواق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد فتاة تتفاعل مع تجمع الفلسطينيين لتلقي الطعام الذي تعده جمعية خيرية وسط أزمة الجوع (رويترز)

القضاء على الجوع هدف مؤجل إلى 2050 بسبب الحروب والصراعات والتغير المناخي

سيطرت السياسة على نقاشات قمة توفير الغذاء ومحاربة الجوع في أسبوع الغذاء العالمي الذي أقيم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.

هبة القدسي (أبوظبي)
الاقتصاد لاغارد تتحدث إلى الصحافيين عقب اجتماع مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

لاغارد للقادة الأوروبيين: اشتروا المنتجات الأميركية لتجنب حرب تجارية مع ترمب

حثَّت رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد القادة في أوروبا على التعاون مع ترمب بشأن التعريفات الجمركية وشراء المزيد من المنتجات المصنوعة في أميركا.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد مسؤول في البنك المركزي النمساوي يتسلم أوراقاً نقدية جديدة من فئة 200 يورو (رويترز)

تقلبات اليورو تهدد الاستقرار العالمي

مع اقتراب اليورو من أسوأ شهر له منذ أوائل 2022، يحذر المحللون من أن التقلبات الحادة في العملة قد تصبح المصدر القادم لعدم الاستقرار بالأسواق العالمية.

«الشرق الأوسط» (لندن )

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
TT

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

قال البنك المركزي الروسي إن مستويات أسعار النفط الحالية لا تشكل تهديداً لاستقرار الاقتصاد الروسي، لكنها قد تتحول إلى تحدٍّ خطير إذا انخفضت الأسعار دون الهدف الذي حُدد في الموازنة والذي يبلغ 60 دولاراً للبرميل.

وتشكل عائدات النفط والغاز نحو ثلث إيرادات الموازنة الروسية، وعلى الرغم من التوقعات بتراجع هذه النسبة في السنوات المقبلة، فإن إيرادات السلع الأساسية تظل تلعب دوراً محورياً في الاقتصاد الروسي، كما أن سعر النفط بالروبل يعد عنصراً مهماً في الحسابات المالية للموازنة.

ووفقاً لحسابات «رويترز»، فإن سعر مزيج النفط الروسي «أورال» في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) قد تجاوز السعر المُستخدم في حسابات موازنة الدولة لعام 2024، وذلك بفضل الانخفاض الحاد في قيمة الروبل. وأكد البنك المركزي أن سعر النفط «أورال» بلغ 66.9 دولار للبرميل بداية من 15 نوفمبر.

وفي مراجعته السنوية، قال البنك المركزي: «لا تشكل مستويات أسعار النفط الحالية أي مخاطر على الاستقرار المالي لروسيا»، لكنه حذر من أنه «إذا انخفضت الأسعار دون المستوى المستهدف في الموازنة، البالغ 60 دولاراً للبرميل، فإن ذلك قد يشكل تحديات للاقتصاد والأسواق المالية، بالنظر إلى الحصة الكبيرة التي تمثلها إيرادات النفط في الصادرات الروسية».

كما أشار البنك إلى أن روسيا قد خفضت إنتاجها من النفط بنسبة 3 في المائة ليصل إلى 9.01 مليون برميل يومياً في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك في إطار التزامها باتفاقات مجموعة «أوبك بلس». وأضاف أن الخصم في سعر النفط الروسي مقارنة بسعر المؤشر العالمي قد تقلص إلى 14 في المائة في أكتوبر، مقارنة بـ 16-19 في المائة في الفترة من أبريل (نيسان) إلى مايو (أيار).

الإجراءات لدعم الروبل فعّالة

من جانبه، قال نائب محافظ البنك المركزي الروسي، فيليب جابونيا، إن البنك سيواصل اتباع سياسة سعر صرف الروبل العائم، مؤكداً أن التدابير التي اتخذها لدعم قيمة الروبل كافية وفعالة.

ووصل الروبل إلى أدنى مستوى له منذ مارس (آذار) 2022، إثر فرض أحدث جولة من العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي. وفي خطوة لدعم العملة الوطنية، تدخل البنك المركزي، وأوقف شراء العملات الأجنبية بداية من 28 نوفمبر.

وفي مؤتمر صحافي، صرح جابونيا: «نعتقد أن التدابير المتبعة حالياً كافية، ونحن نلاحظ وجود مؤشرات على أن الوضع بدأ في الاستقرار». وأضاف: «إذا كانت التقلبات قصيرة الأجل الناجمة عن مشكلات الدفع تشكل تهديداً للاستقرار المالي، فنحن نمتلك مجموعة من الأدوات الفعّالة للتعامل مع هذا الوضع».

وأكد جابونيا أن سعر الفائدة القياسي المرتفع، الذي يبلغ حالياً 21 في المائة، يسهم في دعم الروبل، من خلال تعزيز جاذبية الأصول المقومة بالروبل، وتهدئة الطلب على الواردات.

وكانت أحدث العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي قد استهدفت «غازبروم بنك»، الذي يتولى مدفوعات التجارة الروسية مع أوروبا، ويعد المصدر الرئيسي للعملات الأجنبية في السوق المحلية. وقد أدت هذه العقوبات إلى نقص حاد في سوق العملات الأجنبية الروسية، ما تَسَبَّبَ في حالة من الهلع واندفاع المستثمرين نحو شراء العملات الأجنبية. ورغم هذه التحديات، أصر المسؤولون الروس على أنه لا توجد أسباب جوهرية وراء تراجع قيمة الروبل.

النظام المصرفي يتمتع بمرونة عالية

وفي مراجعة للاستقرار المالي، يوم الجمعة، قال المركزي الروسي إن الشركات الصغيرة فقط هي التي تواجه مشكلات في الديون في الوقت الحالي، في وقت يشكو فيه بعض الشركات من تكاليف الاقتراض المرتفعة للغاية مع بلوغ أسعار الفائدة 21 في المائة.

وأضاف أن نمو المخاطر الائتمانية قد أدى إلى انخفاض طفيف في نسبة كفاية رأس المال للبنوك الروسية في الربعين الثاني والثالث، لكنه وصف القطاع المصرفي بأنه يتمتع بمرونة عالية. كما نصح البنوك بإجراء اختبارات ضغط عند تطوير منتجات القروض، بما في ذلك سيناريوهات تتضمن بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترات طويلة.