«قصتي»... تحية فرنكوفونية لـ40لبنانية من الرائدات في التاريخ

يتضمن معرض «قصتي» 40 لوحة لنساء لبنانيات رائدات
يتضمن معرض «قصتي» 40 لوحة لنساء لبنانيات رائدات
TT

«قصتي»... تحية فرنكوفونية لـ40لبنانية من الرائدات في التاريخ

يتضمن معرض «قصتي» 40 لوحة لنساء لبنانيات رائدات
يتضمن معرض «قصتي» 40 لوحة لنساء لبنانيات رائدات

يزخر لبنان بأسماء لبنانيات لعبن دوراً ريادياً في مجالات مختلفة عبر تاريخه الحديث. وضمن لفتة تكريمية لنحو 40 امرأة، ينظم المركز الثقافي الفرنسي معرض «قصتي» (Mon histoire). ويأتي هذا الحدث ضمن نشاطات المركز في بيروت بمناسبة شهر الفرنكوفونية. وفي صالة العرض الواقعة في حرم المركز الثقافي، تطالعك لوحات مرسومة وأخرى رقمية منفذة ضمن فن التصميم على الكومبيوتر لـ13 مصمماً ورساماً لبنانياً، كل منهم اختار 4 لبنانيات ليقدمهن بأسلوبه الفني. ومن بين النساء المختارات في هذا المعرض من يعملن في مجالات فنية وعلمية ورياضية وأدبية وغيرها.
اعتمد المعرض على نصوص توضيحية بالفرنسية والعربية تحكي قصة كل امرأة تم اختيارها في اللوحات. ومن الفنانين المشاركين رالف ضومط، وزينة باسيل، وكمال حكيم، وسنان حلاق، ونعومي حنين، وجوزف قاعي، ولور إبراهيم، ومايا زنقول وغيرهم.

لوحات لرالف ضومط  في معرض خاص بالشهر الفرنكوفوني

وتوضح ميلودي باردين مديرة المركز الثقافي الفرنسي فرع جونية والمشرفة على هذا المعرض، أنّ هذا المشروع بدأ التحضير له منذ عام 2018، تماشياً مع الحركة الدولية لتحرير حق المرأة بالتعبير. وتبين أنّ أعمالاً كثيرة نشرت لتكريم المرأة إلا أنّ عدداً قليلاً منها تناول النساء في الشرق الأوسط ولبنان، لم يكن حاضراً فيها. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «خلال هذه السنوات الثلاث دعا المركز الثقافي الفرنسي 300 طالب ثانوي من 15 مدرسة إلى الانطلاق في تحقيق صحافي وضعنا له بروتوكولاً خاصاً به، هدفه اكتشاف النساء البارزات في لبنان وإعادتهن إلى الواجهة في ورشة يشرف عليها اختصاصيون ومحترفون. ونتيجة ذلك شاركت منظمات غير حكومية في المشروع لإضفاء لمسة فنية عليه. فحضر فيه نحو 13 فناناً لبنانياً من مؤلفين ومهندسي صوت ومصممي صفحات الويب، وصولاً إلى فنانين في المجال المرئي».
وتصنف ميلودي خيار أسماء النساء الـ40 اللاتي تم اختيارهن ضمن خانات ثلاث: الرائدات والمؤثرات والقائدات في مختلف المجالات. وتختم: «يأخذ هذا المشروع أيضاً ثلاثة أبعاد، بينها التربوي لتحفيز جيل الشباب للاطلاع على حقوق المرأة، وكذلك وجهة فنية إذ أردنا لفت النظر إلى تلك النساء من خلال الفن. كما أنّه مشروع سياسي بامتياز، إذ يسلط الضوء على حقوق المرأة».
ومن النساء اللاتي اختارهن كمال حكيم في مجموعته الفنية الأديبة، إميلي نصر الله والمقاومة سهى بشارة، والفنانة حنان الحاج علي، والمخرجة جوسلين صعب.
أمّا زينة باسيل فاختارت صباح، وزلفا شمعون، ونادين لبكي وأول طبيبة لبنانية أدما أبو شديد. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» تخبرنا نعومي حنين عن تجربتها في هذا المعرض. فهي تقدم صوراً للأديبة مي زيادة وبطلتي الرياضة راي باسيل وهالة محاسن والمهندسة هالة وردة. وتوضح: «عندما اخترت تلك النساء في مجموعتي كان هدفي أن أتعرف عليهن أولاً، وبالتالي أقدمهن إلى اللبنانيين. فقلة منا تعرفهن أو سمعت عنهن. واطلعت على مقاطع مصورة لهن كي أستطيع أن أستوحي من لغة جسدهن أفكار لوحاتي». واستخدمت نعومي تقنية الـ«فيتر» (Feutre) في رسم لوحاتها كي تبرز تفاصيل محددة. وتتابع: «مرات أستعين بمواد الرسم (الطلاء) لدواع فنية. فكما تلاحظين هنا ارتكبت خطأ خلال رسم اللوحة فصححته بالريشة. فأنا من الفنانات اللاتي تجذبهن الغلطة في اللوحة الفنية فأبرزها على طريقتي».

سحر فارس التي قضت بانفجار  4 أغسطس في بيروت بلوحة لمايا زنقول

ومن الفنانين المشاركين رالف ضومط صاحب مجموعة لوحات تضمّ صوراً لأول محامية في لبنان نينا طراد، وعالمة الكيمياء تمارا الزين، والاقتصادية زينة زيدان، وعالمة البيئة منى خليل. ويقول في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنّ «بعض هذه النساء لم أكن قد سمعت بهن من قبل، فرحت أكتشفهن الواحدة تلو الأخرى. اخترت النساء الأربع من فضاءات مختلفة، وهن على صلة مباشرة مع العلم والطبيعة ومجالي الأعمال والمحاماة. أردت من خلال الديكورات التي استخدمتها في هذه اللوحات الإضاءة على عالمهن وليس فقط على ملامح وجوههن». ويشرح ضومط التقنية التي يستخدمها في لوحاته بحيث يجسدها بداية في مجسم صغير، لينقلها فيما بعد كتصميم على الحاسوب الآلي.
ومن النساء المذكورات في هذا المعرض الذي يخبر زائره بقصصهن، الأديبتان أيتل عدنان وفينوس خوري، وكذلك الرسامة سلوى روضة شقير، وأستاذة الرقص جورجيت جبارة، وفنانة الكاريكاتير زينة أبي راشد. واختار بعض الفنانين مجموعة من النساء اللاتي ينتمين إلى الحقبة الحديثة من تاريخ لبنان. وهي موزعة على أرجاء المعرض ضمن لوحات تصور الكاتبة جومانا حداد وشهيدة انفجار بيروت في جهاز الدفاع المدني سحر فارس، وكذلك عالمة البيئة الدكتورة نجاة صليبا.

13 فناناً شاركوا في تنفيذ اللوحات طباعة ورسماً

 



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.