لماذا يجب على مريض السكري ممارسة الرياضة؟

لماذا يجب على مريض السكري ممارسة الرياضة؟
TT

لماذا يجب على مريض السكري ممارسة الرياضة؟

لماذا يجب على مريض السكري ممارسة الرياضة؟

سواء كنت تعاني من أي مرض أم لا، فإن ممارسة الرياضة مفيدة للجميع؛ فهي تساعد في إدارة الوزن والحفاظ على الأمراض وتقوية جهاز المناعة وزيادة طول العمر وضمان نوعية حياة جيدة. حيث يعاني حوالى 77 مليونا من سكان الهند من مرض السكري (ثاني أكبر عدد في العالم). إنها حالة منهكة تتميز بارتفاع مستويات الغلوكوز بمجرى الدم. وعلى الرغم من أنه مرض مرتبط بمستوى السكر في الدم، إلا أنه يضر بالجوانب الصحية الأخرى أيضًا. يمكن أن يضر بعينيك ويدمر الكلى والجهاز العصبي. لذا هل يمكن أن تساعد التمارين في علاج هذا المرض المزمن؟ وللإجابة على هذا السؤال افادت الدكتورة جاي كورديا استشارية الغدد الصماء بمستشفى باراس جي كي بأودايبور - راجاستان موقع " onlymyhealth" الطبي المتخصص بفوائد التمارين الرياضية لمرضى السكري.
وقالت الدكتورة كورديا إن مرض السكري هو اضطراب استقلابي يتميز بفرط سكر الدم؛ وفرط سكر الدم هو الحالة التي يكون فيها الغلوكوز الزائد في الدم بسبب نقص الأنسولين. حيث تدار بمساعدة الأدوية وعلاج نمط الحياة. وهذا الأخير يشمل القيود الغذائية والتمارين الرياضية. ويعتبر النشاط البدني مفيدًا في حالة الإصابة بمرض السكري لإنه جيد لعملية التمثيل الغذائي. فعندما تمارس الرياضة، فإنها تحفز حركة الغلوكوز من مجرى الدم إلى العضلات والتي يتم تنشيطها بعد ذلك. فالتمرين لمدة 45 دقيقة خمسة أيام في الأسبوع يضمن تحكمًا جيدًا في التمثيل الغذائي. كما أن ممارسة الرياضة تحافظ على مستوى السكر في الدم تحت السيطرة وتمنح العضلات قدرًا جيدًا من القوة.
ووفقًا لـ"هارفارد هيلث"، عند ممارسة الرياضة فإنها تخفض مستويات السكر في الدم وتحسن حساسية الأنسولين، وبالتالي تساعد في إدارة مرض السكري.

ما هي التمارين التي يجب على مرضى السكري القيام بها؟
هناك نوعان من التمارين: الهوائية واللاهوائية. فالتمارين الهوائية هي تلك التي تدفع قلبك وتزيد من معدلات التنفس. وتتضمن بعض الأمثلة المشي والسباحة وركوب الدراجات وما إلى ذلك. فيما تتضمن التمارين اللاهوائية دفعات قصيرة من الطاقة. بمعنى آخر، تتطلب أقصى جهد في أقل مدة زمنية. ومن الأمثلة على ذلك تمرين HIIT ، وتدريب القوة واليوغا والبيلاتس، وما إلى ذلك.

يجب على مرضى السكر ممارسة الرياضة
توصي الدكتورة كورديا بإدراج المشي وتمارين القوة واليوغا في روتين التمرين اليومي. وتشير الأبحاث إلى أن مزيجًا من تمارين المقاومة والتمارين الهوائية يساعد في إدارة مرض السكري. الآن، من المستحسن عمومًا ممارسة 40-45 دقيقة من التمارين لمدة خمسة أيام في الأسبوع. ومن الأفضل أن تتمرن بعد حوالى ثلاث ساعات من تناول الوجبات. ذلك لأن مستويات الغلوكوز لديك تتجدد وأن لديك طاقة كافية لممارسة الرياضة. أيضًا، يمكن أن يساعدك فحص مستويات الغلوكوز في الدم قبل ممارسة الرياضة، حسب "هارفارد هيلث" إذا انخفض تناول الفاكهة قبل التمرين.

يمكن عكس مرض السكري؟
ممارسة الرياضة بالتأكيد لها تأثير إيجابي على الصحة العامة. عند ممارسة الرياضة تفقد الوزن. على سبيل المثال، إذا نزلت من 100 كلغم إلى 80 كلغم ، فهذا يحسن التمثيل الغذائي ومستويات الطاقة ويقلل من قيمة الدهون ونسبة السكر في الدم، وبالتالي يساعد في مرض السكري. فإذا كنت مصابًا بمرض السكري يجب أن تجعل التمرين جزءًا من روتينك اليومي.
وتؤكد الدكتورة كورديا انه يمكن أن يساعد في عكس حالة مرض السكري وتحسين صحتك العامة.


مقالات ذات صلة

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
TT

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)

وصلتْ إلى هاتف صاحبة السطور رسالة تعلن عودة أمسيات «مترو المدينة». كان كلُّ ما حول المتلقّية هولاً وأحزاناً، فبدا المُرسَل أشبه بشعاع. يبدأ أحد مؤسّسي «مترو» ومديره الفنّي، هشام جابر، حديثه مع «الشرق الأوسط» بترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة. ينفض عنها «مفهوماً قديماً» حصر دورها بالترفيه وتمضية الوقت، ليحيلها على ما هو عميق وشامل، بجَعْلها، بأصنافها وجمالياتها، مطلباً مُلحّاً لعيش أفضل، وحاجة لتحقيق التوازن النفسي حين يختلّ العالم وتتهدَّد الروح.

موسيقيون عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة (مترو المدينة)

في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة بفرادة الطابع والمزاج. أُريد للموسيقى خَلْق فسحة تعبيرية لاحتواء المَعيش، فتُجسّد أرضية للبوح؛ مُنجزةً إحدى وظائفها. تُضاف الوظيفة الأخرى المُمثَّلة بالإصرار على النجاة لمَنْح الآتي إلى الأمسية المُسمَّاة «موسيقى تحت النار» لحظات حياة. موسيقيون على البزق والدرامز والإيقاع والكمنجة... عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة. يُعلّق هشام جابر: «لم يكن ينقصنا سوى الغبار. جميعنا في معركة».

لشهر ونصف شهر، أُغلق «مترو». شمَلَه شلل الحياة وأصابته مباغتات هذه المرارة: «ألغينا برنامجاً افترضنا أنه سيمتدّ إلى نهاية السنة. أدّينا ما استطعنا حيال النازحين، ولمّا لمسنا تدهور الصحّة النفسية لدى المعتادين على ارتياد أمسيات المسرح، خطرت العودة. أردنا فسحة للفضفضة بالموسيقى».

لم يَسْلم تاريخ لبنان من الويل مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز (مترو المدينة)

يُشبّه المساحة الفنية التي يتيحها «مترو» بـ«علبة خارج الزمن». ذلك لإدراكه أنّ لبنان امتهن الصعاب ولم يَسْلم تاريخه من الويل، مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز. وامتهن اجتراح «العُلب»، وهي الفسحات الرقيقة. منها يُواجه أقداره ويُرمّم العطب.

استمرّت الحفلات يومَي 20 و21 الحالي، وسلّمت «موسيقى تحت النار» أنغامها لعرض سُمِّي «قعدة تحت القمر»، لا يزال يتواصل. «هذا ما نجيده. نعمل في الفنّ»، يقول هشام جابر؛ وقد وجد أنّ الوقت لا ينتظر والنفوس مثقلة، فأضاء ما انطفأ، وحلَّ العزفُ بدل الخوف.

يُذكِّر بتاريخ البشرية المضرَّج بالدماء، وتستوقفه الأغنيات المولودة من ركام التقاتُل الأهلي اللبناني، ليقول إنّ الحروب على مرّ العصور ترافقت مع الموسيقى، ونتاج الفنّ في الحرب اللبنانية تضاعف عمّا هو في السلم. يصوغ المعادلة: «مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس، موسيقى ونغمات وأمل». ذلك يوازي «تدليك الحالة»، ويقصد تليينها ومدّها بالاسترخاء، بما يُشبه أيضاً إخضاع جهاز لـ«الفرمتة»، فيستعيد ما تعثَّر ويستردّ قوةً بعد وهن.

أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة (مترو المدينة)

يتمسّك «مترو المدينة» بحقيقة أنّ الوقت الصعب يمضي والزمن دولاب. أحوالٌ في الأعلى وأحوال في الأسفل. هذه أوقات الشدائد، فيشعر الباحثون عن حياة بالحاجة إلى يد تقول «تمسّك بها»، ولسان يهمس «لا تستسلم». أتاح المسرح هذا القول والهَمْس، ففوجئ هشام جابر بالإقبال، بعد الظنّ أنه سيقتصر على معارف وروّاد أوفياء. يقول: «يحضر الناس لكسر الشعور بالعزلة. يريدون مساحة لقاء. بعضهم آلمته الجدران الأربعة وضخّ الأخبار. يهرعون إلى المسرح لإيجاد حيّز أوسع. ذلك منطلقه أنّ الفنّ لم يعد مجرّد أداة ترفيهية. بطُل هذا الدور منذ زمن. الفنون للتعافي وللبقاء على قيد الحياة. أسوةً بالطعام والشراب، تُغذّي وتُنقذ».

كفَّ عن متابعة المسار السياسي للحرب. بالنسبة إليه، المسرح أمام خيارَيْن: «وضع خطّة للمرحلة المقبلة وإكمال الطريق إن توقّف النار، أو الصمود وإيجاد مَخرج إن تعثَّر الاتفاق. في النهاية، المسارح إيجارات وموظّفون وكهرباء وتكاليف. نحاول أن يكون لنا دور. قدّمنا عروضاً أونلاين سمّيناها (طمنونا عنكم) ترافقت مع عرض (السيرك السياسي) ذائع الصيت على مسرحنا. جولته تشمل سويسرا والدنمارك وكندا...».

ترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة (مترو المدينة)

ويذكُر طفولة تعمَّدت بالنار والدخان. كان في بدايات تفتُّح الوعي حين رافق والده لحضور حفل في الثمانينات المُشتعلة بالحرب الأهلية. «دخلنا من جدار خرقته قذيفة، لنصل إلى القاعة. اشتدّ عودنا منذ تلك السنّ. تعلّقنا بالحياة من عزّ الموت. لبنان حضارة وثقافة ومدينة وفنّ. فناء تركيبته التاريخية ليست بهذه البساطة».

يرى في هذه المحاولات «عملاً بلا أمل». لا يعني إعلان اليأس، وإنما لشعورٍ بقسوة المرحلة: «يخذلني الضوء حيال الكوكب بأسره، ولم يعُد يقتصر غيابه على آخر النفق. حين أردّد أنني أعمل بلا أمل، فذلك للإشارة إلى الصعوبة. نقبع في مربّع وتضيق بنا المساحة. بالفنّ نخرج من البُعد الأول نحو الأبعاد الثلاثة. ومن الفكرة الواحدة إلى تعدّدية الأفكار لنرى العالم بالألوان. كما يُحدِث الطبيب في الأبدان من راحة وعناية، يحتضن الفنّ الروح ويُغادر بها إلى حيث تليق الإقامة».