بعد حادثة هيلي بيبر... ما الذي يسبب الجلطات الدموية لدى الشباب؟

عارضة الأزياء هيلي بيبر (أ.ب)
عارضة الأزياء هيلي بيبر (أ.ب)
TT

بعد حادثة هيلي بيبر... ما الذي يسبب الجلطات الدموية لدى الشباب؟

عارضة الأزياء هيلي بيبر (أ.ب)
عارضة الأزياء هيلي بيبر (أ.ب)

كشفت عارضة الأزياء هيلي بيبر، زوجة المغني الشهير جاستن بيبر، هذا الأسبوع، أنها نُقلت إلى المستشفى بعد أن ظهرت عليها «أعراض تشبه السكتة الدماغية»، نتيجة جلطة دموية «صغيرة جداً» في دماغها، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
قالت الفتاة البالغة من العمر 25 عاماً إن الجلطة تسببت في نقص الأكسجين «لكن جسدها قد تخطاها من تلقاء نفسه» وتعافت تماماً في غضون ساعات قليلة.

تقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا إن جلطات الدم نادرة عند الشباب والأشخاص الأصحاء، رغم أن بعض العوامل يمكن أن تزيد خطر الإصابة. وتشمل هذه التدخين أو تناول حبوب منع الحمل المركبة أو الإصابة بحالة التهابية مثل داء كرون.
يُعد انسداد الشريان المؤدي إلى المخ سبب أكثر أنواع السكتات الدماغية شيوعاً، وتسمى السكتات الدماغية الإقفارية.
وتفيد جمعية السكتات الدماغية بأن نحو 85 في المائة من السكتات الدماغية في المملكة المتحدة هي إقفارية. ما يقرب من 15 في المائة ناتج عن نزف داخل الدماغ وحوله، وهي حالة تعرف باسم السكتة الدماغية النزفية.
يمكن أن تؤدي إصابة الدماغ الناجمة عن السكتة الدماغية إلى مشكلات واسعة النطاق وطويلة الأمد. بينما قد يتعافى بعض الأشخاص بسرعة، يحتاج البعض الآخر إلى علاج طويل الأمد.
*ما الذي يسبّب أعراضاً تشبه السكتة الدماغية التي وصفتها بيبر؟


قال البروفسور بانكاج شارما، استشاري طب الأعصاب في إمبريال كوليدج لندن، إن أعراض بيبر مشابهة لتلك التي تظهر في «السكتة الدماغية الصغيرة» أو النوبة الإقفارية العابرة.
تستمر هذه عادة أقل من 24 ساعة، وفي معظم الحالات أقل من ساعة واحدة. نظراً لأن الجلطة صغيرة، فإن معظم الأشخاص الذين يعانون من السكتات الدماغية الصغيرة يتعافون تماماً. وذلك لأن الجلطة صغيرة بما يكفي لتظل تتحرك على طول الدورة الدموية وتذوب في أثناء تحركها.
يوضح شارما: «إذا كانت صغيرة، فمن الواضح أنها ستتحرك بسرعة وتذوب سريعاً حتى تختفي تماماً».
*ما الذي يسبّب جلطات الدم عند الشباب؟
يشرح نيك وارد، أستاذ طب الأعصاب السريري وإعادة التأهيل العصبي في كلية لندن الجامعية، أن هناك عدداً من أسباب حدوث جلطات الدم لدى الشباب. يحب الدم أن يستمر في الحركة، لذلك قد تتكون الجلطة عندما يعاني الشخص ضعف الدورة الدموية.
تتسبب بعض الحالات، مثل متلازمة «هيوز»، في أن يصبح الدم «لزجاً»، مما يزيد من خطر التجلط.
تحدث متلازمة «هيوز» عندما ينتج الجهاز المناعي للشخص بروتينات دم غير طبيعية تؤدي إلى تكتل الصفائح الدموية معاً.
وقد تتكون جلطات الدم أيضاً بسبب تلف الأوعية الدموية.

مثال على ذلك هو تشريح الشريان السباتي، الذي يحدث عندما يتمزق اثنان من الشرايين الموجودة في مقدمة العنق على كلا الجانبين بسبب الصدمة. يقول شارما إن هذا قد يحدث حتى من إصابة خفيفة، وتابع: «يمكن أن يسمح هذا بتكوين الجلطة والتوجه نحو الدماغ».
ويضيف وارد: «تتعثر الجلطات بعد ذلك في شرايين الرأس، ما يؤدي إلى حرمان الأنسجة من الأكسجين... سيموت النسيج في نحو 10 دقائق. إذا انفتح الشريان تلقائياً قبل ذلك الوقت، ستستمر الأعراض من 10 إلى 20 دقيقة تقريباً، ولكن لا يوجد تلف في الأنسجة، فهي نوبة إقفارية عابرة».
عند الشباب، قد يتسبب ثقب صغير في القلب، يُسمى الثقبة البيضوية الواضحة في حدوث جلطة دموية.
يسمح الثقب بمرور الدم والتسرب مباشرة من الجانب الأيمن للقلب، حيث الدم غير مؤكسج، إلى الجانب الأيسر من القلب، حيث يتأكسد.
ويوضح شارما: «هذا التشريح غير الطبيعي يتيح الفرصة لجلطة صغيرة أن تمر من اليمين إلى اليسار ثم مباشرة إلى الدماغ».
يقول شارما إن السكتات الدماغية لدى الشباب غالباً ما تكون بسبب الثقبة البيضوية.
وتابع: «مع تقدمنا في العمر، تبدأ عوامل الخطر الأخرى في التأثير بشكل أكبر على إمكاني الإصابة بالسكتة الدماغية، مثل ارتفاع ضغط الدم والسمنة والكوليسترول».


مقالات ذات صلة

دراسة تقلب المعايير... اختلافات بين الجنسين في الصحة العقلية

صحتك صورة تعبيرية من بيكسباي

دراسة تقلب المعايير... اختلافات بين الجنسين في الصحة العقلية

اكتشف فريق من علماء الأعصاب اختلافات بين هيكل الدماغ لدى الذكور والإناث، في المناطق المرتبطة باتخاذ القرارات ومعالجة الذاكرة والتعامل مع المشاعر.

كوثر وكيل (لندن)
صحتك صورة تعبيرية للدماغ من بيكسباي

6 نصائح للحفاظ على صحة دماغك في فترة شبابك 

يتحكم الدماغ في التفكير والحركة والمشاعر، اتبع النصائح التالية للحفاظ على صحة الدماغ وحمايته من الخرف.

كوثر وكيل (لندن)
صحتك كبار السن الذين يعانون من الوحدة المزمنة أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية (أ.ف.ب)

الوحدة قد تصيب كبار السن بالسكتة الدماغية

توصلت دراسة جديدة إلى أن كبار السن الذين يعانون من الوحدة المزمنة يواجهون خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة أكثر من أولئك الذين لا يشعرون بالوحدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تعتمد الأداة الجديدة على برمجيات لمسح الوجه (جامعة ريميت)

الهواتف الذكية تكشف عن السكتات الدماغية في ثوانٍ

طوّر فريق من مهندسي الطب الحيوي في «جامعة ملبورن الملكية» أداة لفحص الوجه على الهواتف الذكية يمكن أن تساعد المسعفين الطبيين في التعرف على السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ الكاتب الأميركي الشهير نعوم تشومسكي يقف خلال مؤتمر صحافي لدعم أسطول الحرية المتجه إلى غزة بميناء مدينة غزة في 20 أكتوبر 2012 (أرشيفية - أ.ب)

نعوم تشومسكي يجد صعوبة في الكلام بعد الإصابة بجلطة دماغية

أصيب الكاتب الأميركي الشهير نعوم تشومسكي بجلطة دماغية ويتلقى الرعاية الصحية بمستشفى في البرازيل وفقاً لزوجته

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)

ثلاثة أفلام تسجيلية تمر على أحداث متباعدة

من «واحد لواحد: جون ويوكو» (مركوري ستديوز)
من «واحد لواحد: جون ويوكو» (مركوري ستديوز)
TT

ثلاثة أفلام تسجيلية تمر على أحداث متباعدة

من «واحد لواحد: جون ويوكو» (مركوري ستديوز)
من «واحد لواحد: جون ويوكو» (مركوري ستديوز)

«ماريا»، الذي سبق وتناولناه هنا قبل يومين، ليس سوى أحد الأفلام المعروضة على شاشة الدورة 81 لمهرجان «ڤينيسيا»، (انطلق في 28 من الشهر الماضي وتسدل ستارته في 7 سبتمبر «أيلول» الحالي)، الذي يتناول حياة شخصيات شهيرة. إذ إن هناك أفلاماً عدّة تتحدّث عن شخصيات حقيقية أخرى بينها ثلاثة أفلام غير درامية.

إنها أفلام وثائقية وتسجيلية عن أسماء مشهورة تتباعد في أزمانها وشخصياتها كما في أدوارها في الحياة. هناك «رايفنشتال» عن المخرجة الألمانية ليني رايفنشتال التي عاشت نحو 101 سنة، و«جون ويوكو» عن حياة المغني جون لينون (من فرقة البيتلز) والمرأة التي ارتبط بها، كذلك يطالعنا فيلم المخرج التسجيلي إيرول موريس «منفصلون» الذي يتناول بعض ما تمر به الولايات المتحدة من أزمات بخصوص المهاجرين القادمين من فنزويلا وكولومبيا ودول لاتينية أخرى.

في هذا النطاق، وبالمقارنة، فإن «ماريا» للمخرج التشيلي بابلو لاراين، يبقى الإنتاج الدرامي الوحيد بين هذه المجموعة متناولاً، كما ذكرنا، الأيام الأخيرة من حياة مغنية الأوبرا.

المخرجة المتّهمة

«رايفنشتال» للألماني أندريس فايَل فيلم مفعم بالتوثيق مستعيناً بصور نادرة ومشاهد من أفلام عدّة للمخرجة التي دار حولها كثير من النقاشات الفنية والسياسية. حققت ليني في حياتها 8 أفلام، أولها سنة 1932 وآخرها «انطباعات تحت الماء» (Impressions Under Water) سنة 2002. لكن شهرتها تحدّدت بفيلميها «انتصار الإرادة» (Triumph of the Will) (1935)، و«أولمبيا» الذي أنجزته في جزأين سنة 1938.

السبب في أن هذين الفيلمين لا يزالان الأشهر بين أعمالها يعود إلى أنهما أُنتجا في عصر النهضة النازية بعدما تبوأ أدولف هتلر رئاسة ألمانيا.

دار «انتصار الإرادة» عن الاستعراض الكبير الذي أقيم في عام 1934 في مدينة نورمبيرغ، الذي ألقى فيه هتلر خطبة نارية أمام حشد وصل تعداده إلى 700 ألف شخص. فيها تحدّث عن ألمانيا جديدة مزدهرة وقوية وعن مستقبل كبير ينتظرها.

الفيلم الثاني من جزأين كان عن الأولمبياد الرياضي الذي أقيم صيف 1936، وحضرته أمم كثيرة بعضها من تلك التي تحالفت لاحقاً ضد الاحتلال الألماني لأوروبا.

شغل المخرجة على الفيلمين فعلٌ فني لا يرقى إليه الشك. تصوّر بثراء كل ما يقع أمامها من الجموع إلى المسيرات العسكرية والرياضية، ومنها إلى هتلر وهو يخطب ويراقب سعيداً الاستعدادات العسكرية التي خاضت لاحقاً تلك الحرب الطاحنة التي خرجت ألمانيا منها خاسرة كلّ شيء.

تبعاً لهذين الفيلمين عدّ الإعلام السياسي الغربي المخرجة رايفنشتال ساهمت في الترويج للنازية. تهمة رفضتها رايفنشتال مؤكدة أنها نفّذت فقط ما طُلب منها. في مقطع من الفيلم مأخوذ عن مقابلة مسجّلة تنفي أنها كانت تنفّذ ما طُلب منها تنفيذه، وإنها لم تنتمِ إلى الحزب النازي (وهذا صحيح) ولم تكن تعلم، شأن ملايين الألمان، بما يدور في المعتقلات.

ليني رايفنشتال خلال تصوير «أولمبياد» (مهرجان ڤينيسيا)

يستعرض الفيلم حياة المخرجة التي دافع عن أعمالها نُقاد السينما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وإلى اليوم. فيلماها لا يزالان من أفضل ما طُبع على أشرطة في مجال الفيلم الوثائقي إلى اليوم، وذلك عائد إلى اختياراتها من اللقطات والمشاهد وتوثيقها لحدثين مهمّين لا يمكن تصوّر السينما من دون وجودهما بدلالاتهما المختلفة. النتيجة الواضحة إلى اليوم، حتى عبر المقتطفات التي يعرضها الفيلم، تفيد بحرفة متقدّمة وتعامل رائعٍ مع الحدث بأوجهه المتعدّدة.

ينتهج المخرج فايل موقفاً يشيد فيه بالمخرجة ومجمل أفلامها السبعة. لا يفوته الاعتراف بأن رايفنشتال كانت فنانة سينما حقيقية، لكن يوجّه مشاهديه في الوقت نفسه إلى أن هذا الفن لم يكن سوى مظهر دعائي للنازية، وأنها لعبت الدور المباشر في البروباغاندا في الفترة التي سبقت الحرب.

حيال سرد هذا التاريخ يستعين المخرج فايل بمقابلات متعددة أدلت بها (معظمها بعد نهاية الحرب) وواجهت فيها منتقديها كما يعمد المخرج إلى مشاهد من حياتها الخاصة. زواجها. رحلتها إلى السودان خلال اضطرابات عام 2000 حيث تحطمت الطائرة المروحية التي استقلّتها وأصيبت برضوض. رحلتها تلك كانت بصدد التعرّف على البيئة النوبية، وكانت قد حصلت على الجنسية السودانية قبل سنوات (إلى جانب جنسيتها الألمانية وإقامتها البريطانية)، وبذلك كانت أول شخص غربي يُمنح الجنسية السودانية.

لا يأتي الفيلم بجديد فِعليّ لما يسرده ويعرضه. هناك كتب عديدة دارت حولها أهمها، مما قرأ هذا الناقد، «أفلام ليني رايفنشتال» لديفيد هنتون (صدر سنة 2000) و«ليني رايفنشتال: حياة» الذي وضعه يورغن تريمبورن قبل سنة من وفاة المخرجة عام 2003.

هو فيلم كاشف، بيد أنه يتوقف عند كل المحطات التي سبق لمصادر أخرى وفّرتها. محاولة الفيلم لتكون «الكلمة الفصل» ناجحة بوصفها فكرة وأقل من ذلك كحكم لها أو عليها.

جون لينون ويوكو أونو

في الإطار الفني، ولو على مسافة كبيرة في الاهتمام ونوع المعالجة، يأتي (One to One: John & Yoko) «واحد لواحد: جون ويوكو» لكيڤن ماكدونالد، الذي يحيط بحياة الثنائي جون لينون وزوجته يوكو أونو اللذين وقعا في الحب وانتقلا للعيش في حي غرينتش فيلاج في مدينة نيويورك مباشرة بعد انفراط فريق «البيتلز» الذي كان جون لينون أحد أفراده الأربعة.

النقلة إلى ذلك الحي لم تكن اختياراً بلا مرجعية سياسية كون غرينتش فيلاج شهدت حينها حياة ثقافية وفنية وسياسية حافلة تعاملت ضد العنصرية وضد حرب فيتنام، وكانت صوت اليسار الشّعبي الأميركي إلى حين فضيحة «ووترغيت» التي أودت بمنصب الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون. يكشف فيلم مكدونالد (الذي سبق وأُخرج قبل أعوام قليلة، فيلماً عن المغني الجامايكي بوب مارلي) عن اهتمام لينون وزوجته بتلك القضايا السياسية. جون الذي باع منزله المرفّه في ضواحي لندن واستقر في شقة من غرفتين في ذلك الحي، ويوكو التي لعبت دوراً فنياً وتثقيفياً في حياته.

لا يكتفي الفيلم بالحديث عن الثنائي معيشياً وعاطفياً بل عن المحيط السياسي العام ما يُعيد لمشاهدين من جيل ذلك الحين بعض الأحداث التي وقعت، ويوجه المشاهدين الذين وُلدوا سنوات صوب تقدير الثنائي، كما لم يفعل فيلم ما من قبل. ليس لأن «واحد لواحد: جون ويوكو» فيلم سياسي، بل هو استعراض منفّذ مونتاجياً بقدر كبير من الإجادة لحياة ثنائيّ موسيقيّ مطروحة على الخلفية المجتمعية المذكورة.

إرث ترمب

نيسكون مضى ومعه قناعاته وبعد عقود حلّ دونالد ترمب ليسير على النهج اليميني نفسه.

يرتسم ذلك في «منفصلون» (Separated) للمخرج المتخصص بالأفلام التسجيلية والوثائقية السياسية إيرول موريس. من بين أفضل أعماله «ضباب الحرب» (The Fog of War)، الذي تناول الحرب العراقية وكيف تضافرت جهود الحكومة الأميركية على تأكيد وجود ما لم يكن موجوداً في حيازة العراق، مثل القدرات النّووية والصواريخ التي يمكن لها أن تطير من العراق وتحط في واشنطن دي سي (وكثيرون صدّقوا).

«منفصلون» لديه موضوع مختلف: إنه عن ذلك القرار الذي اتخذه ترمب خلال فترة رئاسته ببناء سياج على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة لمنع تدفق المهاجرين القادمين من الدول اللاتينية بدافع الفقر وانتشار العنف.

كان يمكن تفهّم هذا القرار لو أنه توقف عند هذا الحد، لكن ترمب تلاه بقرار آخر يقضي بفصل الأطفال عن ذويهم الراغبين في دخول البلاد عبر الحدود. بذلك لدى هؤلاء إمّا العودة من حيث أتوا مع أولادهم، أو العودة من دونهم على أساس وجود هيئات ومؤسسات أميركية ستعني بهم.

مثل هذا الموقف، يؤكد الفيلم، غير الأخلاقي، وكان له معارضون ومؤيدون. بعض المعارضين من أعضاء الكونغرس انقلبوا مؤيدين ما بين مؤتمر صحافي وآخر.

محور الفيلم هو رفض هذا الانفصال على أسس أخلاقية وإنسانية والمتهم الأساسي في فرض العمل به هو ترمب الذي لم يكترث، والكلام للفيلم، لفظاعة الفصل بين الآباء والأمهات وأطفالهم. تطلّب الأمر أن يخسر ترمب الانتخابات من قبل أن يلغي بايدن القرار على أساس تلك المبادئ الإنسانية، لكن بذلك تعاود أزمة المهاجرين حضورها من دون حل معروف.

يستخدم المخرج موريس المقابلات لتأييد وجهة نظره المعارضة وأخرى لرفضها، لكنه ليس فيلماً حيادياً في هذا الشأن. مشكلته التي يحسّ بها المُشاهد هي أن الفيلم يتطرّق لموضوع فات أوانه منذ أكثر من عامين، ما يجعله يدور في رحى أحداث ليست آنية ولا مرّ عليه ما يكفي من الزمن لإعادة اكتشافها ولا هي بعيدة بحيث تُكتشف.