مفاوضات في شمال درعا بعد اشتباكات عنيفة

مقتل عسكريين ومدنيين في مدينة جاسم

آلية تابعة للنظام السوري بعد الاشتباكات في مدينة جاسم شمال درعا (شبكة درعا 24)
آلية تابعة للنظام السوري بعد الاشتباكات في مدينة جاسم شمال درعا (شبكة درعا 24)
TT

مفاوضات في شمال درعا بعد اشتباكات عنيفة

آلية تابعة للنظام السوري بعد الاشتباكات في مدينة جاسم شمال درعا (شبكة درعا 24)
آلية تابعة للنظام السوري بعد الاشتباكات في مدينة جاسم شمال درعا (شبكة درعا 24)

شهدت مدينة جاسم بريف محافظة درعا الشمالي جنوب سوريا هدوءاً حذراً، بعدما حصلت فيها اشتباكات عنيفة استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة أدت إلى مقتل عناصر من النظام واحتجاز عدد من العناصر المقتحمة، ومقتل مدني وإصابة آخرين نتيجة الرصاص الطائش، في الحي الغربي من المدينة، إثر مداهمة نفذتها قوات تابعة للنظام، على بعض منازل المطلوبين في المدينة.
وقالت مصادر محلية إن ضباطاً من النظام السوري أرسلوا لوجهاء مدينة جاسم طلباً للتفاوض نيابة عن أبناء المدينة لإطلاق سراح عناصر النظام الذين اعتقلوا أثناء المواجهات مع أبناء المدينة، أو استخدام القوة العسكرية في إطلاق سراح المحتجزين من عناصر النظام والآليات العسكرية. وبدأت المفاوضات في الفرقة التاسعة بالقرب من مدينة الصنمين شمالي درعا بين وجهاء من مدينة جاسم مع ضباط من الجيش والأجهزة الأمنية في الفرقة التاسعة، وحضور قوات من اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم من حميميم وقوات من الشرطة العسكرية الروسية.
وأضافت المصادر أن قوات داهمت مدينة جاسم من مرتبات الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، ونفذت مداهمة لأحد الأبنية المهجورة للبحث عن مطلوبين من أبناء المدينة وهم عناصر سابقة للمعارضة وخضعوا لعدة تسويات ورفضوا الانخراط ضمن تشكيلات عسكرية تابعة للنظام السوري عقب التسويات. كما أن النظام يتهمهم بتنفيذ هجمات على حواجز ومراكز تابعة للنظام السوري، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات، وعلى أثرها استقدمت قوات النظام تعزيزات عسكرية إلى المراكز الأمنية ولحواجز العسكرية في مدينة جاسم، وشهدت المدينة حظر تجول في المدينة وأغلقت المدارس، كما توقف الدخول والخروج من المدينة، وسط حالة هلع وخوف بين المدنيين، لا سيما مع انتشار أنباء تتحدث عن تهديدات وصلت للمدينة بقصفها إذا فشلت المفاوضات.
ووصلت عقب المواجهات، تعزيزات عسكرية وأمنية إلى مقر أمن الدولة في المركز الثقافي في مدينة جاسم، كما وصلت تعزيزات إضافية تابعة للجيش، وهي عبارة عن سيارات عسكرية تحمل أسلحة رشاشة متوسطة من عيار 24م.ط، وأخرى تقل العديد من العناصر، فرضت طوقاً أمنياً على المدينة.
وقال شادي العلي مسؤول تحرير شبكة «درعا 24» لـ«الشرق الأوسط»: «عقب التوصل إلى مفاوضات انسحبت تعزيزات الجيش والأجهزة الأمنية لأطراف المدينة، وهناك مفاوضات في الفرقة التاسعة بالقرب من مدينة الصنمين شمالي درعا، حيث توجه وفد من مدينة جاسم للتفاوض مع ضباط من الجيش والأجهزة الأمنية في الفرقة التاسعة، وأن هذه المفاوضات يرعاها اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس. وانتهت بالاتفاق على إطلاق سراح العناصر التابعين للجيش والأجهزة الأمنية، وعددهم خمسة، تم اعتقالهم من قبل المسلحين الذين جرت الاشتباكات بينهم وبين دوريات مشتركة تابعة للأجهزة الأمنية عند اقتحامها مدينة جاسم صباح يوم الثلاثاء. كما تم الاتفاق على إخراج المسلحين الموجودين في مدينة جاسم، الذين ليسوا من أبناء المدينة.
وشهدت مدينة جاسم عدة تسويات مع النظام السوري منذ عام 2018 وحتى التسويات الأخيرة التي شهدتها كامل مناطق درعا في صيف 2021. حيث نفذ اتفاق التسوية في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي، بدخول اللجنة الأمنية برفقة الشرطة العسكرية الروسية إلى المدينة، وتسليم عدد من قطع السلاح الخفيف والمتوسط وافتتاح مركز للتسويات فيها، وسبق التسويات الأخيرة تهديدات من قبل اللجنة الأمنية بقصف المدينة بعد رفض أبناء المدينة تسليم السلاح الذي طالبت اللجنة الأمنية بضرورة تسليمه وفق عدد حددته حينها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».