أوكرانيا تسعى لفتح مزيد من الممرات الإنسانية لماريوبول

الأمم المتحدة: الحرب تحوّل طفلاً واحداً إلى لاجئ كل ثانية

منذ أيام، تحاصر قوات روسية مدينة ماريوبول الواقعة في جنوب شرقي أوكرانيا، ويبلغ عدد سكانها نحو 400 ألف نسمة وانقطع الاتصال بينها وبين بقية أنحاء البلاد (أ.ب)
منذ أيام، تحاصر قوات روسية مدينة ماريوبول الواقعة في جنوب شرقي أوكرانيا، ويبلغ عدد سكانها نحو 400 ألف نسمة وانقطع الاتصال بينها وبين بقية أنحاء البلاد (أ.ب)
TT

أوكرانيا تسعى لفتح مزيد من الممرات الإنسانية لماريوبول

منذ أيام، تحاصر قوات روسية مدينة ماريوبول الواقعة في جنوب شرقي أوكرانيا، ويبلغ عدد سكانها نحو 400 ألف نسمة وانقطع الاتصال بينها وبين بقية أنحاء البلاد (أ.ب)
منذ أيام، تحاصر قوات روسية مدينة ماريوبول الواقعة في جنوب شرقي أوكرانيا، ويبلغ عدد سكانها نحو 400 ألف نسمة وانقطع الاتصال بينها وبين بقية أنحاء البلاد (أ.ب)

تقول السلطات الأوكرانية إن المدنيين في القطاع الجنوبي من مدينة ماريوبول محاصرون بسبب القصف الروسي المستمر منذ أسبوعين ولم تتوافر لديهم التدفئة أو الكهرباء أو الماء الجاري في أغلب هذا الوقت. ومنذ أيام، تحاصر قوات روسية المدينة الواقعة في جنوب شرقي أوكرانيا، ويبلغ عدد سكانها نحو 400 ألف نسمة، وانقطع الاتصال بينها وبين بقية أنحاء البلاد. وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك الثلاثاء إن أوكرانيا ستبذل محاولة جديدة لتوصيل الإمدادات للمدنيين العالقين في مدينة ماريوبول المحاصرة. وأضافت فيريشوك إن أوكرانيا تعتزم فتح تسعة «ممرات إنسانية» لإجلاء المدنيين.
ذكر الجيش الأوكراني أن القوات تصدت لتقدم روسي تجاه المدينة الساحلية التي تواجه قصفا جويا مكثفا منذ أيام. وأعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية الثلاثاء، مقتل نحو 150 مهاجما وتدمير دبابتين والعديد من المركبات المدرعة. وأضافت أن نيران المدفعية والغارات الجوية الأوكرانية دمرت أيضاً معدات عسكرية أخرى، وفتحت النار على طوابير من القوات الروسية كانت تقترب منها.
لكن لا يمكن تأكيد المزاعم الواردة من ساحة المعركة بشكل مستقل. يشار إلى أن مدينة ماريوبول الواقعة على بحر آزوف، محاطة بوحدات من الجيش الروسي والانفصاليين الموالين لروسيا. وقال مسؤولون محليون إن قافلة تضم 160 مركبة على الأقل غادرت المدينة الاثنين لكن ما زال الكثير من السكان المدنيين هناك. وقال مسؤول أوكراني أمس إن أكثر من 2500 من السكان قتلوا في ماريوبول منذ بدء الغزو الروسي يوم 24 فبراير (شباط). وسمحت موسكو الاثنين لأول قافلة من المدنيين بالخروج من ماريوبول لكن مساعدا بارزا للرئيس الأوكراني قال إن روسيا أوقفت مرة أخرى قافلة مساعدات إنسانية كانت تحاول الوصول إلى المدينة. وكان فتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية لماريوبول والسماح للمدنيين بالخروج منها هو المطلب الرئيسي لكييف في عدة جولات من المحادثات. وفشلت محاولة سابقة لوقف إطلاق النار في المنطقة. وقالت فيريشوك إن قافلة تنقل مساعدات إنسانية ستتوجه إلى ماريوبول. وأضافت «ستنقل نساء وأطفالا في طريق عودتها».
أفادت السلطات بمدينة ماريوبول الأوكرانية بأن أكثر من ألفي مدني لقوا حتفهم في المدينة حتى الآن. وأوضح مجلس المدينة أن 2357 شخصاً قتلوا بها منذ انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط (فبراير). وأفادت السلطات الأوكرانية بوقوع هجمات جوية عنيفة على المدينة. وتقول روسيا إنها تقصف فقط الأهداف العسكرية بالمدينة.
ويرى كثيرون ماريوبول رمزا للمقاومة الأوكرانية. فمنذ بدء الحرب في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا عام 2014، صمدت المدينة في وجه العديد من محاولات الانفصاليين الموالين لروسيا للسيطرة عليها. ووصف بيترو أندريوشينكو، المستشار لعمدة المدينة، الوضع بأنه «غير إنساني». وقال: «لا طعام، لا ماء، لا إضاءة، لا تدفئة». وأعرب عن مخاوف من وقوع المزيد من القتلى. واستطرد بالقول إنه مع تزايد حدة الهجمات، قد يصل عدد القتلى إلى 20 ألفا.
أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن حرب أوكرانيا تحول طفلاً واحداً إلى لاجئ كل ثانية، إذ فر نحو 1.4 مليون طفل من أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي.
وقال المتحدث باسم «يونيسف» جيمس إلدر لصحافيين في جنيف «في المعدل، وكل يوم على مدى الأيام العشرين الأخيرة في أوكرانيا، تحول أكثر من 70 ألف طفل إلى لاجئين»، أي ما يعادل 55 طفلا كل دقيقة «أو تقريبا طفل كل ثانية». وقالت متحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، إن حوالي 3 ملايين شخص قد فروا من أوكرانيا بسبب الحرب، حتى الآن. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة بول ديلون لصحافيين في جنيف «وصلنا إلى عتبة ثلاثة ملايين شخص من حيث حركة الناس خروجاً من أوكرانيا».
وغردت المتحدثة صفاء مسهلي، عبر موقع تويتر، أن من بين الفارين أكثر من 150 ألف شخص من جنسية ثالثة، غير الأوكرانية والروسية. ويتردد أن هناك ملايين آخرين عالقين داخل أوكرانيا، إما في منازلهم أو أنهم نازحون داخليا، مع دخول الغزو الروسي للبلاد يومه العشرين. تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمحاسبة المسؤولين عن أعمال الحرب الخطيرة في بلاده. وقال زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو: «نعمل مع شركائنا على إجراءات عقابية جديدة ضد الدولة الروسية». وأضاف أن هذه الإجراءات ستطال «كل شخص مسؤول عن الحرب. أي شخص مسؤول عن تدمير الديمقراطية. أي شخص مسؤول عن القمع ضد الشعب». وقال زيلينسكي في المقطع الذي بثه من المكتب الرئاسي في كييف إن «الجيش الروسي مسؤول بالتأكيد عن جرائم حرب، وعن كارثة إنسانية تمت عمدا» في المدن الأوكرانية. وقال زيلينسكي إن روسيا بدأت تدرك أنها لن تحقق أي شيء من خلال الذهاب إلى الحرب. مضيفا: «لم يتوقعوا (الروس) مثل هذه المقاومة. لقد صدقوا دعايتهم التي كانت تكذب علينا منذ عقود».
وأكد أن المفاوضات بين الممثلين الأوكرانيين والروس ستستأنف «اليوم (أمس) الثلاثاء». وفي سياق متصل بددت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، مخاوف من مخاطر أمنية قد ترتبط بقدوم اللاجئين الأوكرانيين إلى ألمانيا. وقالت الوزيرة أمس الثلاثاء في تصريحات لمحطة «دويتشلاند فونك» الألمانية الإذاعية إن الشرطة الاتحادية تعزز التفتيش على الحدود الداخلية وتحكم السيطرة عند رصد أي شيء لافت للانتباه، وأضافت: «أعرف أن هناك انتقادات لهذا الأمر، لكني أدعمه، لأننا يجب أن يكون لدينا نظرة عامة على الوضع». وأوضحت الوزيرة أن الأوكرانيين الوافدين الذين يحملون جواز سفر بيومتري يسمح لهم بدخول البلاد بدون تأشيرة ويمكن أن يقرروا في البداية إلى أين يذهبون.
وكان زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي، فريدريش ميرتس، طالب بتسجيل جميع الوافدين. وقالت فيزر إنه يجري تسجيل الأشخاص الذين يسجلون أنفسهم لدى مكتب الهجرة، وأضافت: «هذا يعني أنه لا أحد منهم سيحصل على معونات بدون تسجيل». ولم تذكر الوزيرة عدد اللاجئين الأوكرانيين الذين تتوقع قدومهم إلى ألمانيا، مشيرة إلى أن هذا يتوقف على الحرب في أوكرانيا، وقالت: «في الوقت الحالي علينا أن نرصد من يأتي يوما بعد يوم. في الوقت الحالي نعمل وفقاً لأعداد الوافدين خلال الأيام الماضية... ما زلنا نأمل بشدة أن تنجح الجهود الدبلوماسية في نهاية المطاف، حتى لا يضطر الكثير من الناس إلى الفرار. لأن ما يحدث الآن هو في الحقيقة كارثة إنسانية».


مقالات ذات صلة

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».