أنتوني غوردن: مواجهة إيفرتون لشبح الهبوط خطأ الجميع وليس لامبارد وحده

مهاجم الفريق الشاب يطالب رفاقه بتحمل قليل من المسؤولية واستعادة الثقة المفقودة

ولفرهامبتون يعمق جراح إيفرتون (رويترز)
ولفرهامبتون يعمق جراح إيفرتون (رويترز)
TT

أنتوني غوردن: مواجهة إيفرتون لشبح الهبوط خطأ الجميع وليس لامبارد وحده

ولفرهامبتون يعمق جراح إيفرتون (رويترز)
ولفرهامبتون يعمق جراح إيفرتون (رويترز)

من الواضح أن فرانك لامبارد كان يشك في أن الأمور قد تزداد سوءاً بالنسبة لإيفرتون عندما تحدّث عن أول هزيمة تلقاها الفريق على ملعبه تحت قيادته، والتي كانت أمام مانشستر سيتي. لكن من المؤكد أن السرعة التي ساءت بها الأمور تثير قلق المدير الفني الإنجليزي الشاب الذي كان واثقاً منذ لحظة توليه القيادة الفنية بأن النادي قادر على تجنب الهبوط للمرة الأولى منذ 71 عاماً. وقال لامبارد بعد مواجهة سيتي: «لا تنظروا كثيراً إلى جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الأسابيع القليلة المقبلة. أنا لا أعني بذلك أن أكسب بعض الوقت، فما زال لدينا كثير من النقاط التي نلعب من أجلها. وإذا لعبنا بالطاقة نفسها والحماس كما فعلنا اليوم، فإن شعوري هو أننا سنكون على ما يرام».
ثم جاءت مباراة توتنهام، التي قدم خلالها إيفرتون أداء سيئاً للغاية جعله يبدو كأنه أقل كثيراً من مستوى مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز. وبعد ذلك، خسر إيفرتون بهدف دون رد على ملعبه أمام ولفرهامبتون، وسيواجه نيوكاسل على ملعبه أيضاً اليوم، وهي المباراة التي سيكون لها تأثير كبير على الحكم النهائي على تجربة لامبارد مع الفريق. وقال أنتوني غوردن، المهاجم الإنجليزي الشاب الذي تألق بشكل لافت للأنظار في ظل هذه الظروف القاسية هذا الموسم: «لن أكذب وأقول إنني لا أنظر إلى جدول الترتيب. أنا إنسان وأتحقق من النتائج بعد نهاية المباريات. نحن ندرك تماماً الموقف الذي نحن فيه. لكن ما الخيار الذي لدينا؟ الوجود في هذا المركز المتأخر هو خطؤنا، ويتعين علينا أن نقاتل لتغيير ذلك».
وأضاف: «لقد شعرت بأن أداءنا أمام توتنهام هو أدنى مستوى للفريق طوال الموسم، بل وربما كان واحداً من أدنى المستويات التي شعرت بها طوال مسيرتي الكروية. وأعتقد أنها كانت أقسى هزيمة أتعرض لها. لقد كنت حزيناً للغاية خلال الأيام القليلة الماضية، لكنني ما زلت أتبع أخلاقيات العمل نفسها وما زلت أفعل كل الأشياء الصحيحة، وأنا مستعد للعمل بكل قوة مرة أخرى». ولم يتمكن لامبارد من تحقيق أي تحسن واضح على نتائج إيفرتون منذ توليه القيادة الفنية للفريق خلفاً لرافاييل بينيتيز قبل نحو ستة أسابيع. لقد تلقى الفريق ست هزائم في سبع مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز، وهي بداية ضعيفة جداً للامبارد، على الرغم من أن المدير الفني الجديد قاد النادي لتحقيق ثلاثة انتصارات في أول سبع مباريات، بما في ذلك الفوز في كأس الاتحاد الإنجليزي على برينتفورد، وبوريهام وود الذي يلعب في دوريات الهواة.

لامبارد والهزيمة أمام ولفرهامبتون (رويترز)

ومع ذلك، كان هناك تحسن ملحوظ في تحركات وتنظيم وأداء لاعبي إيفرتون على ملعب «غوديسون بارك». وأدى الاتصال المستمر بين لامبارد وجماهير إيفرتون إلى تحويل ملعب «غوديسون بارك» من بيئة معادية إلى ميزة كبيرة مرة أخرى. ومع بقاء خمس مباريات على ملعبه في الدوري الإنجليزي الممتاز، والتناقض الصارخ، الذي يشبه «التناقض بين الليل والنهار»، بين مستوى الفريق على ملعبه وخارج ملعبه، كما وصفه لامبارد مؤخراً، فمن الواضح أن المباريات التي سيلعبها الفريق على ملعبه هي التي ستمثل له الخلاص إذا كان يريد تجنب الهبوط لدوري الدرجة الأولى.
يقول غوردن: «لا تمتلك فرقاً كثيرة قاعدة الجماهير الكبيرة التي لدينا، لذلك عندما نلعب على ملعب غوديسون بارك تكون الأجواء رائعة، وهو الأمر الذي يمنح اللاعبين حافزاً كبيراً ودفعة قوية للغاية. الأمر كذلك مع جميع أندية الدوري، لكنه أكثر بعض الشيء بالنسبة لنا بسبب القاعدة الجماهيرية الهائلة. وعندما نلعب بعيداً عن ملعبنا، فإننا نضع في اعتبارنا أننا نمر بموسم صعب، كما أن الفريق قد فقد الثقة بمرور الوقت، وقد يكون من الصعب اللعب خارج ملعبك وأنت تفتقد لهذه الثقة».
ويضيف: «لا يمكننا الاستمرار في ارتكاب الأخطاء نفسها، فالفرق الجيدة لا ترتكب الأخطاء نفسها مرتين. يجب تقديم مستويات جيدة بشكل مستمر، وهذا يتطلب شخصية قوية والعمل الجماعي بكل قوة داخل الفريق. إنه أمر صعب لأنني لا أعتقد أنه يمكنك بناء الشخصية، بل يجب أن تكون الشخصية في داخلك بالفعل. يتعلق الأمر بامتلاك اللاعب الكبرياء على المستوى الفردي، فإذا كان ذلك موجوداً بالفعل، فسيكون كل شيء على ما يرام. يتعين علينا فقط أن نعمل معاً ويساعد بعضنا بعضاً على تقديم أفضل ما لدينا. يتعلق الأمر بتحمل قليل من المسؤولية وبمحاسبة بعضنا بعضاً. إذا فعلنا ذلك، فسيكون كل شيء على ما يرام». لقد سارع البعض إلى إلقاء اللوم على لامبارد واتهامه بأنه السبب الحقيقي وراء الهبوط الوشيك، على الرغم من أنه لم يتولَّ قيادة الفريق إلا منذ ستة أسابيع فقط، بينما كان الفريق قد جمع ست نقاط فقط من 42 نقطة متاحة قبل وصوله، كنتيجة طبيعية لست سنوات من سوء الإدارة تحت قيادة مالك النادي فرهاد مشيري.
وعلاوة على ذلك، يزيف نفس النقاد الحقيقة ويقولون إن بينيتيز قد أقيل من منصبه بسبب تدريبه السابق للغريم التقليدي ليفربول، رغم أنه أقيل من منصبه بسبب سواء النتائج والأداء الكارثي والانقسامات الداخلية الشديدة. وينطبق الأمر نفسه أيضاً على مشيري الذي - إلى جانب محاولته تمويل الملعب الجديد بقيمة تزيد على 500 مليون جنيه إسترليني - اضطر إلى قطع علاقات الرعاية التجارية مع شريكه في العمل، عليشر عثمانوف، نتيجة للغزو الروسي لأوكرانيا. وإذا هبط إيفرتون من الدوري الإنجليزي الممتاز، للمرة الأولى منذ عام 1951، فستكون لذلك عواقب مالية وخيمة على نادٍ يعاني بالفعل للالتزام بقواعد الربح والاستدامة في الدوري الإنجليزي الممتاز.

غوردن يغطي آثار الهزيمة المذلة أمام توتنهام (رويترز)

هذا لا يعني إعفاء لامبارد من مسؤولية الخسارة الثقيلة أمام توتنهام هوتسبير أو الخسارة على ملعبه أمام ولفرهامبتون. لقد بدا واضحاً أن لامبارد قد شعر بالصدمة مما حدث، لكن أولئك الذين شاهدوا إيفرتون وهو يخسر بخمسة أهداف أو أكثر في ثماني مرات خلال المواسم الخمسة الماضية، كانوا أقل شعوراً بالصدمة منه. لقد أشار لامبارد إلى أن الخسارة أمام توتنهام بخماسية نظيفة تعود إلى أخطاء فردية وسوء مستوى خط الدفاع. وبالفعل، يعاني الفريق من هذين الأمرين منذ فترة طويلة. وتشير الأرقام والإحصائيات إلى أن إيفرتون هو أكثر أندية الدوري الإنجليزي الممتاز استقبالاً للأهداف من نيران صديقة هذا الموسم (أربعة أهداف)، والأكثر ارتكاباً للأخطاء التي أدت إلى تسجيل أهداف (ثمانية أهداف).
لكن تجب الإشارة إلى أن خطة اللعب التي اعتمد عليها لامبارد هي التي كشفت خط دفاع الفريق الضعيف أمام الهجمات المرتدة السريعة والخطيرة لتوتنهام، وفشلت في مساعدة اللاعبين على تسديد كرة واحدة على مرمى الفريق المنافس للمباراة الثانية على التوالي خارج أرضه، كما أسهم ذلك أيضاً في ألا يحقق الفريق أي فوز خارج ملعبه في الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الحادية عشرة على التوالي.
يقول غوردن عن ذلك: «كل خطط اللعب التي لعبنا بها كانت صحيحة، ويتم الإعداد لها بشكل جيد من قبل المدير الفني ومساعديه. هذه ليس مجرد كلمات أقولها، لكنني مؤمن تماماً بذلك، وهذا هو رأيي بكل صراحة. لكن كلاعبين أشعر بأننا خذلناه هو والطاقم الفني من خلال فقدان التركيز قليلاً وعدم تطبيق خطة اللعب كما ينبغي، وبالتالي أصبحت الأمور صعبة».
وكان غوردن، البالغ من العمر 21 عاماً، مفعماً بالحيوية والنشاط خلال إجراء هذه المقابلة الشخصية معه، تماماً كما يبدو وهو يصول ويجول داخل الملعب في أول موسم له مع الفريق الأول لإيفرتون. ونظراً لأن غوردن قد نشأ في منطقة كيركديل، بالقرب من ملعب غوديسون بارك، فهو على دراية كاملة بالانتقادات اللاذعة التي وجهت للفريق في أعقاب الخسارة الثقيلة أمام توتنهام. يقول غوردن: «يمكنني أن أتفهم تماماً لماذا يعتقد الناس أننا لا نهتم، لكن الحقيقة هي أن كرة القدم هي حياتنا بالكامل ونعطيها كل شيء. وإذا نظرت إلى الأمر من هذا المنظور، فمن الغباء أن تعتقد أن اللاعبين لا يهتمون».
لكن ألا يشعر غوردن بالقلق من أن تؤدي هذه الفترة الصعبة إلى هبوط الفريق إلى دوري الدرجة الأولى؟ يرد اللاعب الإنجليزي الشاب قائلاً: «لا، على الإطلاق، لأنني أرى كيف يمكن أن نكون جيدين. هذا أمر مزعج حقاً، ومن المحبط ألا نقدم أداء جيداً كل أسبوع، لكنني أعلم أنه يمكننا القيام بذلك، لذلك ليس لدي أي قلق على الإطلاق. وإذا قمنا ببعض الأشياء بشكل صحيح، فسوف يختفي كل القلق».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».