المقاومة الشعبية تحمي فرقًا هندسية تصلح أبراج الكهرباء في مأرب

الأمطار تغرق صنعاء وتزيد من مصاعب الحياة فيها

الأمطار الغزيرة غمرت معظم شوارع العاصمة اليمنية بالمياه
الأمطار الغزيرة غمرت معظم شوارع العاصمة اليمنية بالمياه
TT

المقاومة الشعبية تحمي فرقًا هندسية تصلح أبراج الكهرباء في مأرب

الأمطار الغزيرة غمرت معظم شوارع العاصمة اليمنية بالمياه
الأمطار الغزيرة غمرت معظم شوارع العاصمة اليمنية بالمياه

تعمل المقاومة الشعبية اليمنية على مواجهة الحوثيين من جهة، وعلى مساعدة المدنيين اليمنيين من جهة أخرى في مناطق عدة في اليمن. وأفادت مصادر قبلية يمنية أمس بأن الفرق الهندسية بدأت بإصلاح خطوط نقل الطاقة الكهربائية بعد توقف إطلاق النار مؤقتا بين المقاومة الشعبية المكونة من القبائل والقوات الموالية للحوثيين في مدينة مأرب شرق اليمن.
وأكدت مصادر قبلية أمس أن أبناء القبائل المنضمين إلى المقاومة الشعبية حوطت المنطقة لحماية الفرق الهندسية التي عملت على إصلاح أبراج الكهرباء. وأضافت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن كلا الطرفين أوقف إطلاق النار بشكل مؤقت، إلى حين انتهاء الفرق الهندسية من إصلاح خطوط نقل الكهرباء في المنطقة الواقعة بالقرب من معسكر ماس الواقع تحت سيطرة الحوثيين في الجدعان شمال مأرب. وأضافت أن تلك المنطقة هي منطقة تماس ما بين القبائل اليمنية والقوات الحوثية.
ونقلت الوكالة عن مصادر قبلية قولها: «لا نعلم ما إن كانت الفرق ستستطيع الانتهاء من إصلاح خطوط نقل الكهرباء كون هناك أضرار كبيرة تعرضت لها أبراج الكهرباء، فقد تعرضت لأكثر من 25 قطعا في تلك المنطقة ومنطقة هيلان».
وتابعت: «هذا إلى جانب أن القوات الحوثية أطلقت خلال عمل الفرق الهندسية قذيفة هاون وقعت بالقرب من منطقة عمل الفرق الهندسية».
وتشهد محافظة مأرب اشتباكات مسلحة منذ نحو شهر ما بين المقاومة الشعبية والقوات الموالية لجماعة الحوثيين الذين يحاولون السيطرة على المحافظة، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الطرفين.
وتحوي محافظة مأرب خط أنابيب النفط الرئيسية إلى جانب محطة مأرب الغازية وهي محطة توليد الكهرباء التي تعتمد عليها معظم المحافظات اليمنية.
هذا وتعاني معظم المحافظات اليمنية من انقطاع الكهرباء بشكل كامل منذ نحو ثلاثة أسابيع، وسط معاناة شديدة للسكان في مختلف المحافظات.
ومن جهة أخرى، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، لليوم الثاني على التوالي، أمطارا غزيرة لساعات متصلة، بدء من عصر أمس حتى ساعة متأخرة من الليل، غمرت على إثرها معظم الشوارع والطرقات. وغرقت شوارع العاصمة بمياه الأمطار بعد مضي نحو شهر من تكدس أكوام القمامة في شوارع المدينة التي يسيطر عليها الحوثيين جراء توقف عمال النظافة عن العمل واحتجاجهم إثر إيقاف مستحقاتهم المالية وانعدام الوقود والمشتقات النفطية المشغلة لسيارات النظافة التي تجوب العاصمة يوميا في الأوضاع الاعتيادية.
وتأتي أمطار هذا العام متأخرة عن موسمها، حيث يبدأ موسم الأمطار عادة، على مر سنوات وعقود، في الثلث الأخير من شهر فبراير (شباط) ومطلع أبريل (نيسان) .



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.