لبنان: جمعية المصارف تدعو إلى «إضراب تحذيري»

تعديل القرار بحق «فرنسبك» بموازاة حجز على أموال «بلوم» في طرابلس

TT

لبنان: جمعية المصارف تدعو إلى «إضراب تحذيري»

ما إن احتوى القضاء اللبناني جزءاً من الأزمة مع «فرنسبك» بعد قرار «فض الأختام عن الخزنة المحجوزة»، والحجز على مبلغ «يساوي قيمة الدين موضوع الحجز التنفيذي»، حتى أصدر رئيس دائرة التنفيذ في طرابلس القاضي باسم نصر، قراراً قضى بإبلاغ بنك «لبنان والمهجر» الإنذار التنفيذي ووضع محضر الحجز التنفيذي على الخزنات والأموال الموجودة في صناديق المصرف في أربعة فروع للمصرف في طرابلس في شمال لبنان.
ودفعت التطورات المتلاحقة بين القضاء والمصارف، إلى إعلان جمعية المصارف عن «إضراب تحذيري» يومي الاثنين والثلاثاء «كخطوة أولى للتنبيه والتوعية إلى خطورة ما آلت إليه الأوضاع الراهنة، مطالبةً بتصحيح الخلل الحالي الحاصل وصدور قانون الكابيتال كونترول بأسرع وقت ممكن وإقرار خطة التعافي والمباشرة بتنفيذها، محتفظةً بحقها باتّباعها بخطوات أخرى قد تكون ضرورية للمحافظة على الاقتصاد الوطني والمصلحة اللبنانية العليا».
وقالت المصارف في بيان إنه «إضراب تحذيري ضد التعسف في تطبيق السياسات المالية»، و«ضد التعسف في التدابير النقدية»، و«لاستمرار الاقتصاد الوطني وأنظمة الدفع النقدي»، و«ضد تعسف بعض القرارات القضائية». وتساءلت المصارف «حول مغزى بعض القرارات القضائية والإدارية التي تفتقر إلى الحدّ الأدنى من السند القانوني والمصلحة العامة، وقد تنبثق من الشعبوية ومن التوجه لتأجيل المعالجة الصحيحة».
وسألت: «كيف يُفسّر مثلاً أن يصدر قرار بالتنفيذ على أملاك المصرف بناءً على طلب شخص سبق أن قبض كامل حقوقه من المصرف، وإلزامه مرة جديدة وجوب إيفائها؟ فهل هذا يخدم سائر المودعين؟» وأضافت: «كيف يُفهم مثلاً أن يعد بعض القرارات أن الشيك، خصوصاً الشيك المصرفي، لم يعد وسيلة دفع إبرائية عندما يُصدره المصرف، ثم يعود وسيلة إبرائية من جديد عندما يسدد المدين دينه إلى المصرف؟ فهل تخدم هذه القرارات التي تقوض إمكانيات المصارف سائر المودعين؟».
وسألت: «كيف يُفهم مثلاً أن تصدر قرارات عن مرجع غير صالح بحجز حريّات ومنع التصرف بموجودات، وأن يمتنع هذا المرجع عن تطبيق القانون عند الطعن بها؟».
كانت محكمة التنفيذ في بيروت قد أصدرت قراراً يوم الأربعاء الماضي قضى بإلقاء الحجز والتنفيذ الجبري على موجودات مصرف «فرنسبنك»، بدءاً من فرعه الرئيسي في منطقة الحمرا، وصولاً إلى جميع فروعه في العاصمة والمحافظات اللبنانية، بناءً على دعوى مقدّمة من أحد المودعين.
وعدّل قضاء التنفيذ أمس في القرار الصادر قبل يومين. وأعلن تحالف «متحدون» في بيان، أن رئيسة دائرة التنفيذ في بيروت القاضية مريانا عناني، أصدرت أمس قراراً قضى بانتقال مأمور التنفيذ إلى فرع «فرنسبنك» في الحمرا و«فض الأختام عن الخزنة المحجوزة، في حضور المدير أو من ينتدبه لهذه الغاية، وبجرّد محتوياتها وفي حال تضمنها أموالاً نقدية، الحجز على مبلغ يساوي قيمة الدين موضوع الحجز التنفيذي»، في دعوى المودع عياد غرباوي إبراهيم.
وأشار التحالف إلى أنه «خلال المباشرة بعملية التنفيذ وردت مذكرة بضم الملف إلى محكمة الاستئناف في بيروت على أثر تقدم المصرف باستئناف لقرار القاضية المنفردة المالية رولا عبد الله الذي قضى برد طلب (فرنسبنك)».
ولفت التحالف إلى أن خطوة الحجز على المبلغ، «تأتي استكمالاً لقرار القاضية عناني يوم الأربعاء الماضي، بإنفاذ الحجز التنفيذي على جميع أسهم وعقارات وموجودات «فرنسبنك» وفروعه وشركاته في كل لبنان تمهيداً لطرحها في المزاد العلني بحال عدم رضوخ المصرف وتسديده كامل مبلغ الوديعة وملحقاته فوراً».
وبموازاة هذا القرار الذي احتوى جزءاً من النزاع الناشئ بين المصارف والقضاء، أصدر رئيس دائرة التنفيذ في طرابلس القاضي باسم نصر، قراراً قضى بإبلاغ بنك «لبنان والمهجر» الإنذار التنفيذي ووضع محضر الحجز التنفيذي على الخزنات والأموال الموجودة في صناديق المصرف دون تلك العائدة للمودعين وإخراج خزنة أو خزنتين من دائرة الحجز من أجل تيسير أمور المودعين، وذلك في فروعه الأربعة الكائنة في طرابلس (الزاهرية، والبولفار، وأبي سمرا، وشارع عزمي)، تحصيلاً للوديعة العائدة للمنفذ مازن المير البالغة 437666 دولاراً أميركياً.
ولاحقاً، أصدر مكتب المحامي فراس بدر شريتح، وكيل المنفذ، توضيحاً قال فيه إن «لجوء الموكل مازن أحمد المير لطلب إلقاء الحجز التنفيذي على موجودات (بلوم بنك) جاء بعد سلسلة من الإجراءات التعسفية التي قام بها المصرف المذكور في علاقته مع الموكل».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.