قوات التحالف تدمر مواقع للحوثيين أطلقت منها قذائف على نجران

مصادر أمنية لـ «الشرق الأوسط» : الميليشيات لم تحقق أهدافها في استهداف المواقع السعودية

قوات التحالف تدمر مواقع للحوثيين أطلقت منها قذائف على نجران
TT

قوات التحالف تدمر مواقع للحوثيين أطلقت منها قذائف على نجران

قوات التحالف تدمر مواقع للحوثيين أطلقت منها قذائف على نجران

شددت قوات التحالف العربي، أمس، على أنها ستواصل التصدي لأي اعتداء تقدم عليه ميليشيا الحوثي على الأراضي السعودية.
وكانت ميليشيا الحوثيين أطلقت أمس عددا من القذائف الهاون، وصواريخ الكاتيوشا، باتجاه مدينة نجران الواقعة بالجزء الجنوبي الغربي للسعودية، ووقعت القذائف بشكل عشوائي على تلك المواقع، في حين ردت قوات التحالف، أمس، على القذائف التي أطلقتها ميليشيا الحوثي، وتمت إصابة مواقع إطلاق النار. وقال العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث باسم التحالف العربي مستشار وزير الدفاع السعودي، إن ميليشيا الحوثي أطلقت قذائف على نجران، مشيرا إلى أن مروحيات أباتشي قامت بالرد وقصفت «أهدافا» للحوثيين.
وقال عسيري في تصريحات بثها التلفزيون السعودي الرسمي، أمس، إن القوات ستواصل التصدي لاعتداءات الحوثيين، مبينًا أن تلك الميليشيات بعد الإعلان عن المبادرة الإنسانية، أول من أمس، أرادت التعبير عن رفضهم أي مبادرة سلمية واستهدفوا مدينة نجران، ما أدى إلى إصابة مستشفيات ومدارس ومساكن.
وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إنه نتج عن سقوط تلك الصواريخ وقوع إصابات، كما أن أحد المقذوفات استهدف مدرسة رياض أطفال، ومدرسة أخرى ابتدائية، وإن تلك المدارس لم يكن بها طلاب، في حين تعرضت 3 طالبات في مدرسة مجاورة لإصابات طفيفة نتيجة تطاير زجاج الفصل الدراسي بسبب صوت المقذوف. وقالت مصادر ميدانية، إن القذائف سقطت عند الساعة 11:30 صباح، أمس، ويبلغ عددها نحو عشرات المصابين، وتم تأكيد حالتي وفاة (حتى حينه)، واستهدفت عددا من المباني الحكومية وهي: ديوان المظالم، والمستشفى العسكري، ومبنى أحد الأجهزة الأمنية، ومبنى مكتب جريدة «الوطن» السعودية، و3 مدارس لتحفيظ القرآن الكريم تابعة لوزارة التعليم.
وأشارت مصادر أن اللجان المشكّلة من قبل عدد من الجهات الحكومية بدأت العمل في عمليات الإغاثة وحصر أعداد الشهداء ورعاية أسر «الشهداء» والمصابين.
وكشفت مصادر أمنية عن أن ميليشيا الحوثي رسمت أهدافا لها ولم تنجح في إصابتها بالكامل، ومن بينها مطار نجران، والمستشفى العسكري، مشددًا على أن الأجهزة الأمنية رفعت حالة التأهب القصوى للتصدي لأي هجوم محتمل.
وبدت الحالة الميدانية بعد سقوط القذائف في استقرار، وسط استنفار من قبل الجهات الحكومية، ورفع حالة الجاهزية التامة لموجهة أي أخطار، إلى ذلك أعلنت إدارة تعليم نجران أمس عن تعليق الدراسة بالتعليم العام للبنين والبنات في المنطقة، بناء على توجيهات الدكتور عزام الدخيل، وزير التعليم السعودي، فيما قرر وزير التعليم أيضا تعليق الدراسة في جامعة نجران ليومي الأربعاء والخميس للطلاب والطالبات. وأدى إطلاق ميليشيا الحوثي للقذائف إلى تعليق الرحلات الجوية، إذ أعلنت الخطوط الجوية العربية السعودية، الناقل الجوي، عن تعليق جميع رحلاتها المتجهة من وإلى نجران حتى إشعار آخر. من جانب آخر، قال الرائد حسن القصيبي، المتحدث الرسمي باسم حرس الحدود في جازان، إن الحدود لمدينة جازان لم تسجل أي حالة اختراق للحدود، أو اعتداء على أفراد حرس الحدود، لافتًا إلى أن عدد المتسللين سجل انخفاضا وصل إلى مستويات صفرية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.